ذكرت في مقال سابق أن الوطن اليوم بحاجة إلى “اصطفاف وطني وتقديم مصلحة اليمن فوق كل المصالح الخاصة والعمل بروح المسؤولية لإنقاذها مما يراد لها بطرق سلمية بعيداً عن قوة السلاح وإشعال الفتن ما ظهر منه وما بطن”، ؛ لأن الواقع اليوم يثبت أن الاصطفاف الوطني يعمل على مواجهة القضايا الكبرى والمستعصية على الساحة الوطنية ويقدم لها الحلول وفق مبدأ الشورى، وبواسطة الاصطفاف نسقِط ما يراد لليمن في أن يقتتل شعبه وتتفتت وحدته ويمزق نسيجه الاجتماعي بحروب طائفية ومناطقية وسلالية. وهذا ما جسدته وتجسده مسيرات الشعب الاصطفافية التي خرجت ومازالت تخرج في جميع ربوع اليمن من جميع الأحزاب السياسية والمستقلين كأنهم بنيان مرصوص، ولعلنا نجزم أن نواياهم حسنة في لم الشمل اليمني والوقوف ضد من تسوّل له نفسه المساس بأمن واستقرار الوطن، وهذه المشاهد تؤكد أن اليمن الجديد بدأ يتشكل بتكاتف وأخوة وتعاون أبنائه المخلصين من جميع الأطياف السياسية، مبنيّ على قواعد قرآنية تقول: “واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا، واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداءً فألّف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخواناً وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها...”. و”إنما المؤمنون إخوة”. “وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان”. من أجل ذلك لابد لنا من أولويات نطالب بها ونحن نتحدث عن واقع هذا الاصطفاف وأهمها: المطالبة ببسط هيبة الدولة في طول البلاد وعرضها، ونزع سلاح المليشيات المسلحة، والمطالبة بتنفيذ مخرجات الحوار ووثيقته التي هي محل إجماع وطني، وهي أرضية لكل اصطفاف وطني، كما يجب أن تكون ضد ممارسات القاعدة والحوثي من عوامل اصطفاف كل اليمنيين والحفاظ على اليمن من شرورهم، وينبغي على جميع الأحزاب وقوى الثورة رص صفوفها لاستكمال أهداف الثورة ورحيل الفاسدين وإقامة دولة مدنية حديثة، ولنرفع أصواتنا عالياً: لا للعنف، لا للإرهاب، لا لرفع السلاح في وجه الدولة، لا للطائفية والمناطقية والسلالية، لا للظلم، لا للفساد، لا لتمزيق الوطن واستهداف وحدته، نعم للأمن، نعم للاستقرار، نعم للوحدة، نعم للحرية، نعم لرص الصفوف، نعم لوطن يحتوي الجميع. [email protected]