لا يمكن أن نتغاضى عما يجري في عمران وهي تقبع في طرف العاصمة بكل الانتهاكات التي تستبيح الدماء وتنفذ الإعدامات وتصادرحرية الناس. في رمضان منعت الجماعة صلاة التراويح وكان الناس يصلون سراً، وهذا المنع يعكس تخلف الجماعة وتعصبها المذهبي وفرض مذهبها على العامة، وهو أمرلم تكن الأئمة تفعله طيلة عهودها ...الواقع لا يمكن إخفاؤه بتصريح للمتحدث الرسمي أوغير الرسمي من الوجوه التجميلية في العاصمة... قالت جماعة الحوثي إنها حررت عمران من الملكية وسلمت المحافظة إلى الدولة، حسناً هذا التخريف يزيد بأن الجماعة تستهبل الشعب بصورة مفضوحة .. كتبت الصحفية «منى صفوان» تقريراً عن زيارتها إلى عمران يثبت أن عمران بين أيدي مسلحي الحوثي، وكل شيء ينطق بالجماعة حتى الناس أصبحت تتبندق بخدمة الحوثي حفاظاً على مصالحهم وخوفاً من الأذية.. الجماعة قالت إنها سلمت المحافظة وإنها ليست دولة داخل دولة، وفي الوقت نفسه تمارس كل الأعمال بصورة تمتهن حق الإنسان ودمه.. منظمة «مواطنة» لحقوق الإنسان التي يديرها الناشطان عبد الرشيد الفقيه ورضية المتوكل تقدمت ببلاغ إلى النائب العام ضد جماعة الحوثي لإعدامها مواطناً أمام الناس خارج إطار القانون وهو ما يجعلهم قطاع طرق ومن أبرز منتهكي الحقوق وسفاكي الدماء. وقبل أمس أعلنت الجماعة نفسها بأنها ستعدم مواطناً آخر يعمل مهندساً كهربائياً من أبناء عمران، بأي حق تعدم الجماعة المواطنين، وما الفرق بين من يُقتل على يد أي جماعة متوحشة خارجة عن القانون، والمدنيين الذين يقتلون في عمران أو غيرها من الذين تهدر حياتهم وحرياتهم لمجرد أن هذه الجماعة أو تلك قررت إنهاء حياتهم،هل تستطيع الجماعة أن تقول لماذا تعدم المواطنين وبأي حق تصادر حرية مخالفيها ومن لا يروق لها؟. نحن ننقد سلوكيات خطرة تهدد الدولة والسلم والحريات العامة وعلى جماعة الحوثي وعقالها أن تغير من هذا النهج المدمر وغير المقبول والذي يشكل خطراً على اليمن والجماعة التي بإمكانها أن تتحول إلى جماعة سياسية بعيداً عن العنف والسلاح وفرض الوصاية على عباد الله .. لو أن كل شيخ وجماعة أخذت تعدم من تراه يستحق الإعدام فماذا تبقى للمجتمع والدولة؟. قبل يومين نشر الزميل سامي نعمان مقالاً عن منع الحوثيين الغناء في الأعراس بالقوة .. كان يمكن للجماعة أن تقنع الناس بأن الغناء كفر وحرام كما تعتقد وتدع الناس يختارون، أما أن تفرض نمطاً للحياة الضيقة بقوة السلاح فهذا هو الوباء والتخريب والفضيحة التي يجب أن تتخلص منها اليمن. الزميلة والكاتبة أروى عثمان كتبت على صفحتها تضامنها مع الفنان «نبيل العموش» التي قالت إنه منع من الغناء واعتدي عليه بتهمة الغناء، معتبرة ذلك اعتداء صارخاً وانتهاكاً لحقوق الإنسان ولكل الأعراف والمواثيق الدولية.. وتعرض الزملاء الكتّاب والحقوقيون لنقد لاذع من قبل إعلامي الجماعة ولم يبق إلا أن يلحقوهم بالتكفيريين وهو المصطلح الطائفي الجديد الذي يطلق ضد كل من يخالفهم مع أن هؤلاء كتاب مستقلون وبعضهم يحسبون بأنهم أصدقاء ومقربون.. الحقيقة أن الجماعة تعتدي على الحقوق والحريات وتمثل تهديداً للدولة والسلم العام، فهي تعتدي على الجيش وتقتل الجنود وتمنع الناس من مزاولة عباداتهم وأفراحهم وتعدم المواطنين خارج إطار القانون ثم يريدون منا أن نقول بأنهم «طيور الجنة وأحسن الناس وضرورة للحياة والموت». [email protected]