يستقبل اليمنيون العيد ببسمة ينتزعونها من بين الأحزان والقهر المتراكم عبر محاولة سرقة أحلامهم وتضحياتهم ، لكنهم يبتسمون لأنهم يؤمنون بالحياة ويتسلحون بالأمل الذي يرى النصر كحقيقة واقعة رغم كل المآسي والغيوم الملبدة . التسلح بالأمل هو تمسك بالحياة في وجه الموت وبمشروع التحرر في وجه الاستعباد والثورة من أجل الحق، بعيداً عن الانكسار والهموم المعقدة.الأمل يحافظ على قوة المجتمع ويحشد قواه الناعمة للحركة والتوحد واختراق حواجز اليأس والمؤامرات الساقطة ،ومن أجل هذا ندعو اليمنيين إلى التمسك بأملهم، باعتباره تمسكاً بذواتهم الجميلة والحرة والكريمة والقوية. الأمل يقاوم الفقر والبؤس والمؤامرات ويدفع لإنجاز الحياة . الأمل يجعلك تحافظ على حب الناس والخير فيهم لأن الخير ينبع من نفسك ...من ينبع الخير من نفسه يشع على الآخرين . الأمل نور يشع بغير مقدمات ... هاجس يتنبأ بالخير القادم كما تتنبأ أجهزة الأرصاد العلمية..وعندما يصبح الأمل نوراً في النفس يتحول من اللاواقع إلى واقع محدثاً سعادة ورضا ليتلاشى الفرق بين الواقع والخيال، ولهذا يقولون «القناعة كنز لا يفنى» وهي هنا غير السلبية والخنوع، بل هي طموح مكسو بالرضا الفاعل والمنجز والقادر على التعامل مع الواقع المرير والسعيد معاً ،لا تهزه الأعاصير ولا تنكسه النكبات. أن يأتي الشعور بالسعادة والأمل من ذاتك كمنبع فأنت تحيا وتربح نفسك وتحافظ على مشروعك الخاص ومشروعك الوطني. الأمل يحافظ على سعادة الأفراد والاطمئنان النفسي وقدرة الإنجاز والتعامل مع النجاح لصناعة نجاحات أخرى ومع الفشل كمحطات نجاح ومع الملمات كدوائر تطهير وتجارب وتقوية. والمختصر أن السعادة هي غاية يسعى لها الإنسان ومنبعها الذات، وهي هنا مصدر قوة وروح مقاومة لا تذبل ولا تنكسر. السعادة لا تشترى بالمال ولا بالقوة والجاه، إنها مزيج من الحب والأمل والرضا والثقة وحسن الظن بالله والناس، وهي صفات نبيلة إذا اجتمعت، من شأنها أن تصنع لك جنة وحياة وقوة في الضعف ونوراً في الظلام وروحاً تقاوم لزوجة الطين وحياة تنتصر على الموت. [email protected]