استكمالاً لحديث الأمس، نتوقف مع المواقف الشجاعة لعالم اللسانيات والانتربولوجيا الثقافية الأكبر ورجل التاريخ والمعرفة العالمة نعوم تشومسكي الرافض جملة وتفصيلاً سلوكات ومبررات المركزيات اليمينية الأيديولوجية المتعصبة ، معتبراً الريغانيين الجدد في الولاياتالمتحدة سبباً في دمار العالم ، ومسجلاً أقصى درجات الشجاعة الأدبية وهي القلب الفوار لبيئة التعصب والاستيهامات الأيديولوجية الصهيونية . نعوم تشومسكي يواصل درب الشجاعة المعرفية الكبيرة لأسلافه الكبار ماركس ولوبين وجارودي ، كما يجد امتداده الفني الشجاع في ملحمة المكاشفة السينمائية التاريخية للمخرج الشجاع ميل جبسون صاحب العطاءات السينمائية الرفيعة والمكتشفة : «المصارع آلام المسيح الخسوف القلب الشجاع» وهي بجملتها ملاحم سينمائية كشفت تواريخ القهر والظلم المقرونة بالعصبيات العرقية والدينية ، بوصفهما الغطاء المناسب لتجاوزات السلطة الظالمة . وجه اللقاء الافتراضي بين تشومسكي المفكر وجبسون الفنان الشامل يكمن في كونهما صادرين عن ذات المربع المقرون بحكمة التاريخ والجغرافيا ، ولأنهما مثقفان عضويان عابران لمثالب أديان الشريعة الوضعية، وقهر السطان التاريخي الظالم، وهكذا فأضافوا لذواتهم المتأبية على الكذب والمخاتلة. [email protected]