الريال اليمني ينهار مجددًا ويقترب من أدنى مستوى    بين حسام حسن وكلوب.. هل اشترى صلاح من باعه؟    ليفاندوفسكي يقود التشكيل المتوقع لبرشلونة ضد فالنسيا    للمرة 12.. باريس بطلا للدوري الفرنسي    السيول تقتل امرأة وتجرف جثتها إلى منطقة بعيدة وسط اليمن.. والأهالي ينقذون أخرى    السعودية تكشف مدى تضررها من هجمات الحوثيين في البحر الأحمر    ريمة سَّكاب اليمن !    الشيخ هاني بن بريك يعدد عشرة أخطاء قاتلة لتنظيم إخوان المسلمين    حزب الرابطة أول من دعا إلى جنوب عربي فيدرالي عام 1956 (بيان)    في ذكرى رحيل الاسطورة نبراس الصحافة والقلم "عادل الأعسم"    السعودية تعيد مراجعة مشاريعها الاقتصادية "بعيدا عن الغرور"    نداء إلى محافظ شبوة.. وثقوا الأرضية المتنازع عليها لمستشفى عتق    الأحلاف القبلية في محافظة شبوة    طلاب جامعة حضرموت يرفعون الرايات الحمراء: ثورة على الظلم أم مجرد صرخة احتجاج؟    كيف يزيد رزقك ويطول عمرك وتختفي كل مشاكلك؟.. ب8 أعمال وآية قرآنية    "جيل الموت" يُحضّر في مراكز الحوثيين: صرخة نجاة من وكيل حقوق الإنسان!    جماعة الحوثي تعلن حالة الطوارئ في جامعة إب وحينما حضر العمداء ومدراء الكليات كانت الصدمة!    النضال مستمر: قيادي بالانتقالي يؤكد على مواجهة التحديات    أسئلة مثيرة في اختبارات جامعة صنعاء.. والطلاب يغادرون قاعات الامتحان    كيف حافظ الحوثيون على نفوذهم؟..كاتب صحفي يجيب    عودة الحوثيين إلى الجنوب: خبير عسكري يحذر من "طريق سالكة"    الدوري الانكليزي الممتاز: مانشستر سيتي يواصل ثباته نحو اللقب    هيئة عمليات التجارة البريطانية تؤكد وقوع حادث قبالة سواحل المهرة    يوميا .. إفراغ 14 مليون لتر إشعاعات نووية ومسرطنة في حضرموت    الوزير الزعوري يطّلع على الدراسة التنموية التي أعدها معهد العمران لأرخبيل سقطرى    كل 13 دقيقة يموت طفل.. تقارير أممية: تفشٍّ كارثي لأمراض الأطفال في اليمن    طوارئ مارب تقر عدداً من الإجراءات لمواجهة كوارث السيول وتفشي الأمراض    البنك الإسلامي للتنمية يخصص نحو 418 مليون دولار لتمويل مشاريع تنموية جديدة في الدول الأعضاء    ميسي يقود إنتر ميامي للفوز على نيو إنجلاند برباعية في الدوري الأمريكي    بايرن ميونيخ يسعى للتعاقد مع كايل ووكر    اشتراكي الضالع ينعي رحيل المناضل محمد سعيد الجماعي مميز    العليمي يؤكد دعم جهود السعودية والمبعوث الأممي لإطلاق عملية سياسية شاملة في اليمن    من هنا تبدأ الحكاية: البحث عن الخلافة تحت عباءة الدين    - نورا الفرح مذيعة قناة اليمن اليوم بصنعاء التي ابكت ضيوفها    الشبكة اليمنية تدين استمرار استهداف المليشيا للمدنيين في تعز وتدعو لردعها وإدانة جرائمها    قضية اليمن واحدة والوجع في الرأس    مئات المستوطنين والمتطرفين يقتحمون باحات الأقصى    وفاة فنان عربي شهير.. رحل بطل ''أسد الجزيرة''    أسعار صرف العملات الأجنبية أمام الريال اليمني    ضبط شحنة أدوية ممنوعة شرقي اليمن وإنقاذ البلاد من كارثة    فريدمان أولا أمن إسرائيل والباقي تفاصيل    شرطة أمريكا تواجه احتجاجات دعم غزة بسلاح الاعتقالات    دعاء يغفر الذنوب لو كانت كالجبال.. ردده الآن وافتح صفحة جديدة مع الله    مشادة محمد صلاح وكلوب تبرز انفراط عقد ليفربول هذا الموسم    اليمنية تنفي شراء طائرات جديدة من الإمارات وتؤكد سعيها لتطوير أسطولها    القات: عدو صامت يُحصد أرواح اليمنيين!    وزارة الحج والعمرة السعودية تحذر من شركات الحج الوهمية وتؤكد أنه لا حج إلا بتأشيرة حج    «كاك بنك» يدشن برنامج تدريبي في إعداد الخطة التشغيلية لقياداته الإدارية    الذهب يتجه لتسجيل أول خسارة أسبوعية في 6 أسابيع    الزنداني لم يكن حاله حال نفسه من المسجد إلى بيته، الزنداني تاريخ أسود بقهر الرجال    «كاك بنك» يشارك في اليوم العربي للشمول المالي 2024    أكاديمي سعودي يلعنهم ويعدد جرائم الاخوان المخترقين لمنظومة التعليم السعودي    من كتب يلُبج.. قاعدة تعامل حكام صنعاء مع قادة الفكر الجنوبي ومثقفيه    نقابة مستوردي وتجار الأدوية تحذر من نفاذ الأدوية من السوق الدوائي مع عودة وباء كوليرا    الشاعر باحارثة يشارك في مهرجان الوطن العربي للإبداع الثقافي الدولي بسلطنة عمان    - أقرأ كيف يقارع حسين العماد بشعره الظلم والفساد ويحوله لوقود من الجمر والدموع،فاق العشرات من التقارير والتحقيقات الصحفية في كشفها    لحظة يازمن    لا بكاء ينفع ولا شكوى تفيد    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



رموز الأغنية الحضرمية
نشر في الجمهورية يوم 01 - 03 - 2007

عبدالقادر قائد :المطرب سلطان ابن الشيخ علي آل هرهرة
في العقد التاسع من القرن الهجري الثالث عشر ولد بمدينة الشحر الفنان الكبير سلطان بن صالح ابن الشيخ علي من عائلة يافعية كريمة ميسورة الحال لها نفوذها ومركزها الاجتماعي المرموق وحفت به منذ صغره مظاهر حياة جميلة هادئة ليس بها ماينغص العيش ويكدر البال.
في سن مبكرة ظهرت لديه بوادر الميل إلى الفن والغناء فكان يترنم بالألحان العذبة الشجية فتطاوعه موهبة أصيلة وصوت ملائكي أخاذ، وفي رحلاته التي قام بها في مقتبل شبابه إلى الهند وجاوا وسواحل أفريقيا الشرقية اكتسب من هذه الأسفار التجارب والمعرفة التي كيفت حياته وأساليب معيشته وأضفت على فنه ألواناً من التجديد تتسم بسعة الشهرة والمكانة المرموقة.
وكان سلطان - بالإضافة إلى حلاوة صوته وعذوبته - جميلاً في خلقته معتدلاً في قامته أنيقاً في ملبسه وغالباً مايرتدي الزي الهندي ، فكان يلبس السراويل الطويلة والدقلة «الشروان» والطربوش ويضع على عينيه نظارة ويتقلد على كتفه سيفاً ويرسل شعر رأسه الكثيف حتى يصل إلى كتفيه.
ويقول الذين عاصروا سلطان ورافقوه إنه أول من أدخل العزف على «القنبوس» في حضرموت فكان أعجوبة زمانه وعصره في العزف على هذه الآلة الموسيقية التي أخرج من نغمات أوتارها ألحاناً حضرمية بديعة كانت الوحي الملهم لمن جاء بعده من الفنانين.
ويتحدث الذين استمعوا إلى غناء سلطان وموسيقاه مما نحسبه اليوم قبيل المبالغات ويزعمون أن هذا الفنان كان فلتة من فلتات الطبيعة وعبقرية نادرة لاتتناسب مع مستوى العصر الذي عاش فيه.
كان سلطان إلى جانب مهارته في العزف ملحناً بارعاً كثير الإنتاج والتجديد فكان يضع الألحان المختلفة للقصائد الشعرية التي يؤلفها شعراء محليون من الشحر أمثال السيد عبدالله محمد باحسن الذي يقال بأنه كان معجباً بسلطان إعجاب شوقي بعبد الوهاب وأن هذا الإعجاب كان له دخل كبير في نجاح كثير من قصائد باحسن العاطفية وأمثال سعيد علي بامعبيد الذي يعتبر شاعره الخاص ورفيقه في مجالسه وسهراته ورحلاته.
وكما كان سلطان يلحن الأشعار المحلية التي تتألف كلمات بعضها من العامية، كان يلحن أيضاً القصائد المختارة من الأدب العربي الفصيح، ومن أغانية المشهورة من النوع الأول:
عجب ما لخلي يماطل محبه ويعلم بسقمه ويبخل بطبه
ومن أغانيه المعروفة من النوع الآخر:
جاءت مبرقعة فقلت لها اسفري
عن وجهك القمر المنير الأزهر
ويؤكد العارفون أن كثيراً من الأغاني الكويتية التي نسمعها اليوم إنما هي صورة من ألحان سلطان بعد أن تطورت قليلاً بفعل الزمن ذلك أن الكويتيين من أصحاب السفن الذين كانوا يرتادون سواحل حضرموت يعجبون بأغاني سلطان ويحرصون على حضور الحفلات والسهرات التي يحييها وينقلون إلى بلادهم كل ماوعوه من أغاني وألحان هذا الفنان الحضرمي الذي يتمتع بحبهم وإعجابهم فيتناقلها الناس هناك ويتغنون بها.
ويستدل القائلون بتأثير فن سلطان على الغناء الكويتي بكثرة الكلمات الحضرمية في الأغاني الكويتية واصطحاب الألحان الكويتية بالرقص التوقيعي الذي هو مأخوذ أيضاً عن نظام الطرب المتبع عند سلطان.. فقد جرت العادة بأن يصاحب الغناء في ذلك الوقت التوقيع بالحركات الفنية البديعة وكان المطرب حتى تبدأ لحظة التوقيع أو الرقص ينتصب واقفاً وبيده القنبوس ويشاركه الوقوف حاملو المراويس ، وهذه إشارة البدء فيقف اثنان من الحاضرين ويرقصان على الألحان رقصة تشبه في حركاتها لعب «البطيق» في الوقت الحاضر.
وكان سلطان يغني الأغاني المصرية ويجيد الغناء الهندي ويبدع في عزف ألحانه حتى كان الهنود أنفسهم يطربون جداً للألحان الهندية التي يغنيها سلطان والناس هنا في حضرموت يتناقلون أحاديث السهرات الموسيقية التي أحياها سلطان في مدينة بمباي «بالهند» وحكاية الفتيات الهنديات اللواتي أعجبن بفنه وتنافسن في اكتساب مودته وامتلاك قلبه حتى كانت نهاية حياته في الهند سنة 1321ه 1901م بواسطة السم الذي دسته له في الطعام فتاة هندية أحبته ودفعتها الغيرة إلى هذا العمل الإجرامي الفظيع.. كان الناس هنا يتناقلون كثيراً من أمثال هذه الحكايات المتعلقة بسلطان كما يتسامرون بأحاديث ألف ليلة وليلة وروايات المغنين والمطربين في عصر الرشيد.
وبالجملة فإن فن سلطان كان المدرسة الأولى في تاريخ الفن الحديث بحضرموت، ولقد ترك سلطان عدداً كبيراً من تلاميذ وخريجي مدرسته ولكنهم مع الأسف لم يفعلوا شيئاً يذكر للاحتفاظ بفن أساتذتهم ونقله إلى الجيل الحاضر بكل خصائصه ومميزاته ، فاختفت كثير من ألحانه وأغانيه وجهل الناس ماكان يجب أن يبقى من آثار هذا الفنان العبقري.
إن فن سلطان وألحانه لو وجدت من يعنى بها ويصقلها ويطورها لتتمشى مع مستلزمات العصر الذي نعيش فيه لكان لنا اليوم فن أصيل يرتكز على قاعدة الفن الشعبي القديم الذي استوحى منه سلطان مجده ونبوغه.
من تلاميذ سلطان الذين اشتركوا معه في الغناء والطرب أو تأثروا بفنه أخوه علوي بن صالح والسيد صالح الحامدي عازف الرباب في فرقته وعبدالله ابن الشيخ أبوبكر وصالح بن غالب ابن الشيخ علي وبوبكر وعبد المعين بن خميس فرج وأحمد عبدالخالق الماس وأحمد عبدالرزاق ومحفوظ بازياد ويسلم باحشوان ويونس ومنصور سالم وعمر الظاهري وبانقاب.
والشيخ محفوظ حوره وغيرهم، وكل هؤلاء كانوا يمثلون مدرسة معلمهم سلطان وهم أشهر من أخذ عنه أغانيه وألحانه الشعبية الأصيلة.
من كتاب «الفكر والثقافة في التاريخ الحضرمي»1961
للمؤرخ البارز الاستاذ سعيد عوض باوزير.
سعيد عوض كاوره والمستشرق لاندبرج
في عام 1894م فكر المستشرق السويدي الكونت كارلودي لاندبرج بالذهاب إلى الحبشة ولكن ظروف تلك البلاد حالت دون تحقيق رغبته فتوجه صوب ميناء عدن الذي وصله في ديسمبر من نفس العام،وإذا كانت الصدفة هي التي رتبت لقاءه ذات يوم من يناير 1895م بمطرب حضرمي ما كنا لنسمع به لولا ذلك اللقاء،إنه المطرب سعيد عوض كاوره الشحري الذي تلقى منه نماذج من الشعر الغنائي كانت الأساس الذي انطلق منه في دراسته للهجة الحضرمية.
لم تطب الإقامة للاندبرج بعدن،ففنادقها هابطة المستوى وسوقها مليء بالسلع وإنما من نوع رديء وطعامها من ما لا تحتمله معدته،وزاد الطين بلّة أن خادمه الألماني أصيب بمرض أقعده عن العمل فشد الرحال إلى مصر بصحبة سعيد المطرب وحضرمي آخر اسمه منصور باضريس.
وفي صحيفة المنتدى العدد«52» الصادرة في دبي نوفمبر 1985م«ص5» كتب الدكتور محمد عبدالقادر بافقيه مقالاً علق فيه على القليل الذي حفظه لنا لاندبرج عن سعيد عوض وهو ماأورده في كتابه (المستشرقون وآثار اليمن ) ج1 ج2،مركز الدراسات والبحوث اليمني صنعاء 1988م حيث يقول:«والحق يقال إن المطرب سعيد عوض لايكاد يتذكره أحد من أبناء عصرنا هذا في اليمن ،فكل الذين أشرعوا أقلامهم للكتابة عن تطور الغناء اليمني لم يذكروه ، ومع ذلك فسعيد عوض الذي نشأ وترعرع في شبام بوادي حضرموت وفيها تعلم الضرب على العود كما يقول هو نفسه في حديث له عن الطرب قيده المستشرق السويدي الكونت كارلودي لاندبرج، كان له صيت بين الناس في عدن،كما كان معروفاً في المكلا.
وممّا رواه في حديثه للكونت :أنه قد غادر الداخل مضطراً وتجول في المدن الساحلية نظراً لاعتراض بعض الفقهاء والسادة الصوفية على الطرب، إذ أنه يلهي عن الصلاة كما يقول سعيد ولهذا فإن مجال الرزق لأمثاله في السواحل كان أوسع.
ويعود الفضل في تخليد ذكرى هذا المطرب كما يقول د.بافقيه إلى اتصاله بذلك المستشرق الذي ساقته الأقدار إلى عدن باحثاً فيها عن ما يسميه «قصّاد» أو منشد أو راوي أشعار وكان سعيد قد قدم لتوه من شبام.
ويصف لاندبرج سعيداً بأنه «إنسان خام» صريح وأمين ولا يعرف عن العالم غير الشيء القليل حتى القراءة والكتابة لايعرفهما كما لايعرف من أسماء البلاد بعد حضرموت وعدن سوى مكة، وقد حببت هذه الصفات سعيداً إلى لاندبرج إذ كان في نظره «القصّاد» المنشود الذي يمكنه الاستعانة به في دراسة لهجة أهل العربية الجنوبية فهو يعتبر سعيداً خير من ينشد الشعر الحضرمي ويغنيه.
بعد أن وجد ما كان يبحث عنه وبسبب عدم طيب الإقامة في عدن قرر لاندبرج المغادرة إلى مصر كما أسلفنا واصطحاب سعيد ومنصور باضريس الذي اتضح فيما بعد أنه كان يقول الشعر الشعبي أيضاً وقد تدخل في اختياره كونه جاب اطراف حضرموت على الأقدام خلال عشرين سنة وحفر في قصور عاد بحثاً عن الكنوز،لقد غادر لاندبرج عدن إلى مصر،وهو يشعر أنه بتعرفه على الرجلين قد وقع على كنز جديد لايقدر بثمن فوصل إليها واستقر بحلوان حيث استأجر بيتاً هناك يستطيع أن يكتب فيه مادته اللغوية والشعرية».
وفي العدد الثالث من نشرته المسماة «أربيكا» ص21نشر لاندبرج صورة سعيد مع آلته الموسيقية«العود» ويلاحظ فيها ما يرتديه سعيد من ملابس التي يقول عنها د.بافقيه:يبدو أنه قد اتخذها في مصر ، فهي غير معروفة في حضرموت أو عدن،وهي حتماً ليست ملابس حضرمية أما عن العود أو القنبوس فيقول لاندبرج إنه صنع في شبام حضرموت وأن تقسيماته عربية قديمة وربما تكون قد أخذت من شعب آخر».
وعلى كل فإن هذا العود هو الشائع والمستخدم في اليمن والمعروف بالقنبوس أو العود الصنعاني القديم ذي الأوتار الأربعة وهو الآلة المستخدمة حتى بعد النصف الأول من القرن الهجري الماضي «الرابع عشر» وكان الشيخ علي أبوبكر باشراحيل والشيخ قاسم الأخفش يعزفان بها حتى أواخر أيامهما.
ومن ما رواه لاندبرج عن سعيد أنه كان لايعرف كلمة ربابة،فهو يقول في النص المنشور في النشرة :« في بلادنا ما شي إلا العود ولايوجد عندنا القانون والرباب اللي تحكي لي به،يلعبون عندنا علعود«وهو القنبوس» والمراويس والهاجر والطار والطاسة،والبدو عندهم الشرح والمدروف وما يعرفون الطرب ولا غيره».
وعن رحلته إلى مصر يقول إنه حضر مع سعيد حفلاً أحياه المطرب الشهير عبده الحامولي ولكن أداءه لم يحز إعجاب سعيد الذي قال عنه في وقت بلوغه ذروة الغناء:أهذا مغنى ؟!إنه نباح عال؟!وكأنه قد شعر حينها باعتزازه بفنه فأراد أن يقول تعالوا أسمعكم أصالة الغناء وعذوبته،مما يؤكد ازدهار أحوال الغناء اليمني وانتشار حركة الطرب في تلك الفترة في مدينة الشحر على أيدي جماعة الشاعر الكبير عبدالله محمد باحسن«جمال الليل» والمطرب الشهير سلطان بن صالح ابن الشيخ علي آل هرهرة المولود عام 1286ه،ومن غريب ما يلفت النظر أن سعيداً لم يُشر في حديثه مع لاندبرج عن حركة الطرب تلك ، ولباحسن ديوان حافل بالأغاني الذائعة التي نظم أهمها في الفترة بعد 1303ه ومنها قصيدة«ماللرشا المعسول» المؤلفة والملحنة عام 1309ه،فمنذ الوهلة الأولى لقراءة ذلك الحديث يدرك المرء أنه لم يكن دقيقاً وصادقاً في الإجابة عن أسئلة لاندبرج ، فمن غير المعقول أنه لم يكن على علم بنشاط سلطان الغنائي ولا بالتطور الذي طرأ على الأغنية الحضرمية على يده وبمصاحبة فرقته وكان قد غادر الداخل مضطراً وتجول في المدن الساحلية ولهذا فإن مجال الرزق له ولأمثاله كان أوسع كما يقول في حديثه مع لاندبرج إذن كيف يكون ذلك؟وهو قد عاش في تلك الفترة وتجول في المناطق الساحلية ومدينة الشحر التي شهدت نشاط سلطان وعصره الذهبي كانت إحدى المدن الساحلية التي يمكن أن يكون قد مر بها.
ومما قاله د.بافقيه أيضاً:
ويوافق لاندبرج سعيداً اعتزازه بنفسه وبأصالة فنه فقد قال في ندوة مؤتمر المستشرقين المنعقدة في ليدن بهولندا بأن الموسيقى العربية المعاصرة ليست عربية بالمعنى الحقيقي وأنه أقر ذلك الرأي عند حديثه في دورة المؤتمر المنعقدة بلندن،وأن كل ماكان يغنيه سعيد كان يتسم بالإنسجام وأنه قام بمساعدة السيد بيلوف سكرتير المفوضية الألمانية بالقاهرة بتسجيل الألحان التي كان سعيد يقوم بأدائها،هذه الألحان وردت مدونة بالنوتة الموسيقية في كتاب لاندبرج عن اللهجة الحضرمية،وفي رأيه أن سعيداً يمتلك حساً لغوياً وموسيقياً فطرياً وأنه في بدايته أشبه بقادم من وراء الأزمنة الغابرة.
بعدها يغادر سعيد ومنصور بصحبة لاندبرج إلى ألمانيا وينزلان في قصره بتتزنج في بافاريا،ويواصل لاندبرج العمل في دراسته اللهجة الحضرمية معتمداً على الأشعار التي يحفظها سعيد عوض الذي دخل التاريخ من باب لم يكن ليخطر له على بال.
ويدل ما أورده لاندبرج عن سعيد يقول د.بافقيه إن معارفنا عن تطور الغناء الحضرمي وخاصة في تلك الفترة بالذات ناقصة،وأن على المعنيين بدراسة فن الطرب الحضرمي وهم غير قليلين أن يراجعوا ما كتبوه.
محمد جمعة خان
المدرسة التجديدية في الأغنية الحضرمية
ولد محمد جمعة خان في قرية قرن ماجد بوادي دوعن عام 1323ه الموافق 1903م من أم حضرمية دوعنية وأب هندي بنجابي هو جمعه خان الذي استقدمه السلطان عوض بن عمر القعيطي فيمن استقدم من هنود لينضموا إلى جيشه المحارب أثناء الحروب التي دارت بين يافع وآل كثير، وكان هو من ضمن قوة السلطنة التي تمركزت في وادي دوعن في بداية القرن العشرين وتزوج هناك من امرأة اسمها فاطمة أحمد بهيان وكانت ثمرة هذه الزيجة ولداً أسماه محمداً.
يقول الكاتب عبدالرحمن العماري صاحب كتاب:« ذكريات فقيد الفن اليمني محمد جمعه خان» إنه درس القراءة والكتابة في إحدى المدارس الأهلية وترعرع في عائلته الذواقة للموسيقى والطرب، ثم التحق بالفرقة السلطانية سنة 1918م تقريباً وكانت تسمى بالفرقة العربية أو «الطرنبيطة» وآلاتها تتكون من الهاجر والمراويس والمزامير، وقد أبدع بها ورقي لقيادتها، وبعد فترة انتقل إلى الفرقة السلطانية الثانية والتي تسمى بالفرقة الهندية بقيادة الهندي «عبداللطيف» ثم رقي محمد جمعه لقيادتها وكان يتقدمها بالكلارنيت، وجميع آلاتها نحاسية حديثة ، وكانت الفرقة تعزف ألحاناً هندية وغربية، وعند قيادة محمد جمعة لها أدخل عليها الموسيقى العربية وبعض الألحان الشعبية الحضرمية، وخلال عمله هذا بدأ في تعلم العزف على آلة السمسمية تحت إشراف مطرب شعبي من تلاميذ مدرسة «سلطان» هو سعد الله فرج الذي علمه فيما بعد العزف على آلة القنبوس، وقد ساعدته موهبته الأصلية واستعداده الفطري على إجادة الألحان الحضرمية المحلية التي تلقاها من أستاذه الحضرمي أو تلقفها من مصادر أخرى ولقي على ذلك تشجيعاً من والدته لإجادته الألحان والموسيقى الحضرمية بدلاً عن تلك الدخيلة عليها.
كتب الأستاذ عزيز الثعالبي مقالاً في صحيفة 14 أكتوبر بتاريخ 8 يونيو 2000م بمناسبة انعقاد المهرجان الأول للأغنية الحضرمية مايو 2000م جاء فيه: «لم يتعامل محمد جمعه مع الدراسة المنتظمة سوى سنوات محدودة في مدرسة أهلية في المكلا تماماً مثل سيدة الغناء العربي أم كلثوم..على أن محمد جمعه كما فعلت أم كلثوم قد اهتم أن يصنع نجوميته بنفسه: اضباط شديد، انتباه لما يدور حوله وعصامية التعليم بجانب محافظته على النعمة التي وهبها الله له وهي جمال الصوت.
حفلت حياة الفنان محمد جمعه خان بمحطات فنية عديدة، ففي محطة اختيار نصوص الأغاني لم يكن هناك من يكتب الأغنية فوجد ضالته في القصائد التي حفل بها الديوان المخطوط الذي تركه بعد وفاته عام 1928م.
الشاعر المبدع والمؤرخ والقاضي عبدالله محمد باحسن في مدينة الشحر واختار منه روائع القصائد التي سبق لغيره أن غناها بلحن اصطلح على تسميته بالعوادي، أضاف عليه محمد جمعه خان من شخصيته وبديع فنه، على أن هناك من ساعده في تقليب دواوين الشعر في المكتبة السلطانية بالمكلا واختيار قصائد لشعراء من حضرموت «أبوبكر بن شهاب وصالح الحامد»، قصائد من الشعر الجاهلي وشعراء النهضة من مصر «أحمد شوقي وعلي محمود طه وأحمد رامي» وفي لبنان بشارة الخوري «الأخطل الصغير» وغيرهم من الشعراء العرب.
وجاء عنه في كتاب الفكر والثقافة في التاريخ الحضرمي للأستاذ سعيد عوض باوزير مايلي:« عندما تولى إدارة الفرقة الموسيقية أخذ يطعمها بالألحان الشعبية لأول مرة خصوصاً بعد أن تخلصت الفرقة من بعض أعضائها الهنود وانضم إليها بدلاً عنهم بعض أبناء البلاد المحليين الذين تجاوبوا مع ألحان بلادهم وأغانيها.
أخذ محمد جمعه خان يحترف الطرب والغناء ويعرض منه في الحفلات والسهرات فيجد من الناس كل إقبال وتشجيع وكان في بداية عهده المطرب الوحيد الذي لا منافس له في البلد نظراً لبراعته في العزف ورخامة صوته وعذوبته، وكان يجيد الألحان الهندية والمصرية والحضرمية الأمر الذي أعانه على إرضاء جميع الأذواق المختلفة وساعد على سطوع نجمه وانتشار صيته في حضرموت وخارجها.
عقب تقاعده من العمل في الموسيقى السلطانية كون محمد جمعه فرقة خاصة به وذلك بعد أن ظهر العود «الكبنج» والدف لأول مرة في حضرموت وكان السيد علي عبدالله التوي قد قدم بهما من عدن فأخذهما منه محمد جمعه وبدأ يعزف ألحانه على هذه الآلات الجديدة وبذلك اختفت آلة القنبوس القديمة مع المراويس ودخل محلها العود والدف والرباب، وتتكون فرقته الأولى هذه من أربعة عازفين بالاضافة إليه وهم: عبيد البمبا عازفاً على الشبابة وعبدالقادر سالم باعيسى عازفاً على الكمنجة أو الكمان ومحمد الصبان عازفاً على الإيقاع وعوض باسيف على الدف، وقد تقاعد البعض من هذه الفرقة وتوفي البعض الآخر فانضم إليه جماعة آخرون كونوا فرقته الثانية وهم: سعيد عبداللاه الحبشي عازفاً على الكمان وبكار سعيد باهيال ضارباً على الدف وأبوبكر الحباني ضارباً على الإيقاع وكان يستعين في كثير من الأحيان بعازف شبابة شهير هو أبو تمباك».
ومماجاء في مقال الثعالبي أيضاً:« اتجه محمد جمعة خان إلى الأغاني الحضرمية فأولاها عناية خاصة وأقام جسراً من التواصل مع الدان الحضرمي فامتلأت روحه بألحان هذا اللون الشجي وبكلماته التي تلامس شغاف القلوب ومن علامات هذا اللون الشاعر الفنان حداد بن حسن الكاف ليضيف إلى فنه فناً أصيلاً، وامتلأت رأسه بإيقاعات الرقصات الشعبية الشجية التي تشتهر بها المناطق الريفية في حضرموت، وكانت طرق المواصلات التي أنشئت آنذاك قد قربت بين الساحل والداخل واتصل السكان في المنطقتين واختلط بعضهم ببعض وأصبحت أغاني المناطق الداخلية على كل لسان لما في ألحانها من سحر وروعة وجمال فأخذ يقتبس منها ويصبها في قالب توقيعي جديد راقص يتمشى مع آلات الطرب الحديثة فكان موفقاً كل التوفيق في إنتاج مجموعة كبيرة من الأغاني الشعبية الراقصة احتلت مكان الصدارة بالنسبة للألحان الهندية والمصرية».
كان له شرف الريادة في الدعوة المبكرة لفكرة تكوين «ندوة موسيقية» تضم جميع الفنانين بحضرموت وتتبنى الدعوة إلى قيام نهضة حديثة في البلاد، اطلق عليها اسم الندوة الموسيقية الحضرمية ساهم فيها وكان رئيساً للجنتها التنفيذية.
قائمة بأسماء المساهمين في هذه الندوة:
1 بن همام عازفاً على العود.
2 سعيد باشريف عازفاً على الكمان.
3 صالح باشريف عازفاً على الكمان.
4 يسر بن سنكر عازفاً على الكمان.
5 سعيد عبداللاه الحبشي عازفاً على الكمان.
6 فرج علي مرسال عازفاً على الناي.
7 سعيد بكران ضارباً بالإيقاع.
8 أبوبكر الحباني ضارباً بالإيقاع.
9 بكار باهيال ضارباً بالدف.
10 كرامة مرسال كورس.
11 محمد سالم بن شامخ كورس.
12 أحمد صالح بن غودل كورس.
13 سعيد الجاوي كورس.
وتبدو الأغنية عملاقة بصوته وخصوصاً في تلك الحقبة من الخمسينيات من القرن العشرين التي ارتبط فيها بعلاقة حميمة بالشاعر الصحافي والمحامي الفنان أيضاً حسين محمد البار، فأثمرت هذه الثنائية أغاني في منتهى الجمال.. وبلون مميز، وأدرك محمد جمعة السنوات الأولى لبروز الشاعر الفنان حسين أبوبكر المحضار ومدرسته الجديدة وغنى مجموعة من أغانيه قال الشاعر المحضار إن تأثيرها بصوت محمد جمعه في الناس أقوى ومن هذه الأغاني على سبيل المثال أغنية يارسولي توجه بالسلامة وفي نفس الوقت غنى محمد جمعة قصائد خصه بها الشاعر يسلم أحمد باحكم وكذلك الشاعر صالح عبدالرحمن المفلحي والشاعر عبدالرحمن باعمر.
تأثر بأغاني محمد جمعه خان وألحانه عدد من الفنانين الناشئين يمثلون مدرسة خاصة تختلف عن مدرسة سلطان القديمة من أبرز مطربي هذه المدرسة «في تلك الفترة» أحمد جمعة خان وأخوه عبدالقادر وعوض علي بن هامل وعبدالرب ادريس وغيرهم من الهواة أمثال صالح الناخبي وسالم عوض باوزير وعبدالله العماري وعلي محمد جمعه وعبدالله محمد بلحيد وعبدالقادر باحسين وغالب الرضي وأبوبكر التوي وفرج سالم خميس ومحمد سالم بن شامخ الذي كان من المحببين عند أبو علي فقد تعلم منه أصول الموسيقى والغناء حيث كان مردداً «كورس» وضارباً أحياناً بالإيقاع وله مقدرة على تقليد صوته وأداء أغانيه.
يقول الأديب الراحل الأستاذ سعيد عوض باوزير عن محمد جمعة خان إنه كان أكثر الفنانين الحضارم إنتاجاً «في ذلك الوقت» وأبعدهم شهرة وأقربهم إلى قلوب الجماهير ذلك لأنه استطاع أن يصقل الغناء الحضرمي ويبعث فيه الحياة ثم ينشره ويمنحه الخلود.
توفى الفنان محمد جمعه خان في 25ديسمبر عام 1963م ودفن في مقبرة يعقوب بالمكلا.
المطرب يسلم عبدالله دحي
من مواليد عام 1910م تلقى تعليمه الابتدائي في مدينة المكلا في محافظة حضرموت ثم اشتغل بالأعمال التجارية فتنقل فيها موظفاً وتاجراً، بعد ذلك أنشأ معملاً صغيراً للصباغة في المكلا.
وفي إحدى زياراته لعدن انضم إلى جماعة من المطربين القدماء أمثال عبدالمجيد المكاوي ومحمد عبدالرحمن المكاوي وعمل معهم ضارباً على الدف ومغن، بعد ذلك سجلت له شركة «التاج العدني» أول أغنية من كلمات السيد عبدالله محمد باحسن وتلحين صالح عبدالله باسلوم والاثنان من أهالي مدينة الشحر بعنوان «ما للرشا المعسول حلو القوام» «تعد هذه الأغنية إضافة جديدة لأنماط الغناء الصنعاني فلقد أحب الحضارم الأغنية الصنعانية وموسيقاها ورأوا فيها لوناً راقياً وجميلاً من ألواننا الغنائية اليمنية وأدخلوها إلى أرقى فنونهم وجعلوها «صوتاً» في الزربادي بقالبيه، وإلى الاستماع «الزفة» بنوعيه وإلى مجالس السماع عند الصوفية وحفلات الطرب، ونستطيع أن نستنتج بأن الفنان الرائد سلطان بن الشيخ علي قد غنى الأغاني الصنعانية، وإن لم يذكر ذلك المؤرخ سعيد عوض باوزير ، حيث إن الفنان سلطان كان يضع الألحان لبعض أغنيات الشاعر محمد عبدالله باحسن ويغنيها وبعضها من ألحان باحسن نفسه أو من وضع بعض من جماعته ومن هذه الأغنيات مايمكننا أن نصنفها ضمن قائمة الغناء الصنعاني ، حيث كتب باحسن معارضات لقصائد بعض شعراء الغناء الصنعاني أمثال المفتي وعبدالرحمن الآنسي وجابر رزق وعبدالرحمن العيدروس وغيرهم وأبقى باحسن وسلطان وجماعتهما بعضها على الألحان الصنعانية ووضعوا للبعض الآخر ألحاناً حضرمية من عندهم وهناك في الهند ، حيث أقام الفنان المطرب سلطان ومن قبله الفنان عبدالرحمن بن حسن بن الشيخ أبوبكر المعروف بعبدالرحمن اليماني وغيرهما مما لم يصلنا خبرهم نقلت الأغنية الصنعانية وغيرها إلى الخليج أو بعضها على الأقل.
لقد جرت محاولات لتطوير هذا اللون الجميل ومفخرة اليمن ليس هذا فقط ولكن جرت محاولات أخرى لإضافة نمط جديد لأنماط هذا الغناء فأغنية الشاعر أحمد القارة «يابروحي من الغيد هيفا كالهلال» وهي إحدى قمم الغناء الصنعاني غناها أكثر الفنانين اليمنيين ومنهم الفنان الراحل محمد سعد عبدالله، ولكنه أضاف لها «كوبليها» ثالثاً وقال معلناً:«هكذا سمعتها في حضرموت من الفنان يسلم عبدالله دحي» جاء ذلك في حديث تلفزيوني مشيراً إلى الاختلاف في أداء الآخرين لهذه الأغنية».
يتمتع الفنان المطرب يسلم دحي بجمال الصوت والإجادة في الإلقاء للقصائد والمقطوعات الشعرية إضافة إلى شهرته في إجادة الأغاني البدوية والقروية كأغاني رقصة الحفة الساحلية «هبيش» وأغاني رقصة الدحيفة الدوعنية وكانت له علاقات واتصالات دائمة بملحني هذه الأغاني، إضافة إلى إجادته للتواشيح الدينية والأناشيد الوطنية، وعندما كان عضواً في فرقة حامد عوض القاضي في مدينة الشيخ عثمان، أتيحت له الفرصة في تعلم العزف على آلة العود فأخذ يغني الألحان البدوية المختارة حيث سجل بعضها في اسطوانات بعد أن أدخل عليها بعض التغييرات الضرورية.
من أغانيه البدوية المسجلة:
ما لقيت العرب كلهم بالسوية
بعضهم زين يطعم كلامه مثل العسل لي من النوب
ابتلى خاطري والمحبه بلية
حس طرفي تزعل منامه والطعم في الفم مقلوب
لاتلومون مولى الهوى والهوية
ماعلى من عشق شي ملامة ذلا مقدر ومكتوب
نا معدي طريقي وعابر عشية
عذب صادت فؤادي سهامه وتوغلت في الجنوب
لوسمح لي بالتلاقي ولو في الخفيه
باتجي العافية والسلامه وباينقضي كل مطلوب
الجدير بالذكر أن هذه الأبيات تحمل لحناً من ألحان المنطقة الشرقية «المشقاص» أما ألحان المنطقة الغربية «دوعن» فمن أمثلتها هذه الأغنية التي غناها وسجلها الفنان يسلم دحي ومطلعها:
ياحمول الشب أيش بايشلك
كودي باشلك لما تحيّه
يوم أتعبني حمولك وحطك
والكلف فوق العقاب العكيّه
يوم في العقبة ملاوي ومضنك
عقبة الرحمن ماهي وطيّه
من سرح فيها يظلي مهلك
وإن زنع خلوه وحده هميه
وهكذا كان الفنان دحي من أحسن المغنين للألحان البدوية الحضرمية وأبرعهم في هذه الألحان الشعبية الجميلة، وبلغ ماسجله للإذاعة البرنامج الثاني وللقناة الثانية عدن ثمانية أعمال من موشحات دينية وأغان عاطفية.
توفي الفنان المطرب يسلم دحي رحمه الله في أغسطس من العام 1992م عن عمر ناهز الثمانين عاماً.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.