الحوثيون لم يكتفوا بالحصار المسلّح للعاصمة صنعاء من كافة الجهات, إضافة إلى انتشار مسلحيهم داخل أحياء العاصمة صنعاء, لكنهم هاجموا العديد من المعسكرات ومنها معسكر الاحتياط «الحرس الجمهوري» سابقاً, والذي يوصف بأنه أكبر وأعظم قوة ضاربة في اليمن من حيث العدة والعتاد من قبل الحوثيين ناهيك عن معسكرات جبل النبي شعيب التي هوجمت من قبلهم, ويشيع إعلامهم أنها انضمت إلى الثوار الحوثيين حسب زعمهم. وما يثير الدهشة والاعجاب هو أن الرئيس عبدربه منصور هادي لم يوجه الجيش بشن الحرب ضد الميليشيات الحوثية, واكتفى بالدعوة إلى تشكيل لجان شعبية للدفاع عن أحياء العاصمة صنعاء عند الخطر. وبالتوازي مع هذه القرارات يصر هادي على استمرار المحادثات السياسية مع الحوثيين لحل القضية بالوسائل السلمية على أساس مخرجات الحوار الوطني التي يطالب الحوثيون بتنفيذها ضمن الثلاثة المطالب المعلنة من قبلهم. فالحوثي متحالف مع الرئيس السابق صالح والموالين له من القبائل والعناصر القيادية العسكرية والأمنية والمدنية وهناك انقسامات داخل قوى النفوذ السياسية والاقتصادية مما يضطر الرئيس عبد ربه هادي الى تجنّب اتخاذ قرارات عشوائية يحاول الحوثيون وحلفاؤهم دفعه اليها دفعاً. وموقف الرئيس عبد ربه هادي , موقف حكيم يعيد الكرة إلى ملعب الحوثيين وحلفائهم. علماً أن الحوثيين وحلفاءهم ومؤيديهم يجاهرون وبملء أفواههم أن صنعاء محاصرة وساقطة من الناحية العسكرية وأنهم يستطيعون اقتحامها والاستيلاء عليها خلال دقائق أو ساعات؛ وبذلك ليس أمام الحوثيين إلا أن يقبلوا بالحل السياسي الذي يصرّ عليه رئيس الجمهورية, أو الوصول إلى أهدافهم بأية وسيلة أخرى يفضّلونها إن كانت هناك وسيلة كما يزعمون أو يهدّدون بها. وسيتحمّل الحوثيون وحلفاؤهم مسئولية قراراتهم المتهوّرة وغير الواعية، ابتداءً من عمران ومروراً بالجوف وانتهاءً بالعاصمة. والله من وراء القصد.