لا يختلف اثنان على أن اليمن اليوم تمر بأخطر مراحلها على الإطلاق إذا استبعدنا خطر حصار السبعين يوماً للعاصمة صنعاء من قبل القوى الملكية التي كانت مدعومة من قبل قوى الاستعمار العالمي حينذاك والذي خرجت منه صنعاء، بل اليمن كلها بذلك الانتصار العظيم الذي من خلاله هزمت قوى التخلف والانهزام بفعل بسالة القوات المسلّحة والتفاف الشعب حولها الذي كان سنداً قوياً وفاعلاً للقوات المسلحة، واليوم هاهي الظروف تعيد نفسها، فاليمن أصبح مستهدفاً بكل مقوماته خصوصاً بعد أن انتصر لنفسه في الحادي عشر من فبراير2011م حيث أصبحت المشاكل تتعاظم وعلى امتداد الساحة فما يدور في المناطق الشرقية من البلاد، وخصوصاً في محافظة حضرموتوأبين من قتل واختطاف وتدمير للمنشآت الخاصة والعامة من قبل قوى القاعدة والتي لا هدف لها ولا مشروع لما تقوم به سوى لإقلاق السكينة العامة للمجتمع من أجل خدمة أجندات خارجية لا تريد لليمن الأمن والأمان والاستقرار إن القوات المسلحة استطاعت في الآونة الأخيرة ضرب الكثير من الأوكار التي كانت تؤوي أعضاء ذلك التنظيم، والدليل هو المعارك التي دارت في محافظة أبين وشبوة وحضرموت التي خاضتها القوات المسلحة والتي استطاعت من خلالها القضاء على الكثير من مجاميع القاعدة المنتشرة في تلك المحافظات، وهذا لا يعني إنه قد تم تطهير تلك المحافظات من خطر ذلك التنظيم بل لازالت هناك بؤر ومجاميع تتبع التنظيم ويتطلب ذلك الجاهزية القتالية لمواجهة كل الاحتمالات، أما ماهو قائم في مناطق شمال الشمال، وما حصل في صعدة وعمران وأخيراً في صنعاء يختلف تماماً عن ما عانته المناطق الجنوبية والشرقية حيث كانت القوات المسلّحة تواجه تنظيماً عالمياً حيث يضم بين صفوفه عناصر غير يمنية ومن مختلف البلدان العربية والأجنبية، أما المشاكل التي تعاني منها البلاد اليوم فهي من جماعة يمنية ومن نسيج الشعب اليمني وكانت ممن لها دور في اعتصامات الشباب في الثورة الشبابية السلمية وشاركت أيضاً في مؤتمر الحوار الوطني الذي خرج بوثيقة أجمعت عليها كل مكونات الشعب ومثّلت خارطة طريق لمستقبل الشعب اليمني الذي كان ولازال يتخبّط منذ ما يزيد عن نصف قرن من الزمن، لذا أقول إن على أنصار الله طالما وقد شاركوا في كل الفعاليات الشبابية منذ 2011م عليهم أن يمتلكوا الشجاعة أن يواصلوا نفس النهج السلمي والحضاري ويشاركوا في إخراج البلاد مما هي فيه.. فاليمن لا تتحمل أكثر مما هي فيه من جراحات وآلام، وعلى هذه الجماعة أن تتحمّل مسئوليتها كبقية المكونات والقوى السياسية الأخرى في إخراج البلاد من هذا المستنقع الذي قد لا تخرج منه إذا ظلت المماحكات والعناد هو السائد اليوم، وفي اعتقادي إن الدولة قد جنحت للسلم والرئيس عبدربه منصور هادي حريص على أن لا تُراق قطرة دم واحدة من أيّ طرف كان باعتبار أن الدم كلّه يمني ولا فرق، فأصبحت الكرة في المرمى الآخر بأن يحكّم العقل ويتجاوب مع دعوات السلام إنقاذاً لليمن، وإذا كان الهدف هو تحقيق المطالب الثلاثة.. فالشعب معهم ولكن بالأساليب السلمية والحضارية، أما أن تكون غطاءً لمطالب أخرى لا تخدم الوطن أو المواطن في شيء فهذه مسألة فيها نظر.