انجبت حضرموت نساء شاعرات في سالف الزمن لا يقل شعرهن عن اخوتهم الذكور مكانة وقوة في التصوير وحضوراً في الإبداع ورقة المخيلة وحساسيتها . وأكثرهن عشن في وادي حضرموت. وأبرز الباحثين الذين خلدوهن في مؤلفاتهم الأستاذ الباحث القدير / جعفر محمد السقاف أطال الله في عمره في كتابه الموسوم ب [ لمحات من الأغاني والرقصات الشعبية بحضرموت ] .إلى جانب بروز ملحّنات ومغنيات حضرميات من أشهرن سعيدة بنت مبارك بكير الملقبة ب “ سعيده بكيرية “وهي مغنية وملحنة للأشعار الشعبية ( النسائية) ولدت وعاشت في (بور) و بها كانت وفاتها . والشاعرة “ فاطمة البقرية “ من مديرية “ القطن “. والشاعرة سلطانة بنت علي الربيدي من مديرية سيئون 780 - 847 هجرية.. عملت الفنانة الملحنة “ سعيدة بكيرية “ عند الشاعرة “ نور بنت شيخ الحبشي المكناة ب (أم عقيلة) وهي في العقد الثامن من عمرها وتحفظ الكثير من أشعار الشاعرة نور مع اللحن , وكان لسعيدة ابن اسمه سالم ويلقب ب (نوبي) وذات مرة ذهبت سعيدة إلى ( بور) لزيارة الأهل وتأخرت فأنشدت الشاعرة نور قائلة : ياطير باوصيك عاني لمّا سعيدة بكيريه وقل لها كيف ماجيتي ساهنْتش الصبح وعشيه وأما السقل كلهم بلهو حتى عقيلة وبكريه ثم تشير لزوجها وزوج المغنية “ سعيدة “ المغتربين في المهجر فتقول : وأبوكم يبتل لي الورقة ويبتل لي ألفين روبيه والدار شُيّد وبا يبني يلقي مراويح علويه ثم تشير إلى ابن صديقتها “ سعيدة “ واسمه “ سالم عوض “ الملقَّب ب” نوبي “ من حبها لسعيدة وكرمها ، قائلة : سالم عوض صانه الله باله حريمة كما ذيه وكذلك فعلت الشاعرة “ فاطمة البقرية “ عندما عزم ابنها على السفر إلى شرق أفريقيا ، فأنشأت تقول على وزن [ يا عدن باسير في مصراك يا خير بندر ] : كذا عزم على السفر نوبي علينا تعتر لي سرح في الجماعة ما مثيله معصر في كراعه عصا ابيض كما البرق يبهر سمَّح الله طريقه في السفر لا تعسر يملك المال من وادي مدر لا المثور با عمر كسوته شيذروني مسح لخضر أما أبرز الشاعرات الحضرميات الأول ، فهي الشاعرة الشهيرة (خديجة بنت علي بن محمد الحبشي ) ابنة العلامة المعروف علي الحبشي الذي ذكره حداد بن حسن الكاف في قصيدته المشهورة (حيا ليالي جميلة ) حيث قال : [ فيها علي حبشي وكم فرع أصيل ] وهناك شاعرات كثيرات لكن لم يتم توثيق شعرهن بسبب الظروف الاجتماعية والعادات والنظرة للمرأة للمجتمع آنذاك .) كما أخبرني بذلك الأستاذ / جيلاني علوي الكاف . وأورد الأستاذ / جعفر محمد السقاف في كتابه آنف الذكر عن الشاعرة ( خديجة ) أن اسمها : ( خديجة بنت على بن محمد الحبشي ولدت بمدينة سيئون في عام 1293ه الموافق عام 1876م تقريباً .فقد نشأت في بيت علم وفضل وحظيت بالرعاية من والدها وتلقت عنه العلوم الشرعية وقرأت على والدها العديد من الكتب الدينية والادبية واستطاعت أن تنظم الشعر الشعبي . وللشريفة خديجة قصائد نظمتها على اصوات الألحان الحضرمية الشائعة في زمانها. لقد كانت الشريفة خديجة عند حسن ظن ابيها بها فتمسكت بالعمل بوصيته حتى توفت في السادس من شهر ربيع الثاني عام 1359 ه الموافق 1940م تقريباً ، عن عمر يناهز 64 ) ومن أشهر قصائدها قصيدة على صوت [ يارب بتى العكيه ] تقول فيها: ماحد درى ما بحالي بي شوق ماحد رثالي ياهل القلوب الصفيه من حب صاحبه يتعب لاحد يلوم من حب فإن المحبه بليه [ نواصل معكم جولتنا في شعر الشاعرة الشريفة / خديجة بنت علي الحبشي ]