وكما توقّعنا؛ لقد أدخل الحوثي رأسه في الزير، وعجز عن إخراجه ويوشك أن يقطعه بنفسه إن لم يجد من يكسر الزير؛ وهو لهذا يحاول أن يُقدّم كبش فداء من قادته في الصف الأول كصورة من صور كسر الزير وبدافع «الكل فداء للسيّد»..!!. السلاح والعنف يظنّه الحوثي حامله إلى الحكم والمجتمع ونقطة قوّته؛ لكنه في الحقيقة نقطة ضعفه القاتلة؛ وما لم يتخلّص منه نحو السياسة فإنه في حكم المنتهي مع مشروعه غير القابل للحياة أصلاً داخل اليمن التي يستفزّها النفس العُنصري والروح الإمامية والفتنة الطائفية ولُغة العنف. الخروج الكبير في صنعاء يومي الأحد والجمعة الماضيين وبقية المدن اليمنية؛ قد أثبت بوضوح تلك الحقيقة للداخل والخارج والتاريخ، وأسقط أوراق الحوثي الوهمية التي صنعها له المرتزقة والعاملون ب«اليومية» الذين صرف عليهم خزينته طيلة السنوات الماضية..!!. ويكفي أنهم أقنعوه أن «تعز» مثلاً تكاد أن تكون مُغلقة للحوثي، والمسكين صدّقهم، وفي الأخير تبخّرت أمواله على وهم؛ بينما اكتشف أن صنعاء نفسها والتي يظنّها محيطه ومعقله مُغلقة ضدّه؛ ليجد نفسه وحشده غُرباء قادمين من أدغال التاريخ مظهراً وجوهراً، محشورين في أحد الشوارع بصور محرجة للغاية؛ وهو يبحث اليوم عن وسائل وأوراق لعلّها ترفع الحرج وتزيل الورطة وتغطّي سوأته المكشوفة أمام الداخل والخارج. بيان مجلس الأمن الذي لا نحبّذ صدوره أصلاً، ونتمنّى أن نبتعد عنه ونحل مشاكلنا بأيدينا عن طريق تنفيذ مُخرجات الحوار جاء بسبب تعنُّت الحوثي وهروبه من مخرجات الحوار والإجماع الوطني إلى فرض واقع بالسلاح والعنف بحركات تصعيدية وخطابات سطحية ومتناقضة. الآن بفعل الاصطفاف الشعبي والقرارات الدولية؛ أصبح الحوثي هو المعيق الوحيد لمُخرجات الحوار الوطني والميليشيا التي اقتحمت عمران والجيش وقتلت قائده هناك، وهاجمت ومازالت تهاجم الجيش والدولة في الجوف، وحاصرت العاصمة لتقف وجهاً لوجه ضد الدولة والمجتمع المحلّي والإقليمي والدولي كميليشيا متمرّدة. وفشلت حركتها «نُص كم» في محاولة تصوير صراعها لالتهام الجيش والدولة بأنه صراع ضد الإصلاح أو «الإخوان المسلمين» كما تردّد لاستدعاء أجندة إقليمية بصورة ساذجة، متجاهلة أن السياسة تختلف من قرية إلى قرية؛ فما بالك من دولة إلى دولة. بينما أثبت الإصلاح قُدرته على ضبط النفس والتصرُّف السياسي ضمن منظومة السياسة الوطنية والدولة كحزب مدني وليس ميليشيا، وكان الحوثي وحلفاؤه يعملون جهدهم لإظهار المعركة على هذا الأساس. ببساطة شديدة؛ لقد فشلوا لأن الدولة ليست الإصلاح؛ ولأن الإصلاح ليس ميليشيا ولا طائفة، وهذا ما أثبتته الأيام ليبقى الحوثي منبوذاً من الشعب ومن أقرب حلفائه أو الذين ظنّهم أنّهم كذلك؛ لأن الجميع في النهاية مهما جاملوه وأرضوا بعض غروره؛ يشتغلون سياسة وضد العمل الميليشياوي، ويصطفّون مع الوطن وثوابت اليمن ومنجزاته الكُبرى التي مثّل الحوثي اعتداءً صارخاً عليها ليجد نفسه منتفخاً كبالونة أو «حملٍ كاذب»..!!. [email protected]