المتابع لبعض الكتابات يجد فيها الميل الفاضح للعداء والفتنة ولا يجد إدانة صريحة للإرهاب بقدر الاثارة واستخدام المصطلحات النارية التي تعيدك إلى مربّع الأزمة التي خلّفت الدمار الشامل في الحرث والنسل وفي مكارم الأخلاق وكلّما اشدت الأحداث على وطن الايمان والحكمة كلما قلنا إن النافخين في الكير الذين لا يدركون غير الحقد ربما قد تعافوا من مرضهم واستفادوا من العبر والعظات ولكن للأسف يتبين أن أمراض أولئك النفر مزمنة ومستعصية على الاستجابة لإصلاح الذات والخروج من الأنفاق المظلمة التي أجادوا حشر أنفسهم فيها وجعلوا من هواهم معبودهم. إن الظواهر المختلفة لما أحدثه الإرهاب لم تعد قابلة للتبرير أو السكوت على الإطلاق، لأن الساكت على الحق شيطان أخرس، ثم ان الإسلام عقيدة وشريعة يجرّم الإرهاب وقتل النفس البشرية ويعصم دماء الإنسانية وأعراضها وأموالها ولا يقبل بالفجور والظلم والأمر الذي نحن بحاجة إليه هو العودة الصادقة إلى ينابيع الإسلام عقيدة وشريعة ومنع الادعاءات والانتقادات التي تحقق كيد أعداء الأمة وتمنع بناء كيان العروبة والإسلام. إن الواجب المقدس الذي جاء به الإسلام الحنيف يحتّم على الكافة قول الحقيقة وإنقاذ الشباب المغرر بهم الذين يتلقون تعبئة فاجرة ممن يدّعون الإسلام وهم ضد جوهره ومن يتلبسون ويتقمصون صورة الإسلام والإسلام الحنيف براء منهم، وهذا الواجب المقدس ينبغي أن يضطلع به كل من له صلة بالشباب في المدرسة والمسجد والنادي والمجالس العامة والقيام بدور التوعية وشرح مقاصد الإسلام الحنيف بعيداً عن الانتقاء المثير للفتنة، وقد بات واضحاً ان الشباب بحاجة ماسة إلى إعادة شرح المقاصد الشرعية للإسلام بهدف إزالة التعبئة المقصورة التي تعرّض لها الشباب خلال الفترات الماضية وعلى الكافة إدراك إن الإسلام الحنيف دين المحبة والسلام حرّم الدماء والأعراض والأموال وأمر بحماية النفس البشرية وجعل حدوداً لا يجوز الخروج عليها والأمل في الخيرين الذين يعملون على النصح الأمين الذي يخدم جوهر الإسلام بإذن الله.