تمارس جماعة الحوثي في محافظة عمران سلوكيات شبيهة إلى حد كبير بممارسات حركة طالبان في أفغانستان أثناء فترة حكمها. ومنذ تمكنت جماعة الحوثي من الاستيلاء على عمران بدأت تمارس الحكم بطريقة شبيهة لتلك التي تفرضها في محافظة صعدة، وهو ما يفند مزاعم السلطة المركزية التي أعلنت خلال زيارة رئيس الجمهورية إلى عمران عقب اقتحام الحوثيين لها بأنها صارت آمنة، وأنها في يد الدولة.
وفي هذا السياق كشف الصحفي الإشتراكي عبد اللطيف المرهبي عن قيام جماعة الحوثي بتقديم إنذار علني للمحافظ محمد صالح شملان بأنه إذا لم يحضر لتولي مهامه، فإنه سيتم استبداله بشخص معين من قبل الحوثيين.
وأوضح بأن الحوثيين أبلغوا المجلس المحلي بتعيينهم 20 شخصاً من قيادات الحوثي للإشراف على المكاتب التنفيذية بديوان المحافظة، تحت مسمى لجان مجتمعية.
إلى ذلك بدأ الحوثيون يفرضون قيوداً على الحريات الشخصية تمثل خروقاً لحقوق الإنسان، وحرية التعبير، بالإضافة إلى تنفيذ أحكاماً بالإعدام على أشخاص دون محاكمات.
ومؤخراً قامت جماعة الحوثي بإغلاق محلات بيع الأغاني في مدينة عمران، كما قاموا بحظر الغناء على الفنانين في حفلات الأعراس، آخذين تعهدات من بعضهم بعدم العودة إلى الغناء مجددا.
وبحسب المصادر فقد حولت جماعة الحوثي الاستاد الرياضي بمدينة عمران إلى سجن يحتجزون فيه خصومهم ومن يقررون حبسهم في المنازعات العامة، في الوقت الذي كان الحضور الإداري للدولة شكلياً.
ومؤخراً تواردت أنباء عن إصدار جماعة الحوثي حكما بالإعدام على مهندس في مصنع الإسمنت اتهمته بالتسبب في وفاة زميله في العمل بصعق كهربائي، إلا أن الجماعة تراجعت عن تنفيذ الحكم بعد خروجه للرأي العام، وضغوط حقوقية.
وسابقاً كانت الجماعة قد أعدمت شخصاً من حبور ظليمة دون محاكمه، الأمر الذي أثار منظمات حقوقية وإنسانية، حيث اتهمت الأخيرة الجماعة بتنفيذ إعدامات خارج إطار القانون.
وقبل أيام اقتحم مسلحو الحوثي قاعة أعراس وقاموا باعتقال الفنان نبيل العموش، ولم يفرجوا عنه إلا بعد أن تعهد لهم خطياً بعدم الغناء في المحافظة، وبحسب الفنان فإنهم طلبوا منه أن يذهب للغناء في صنعاء لأن عمران صارت مسلمة، كما أنهم أبلغوه بأنه سيتم منع جميع الفنانين من الغناء في عمران، وأنه سيتم تطبيق نفس السياسات والإجراءات المعمول بها في صعدة.