أكبر ذنوب المرء أن يتناسى مأساة سوريا، وجلالة تضحيات الشعب السوري العظيم . سوريا ليست إرهاب وعنف الديكتاتور وعصابته ، ولا جماعات العنف والرعب الداعشية وأزلامها ..هذا إيماني العميق . صحيح أن من أكبر المآسي التي شهدتها الإنسانية مأساة الخراب في سوريا أرضاً وإنساناً ، إلا أن الشعب السوري الراسخ بتوقه الديمقراطي المدني اللاطائفي، يتجلى أكثر وثوقاً بقدره الأكيد في الانبثاق، متشافياً من كل آلام العقود الماضية، وآلام انحرافات الثورة وتجريفاتها الممنهجة إقليمياً و دولياً . سوريا الإنسان السلمي الملهم، والذاكرة الثورية الملهمة .. سوريا التي فضحت العالم وكل المتآمرين والخونة وتجار الدم والانفصاميين والمأزومين والمشوهين وأدعياء الحريات والحقوق والعدالة ورموز الثقافة والضمير والتاريخ. كلما شردت روحي باتجاه سوريا تهيج غصتي، واشعر بالخجل من تلك المعاناة الجحيمية الرهيبة مقارنة بمعاناتنا هنا في اليمن .كذلك يزداد يقيني بأن الوطنية السورية هي طائر الفينيق الحقيقي اللاخيالي، الوطنية السورية التي لامناص لها سوى أن تكون أكبر من كل التحديات المتأصلة والطارئة . ثم ان سوريا الحضارية الأصيلة منذ الأزل ، هي سوريا التي ستستمر عميقة الحضارية رغم كل شيء . [email protected]