على الحوثي ان يدرك انه خرج مدافعاً عن الشعب باسم اسقاط الجرعة لكنه الآن اصبح مهدداً لهم بالموت من خلال الحرب المفتوحة التي فجرها في شمال امانة العاصمة وجنوبها ورفضه لكافة الحلول والمبادرات لإنهاء الازمة ، ولذلك فإنه بات فاقداً للمناصرة الشعبية اليوم عن ما كانت عليه قبل ايام ، فمن وجد في مخيماته فرصة للأكل والتخزين وإفراغ سخطه ضد الحكومة وإخفاقها ، فإنه لن يسعى لأن يضحي بنفسه فيقتل ويُقتل ويزيد من معاناة اسرته واطفاله ، خاصة وان هناك وعيا بدأ ينمو بأهدافه الحقيقية في اسقاط الدولة وليس الاصلاح او علي محسن فاذا كانا ذريعته لإسقاط عمران والشروع في محاولة الحاق الجوف بها فانهما ليسا ذريعة لما يقوم به في صنعاء ، وسيخسر ما كسبه خلال الايام الماضية ان اصر على الحرب لأنها خطر على الجميع ولن يقاتل معه جائع تحت مسمى اسقاط الجرعة وهو يعلم ان سعر دبة البنزين في صعدة حتى اليوم خمسة آلاف ريال وانه لم يغادر عمران حتى اليوم رغم انتهاء مزاعمه وفي ظل ما نسب له من ضرب للكهرباء والحيلولة دون إصلاحها اربعة ايام متتالية . لقد تم الدفع بالحوثي في اتجاه الشروع باقتحام صنعاء في اتون معركة خاسرة لن ينتصر فيها ابدا وقتلاه لن يستطيع اخفاءهم في صنعاء كما في الجوفوعمران ، كما ان قتل الجنود في كمين غادر كما حدث اول امس لا يقبل به اي يمني مهما كان انتماؤه لذلك فإني ادعوه الى الانسحاب من محيط صنعاء وتوقيع اتفاق بأقل المكاسب التي قد لا يجدها بعد غد إن استمر فيما يقوم به وما يلاقي من خسائر . إن ما يقوم به الحوثي اليوم في صنعاء جنون يهدد حياة الناس وامنهم و ولذلك فإنه لن يحظى بتعاطف احد بعد اليوم ، إن لم يسارع في اقتناص الفرصة المتبقية له للتوقيع في ظل ما يجري من حشد دولي ضده سيجعله في واجهة المعرقلين إن لم يكن بتهمة الارهاب في حين ان من يدفعون به بعيدين عن ذلك فهل سيعمل على تلافي هفوته قبل ان تشتعل الحرب ضده في معقله بصعدة ؟ خاصة وانه قد ادرك خطورة ذلك فسحب قواته من الجوف ليحمي صعدة اضافة الى انه يجد نفسه يخسر في صنعاء ويرى مخيماته تتناقص من يوم لآخر وامامه الآن فرصة لتدارك مالا قد يتداركه فهل سيغتنم الفرصة ؟؟ إن غداً لناظره قريب.