لقد قلنا إن الإرهاب آفة خطيرة على مستقبل الإنسانية، لا دين له ولا وطن ولا قيم ولا مبادئ وها هو الإرهاب يقدّم الادلة الناصعة على خطره على الإنسانية ولكم ان تفكّروا فيما حدث في ميدان السبعين وما حدث في العرضي وماحدث أخيراً في الحوطة بوادي حضرموت من ذبح للبشر بصورة تجعل الإنسانية تتداعى لمواجهة هذا الخطر الذي هزّ عرش الرحمن وتداعت للتنديد به كوامن الإنسانية في أنحاء العالم.. إن تلك الجرائم لا يمكن أن يقبل بها دين ولا أعراف ناهيك ان يتلبّس أصحابها بلباس الإسلام الحنيف الذي حرّم قتل النفس البشرية وشدّد العقوبة على فاعل هذا الجرم الخطير، بل إن ديننا الإسلامي الحنيف قد أقر الحرابة على الذين يسفكون دماء الناس ويستبيحون ما حرّمه الله، ولذلك ينبغي أن يدرك الآخرون أن من يقوم بهذا الجرم لا صلة له بالإسلام مطلقاً وإن حاول أن ينسب نفسه إليه فإن ذلك من باب الغاية تبرر الوسيلة التي يرفضها الإسلام الحنيف جملة وتفصيلاً.. إن ما حدث من إجرام وإرهاب للناس القصد منه الإساءة إلى الإسلام وإلى القيم الرفيعة للإنسانية وإلى مكارم الأخلاق التي جاء ديننا الإسلامي الحنيف متمّماً لها ولذلك فإن الفاعل لا يمثّل أحداً سوى الشيطان الرجيم عدو الإنسانية، الأمر الذي ينبغي معه التنبّه إلى ضرورة القيام بحماية الدين من هذا الفجور ومنع الادعاء به وعلى الدولة القيام بدورها في إنزال أقصى درجات العقوبة في حق من يقوم بهذا الإجرام الذي بات خطراً على الإنسانية وخطراً على الإسلام والمسلمين. إن أحداث الإرهاب المتلاحقة تؤكد من جديد على وحدة الإنسانية في سبيل التصدي لهذه الآفة وملاحقة عناصرها في كل مكان حفاظاً على الإسلام الحنيف الذي حرّم دم الإنسان وكرّمه، وقد بات من الضرورة القيام برسالة الواجب الإنساني الذي شدّد عليه الإسلام في حماية الأنفس والأعراض والدماء ومنع الاعتداء عليها وعلى الكافة إدراك الخطر والشعور بأمانة المسئولية لمنع الفجور والإرهاب بإذن الله.