قلنا في الحلقة الماضية: إن تسليم الزكاة للدولة لا دليل عليه بل تصرفات الرسول والخلفاء الراشدين عكس هذا القول، وقلنا إن دليل الدولة هو فتوى ظرفية لابن عمر جاءت لدفع الضرر الأكبر الذي سيلحق بالمسلمين. - أحمد بن حنبل: في كتاب علل الحديث لأحمد بن حنبل رحمه الله جاء فيه أن حديث [ فيما سقت السماء العُشر ] هو صنيعة أهل الشام ، وهو قول عجيب يصدر من شخصية بوزن أحمد بن حنبل. لكن هذا الحديث كونه يصب في خدمة السياسة أًصبح هو الأصل عند جميع المذاهب بلا استثناء، حتى المذهب الهادوي المعروف بمخالفته لسياسة الأمويين ، اعتمد هذه الرواية كونه مذهبا سياسيا يريد دولة ولا بد لها من مال . لم يقف المذهب الهادوي عند الثمار والحبوب بل طلب الزكاة على الحطب والحشيش انطلاقا ً من كل عشب سقته السماء، الخلاصة: أن السياسة تطحننا طحنا لصالحها . - كان موقف الدولة السعودية من يوم قيامها أنها تركت أمر الزكاة للمسلم في شتى المجالات تجارة أو زراعة ، وتكتفي بالمشرفين على الزراعة والمواشي واستمر هذا حتى 11/ 9/ 2011م نزلت تحت ضغط سياسي مطالبة بتسليم الزكاة للدولة . - قامت الثورة السبتمبرية، وتحت ضغط الحاجة وفقر الدولة كرست فكرة التسليم للدولة [ دستوريا ً] وترسخت أكثر بعد 1994م لإعلان إسلامية الدولة . الخلاصة : التشريع المذهبي قتل مقاصد التشريع الإسلامي العادل ، الذنب ليس ذنب الفقه المذهبي فهو عالج ظروفه المعيشة، ولكن الذنب هو التقليد الغير واعٍ والتسليم لكل ما قيل إنه قطعي لا يجوز المساس به. مقترح : انطلاقا ًمن تصرفات الرسول صلى الله عليه وسلم يمكن القول : إن الدولة تشرف ويتم تشكيل هيئة للزكاة من الشعب والحكومة ، ويتم توزيع الزكاة في مصارفها ..ولا مانع أن يتم توريد الفائض إلى الخزينة العامة للدولة أو حساب خاص تحت نظر الهيئة والحكومة، يتم رفد الحكومة بهذا الفائض وفق خطط علمية استثمارية تخفف من ضغط – العاطلين عن العمل وتنمية الأسر الفقيرة إلى غير ذلك. طرفة بمناسبة العيد [ لو كان مليح ] الحاج مغبش رحمه الله رجل مسلم مصل ملتزم فعلا ً، يتمتع بظرافة جذابة...وله طرائف كثيرة ورائعة منها هذه الطرفة: التقى بأحد جيرانه يوم عيد الفطر فتبادلا التهنئة فقال له جاره : أنا زعلان على رمضان فرد عليه مغبش قائلاً: لو كان رمضان مليح ما جعلوا آخره عيد وأنت لو زعلان ...من قال لأمك تفرح بالعيد?. عيدكم مبارك وكل عام وأنتم بخير.