يعتبر البعض أن الألم وسيلة إلى السعادة فهناك أناس رغم مايواجهون من صعوبات أقوياء، عاشوا متحدين كل العوائق ،لأن المستقبل في نظرهم أجمل. فمن خلال استطلاعنا اتفق الأغلبية على أنه رغم آلام ومشاق الطريق نحو تحقيق أحلامنا وتطلعاتنا يبقى الأمل بالوصول إليها حاضراً بقوة. أمة الأمل نسيبة إبراهيم طالبة تتساءل ما الذي يجعل الطائر يحلق بعيداً بعد سماع رصاصات الصياد إنه حب الحياة،جعله يحول ألم الموت إلى أمل بالنجاة والمضي إلى غدٍ أفضل. وأضافت أن ماجعلني أحول الألم إلى أمل هو احساسي أن العالم يتحرك إلى الأمام وأنا مازلت أقف في البداية. واوضحت قائلة: هدفي في أن أكون إنسانة ذات قيمة،فاعلة في المجتمع وأيضاً انتمائي إلى أمة الإسلام أمة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم «أمة الأمل». وتواصل حديثها أحزان أمي ويأسها المحمول بالأسى على ماضاع من حياتها، شعوري بأنني منبوذة من مجتمع لايعرف إلا معنى السلطة والمال ولايعترف بأي مبدأ وأدنى خلق وغياب المرشد الأكبر لي في حياتي وهو والدي جعلني أتمسك بالأمل بأنيابي فقد كانت أكبر صدمة لي هي أن أحيا حياة اليتم. وتقول:- إن العوائق تزول إن كان سلاح الايمان «الأمل» قوي، وأيضاً لا أرى العوائق إلا أسباب وسلاح الأمل ذخيرته، فلا ننسى أن النخل شامخاً لاتهيبه الرياح ولاتصفعه الحرارة ولاتهزه شحة المياه،وختمت حديثها بقولها:قاوم أيها الإنسان نفسك وهواك وشهواتك ونزواتك وتعلم ممن حولك، تعلم أن بعد كل ليل كئيب هناك شمس تشرق لتلوح لك بفجر تزهو حلته كلها أمل. قصتي هذه قد لاتكون مؤثرة فهي بكل بساطة قصة فتاة «أحبت العالم من عيني أباها ولكن خيب القدر أملها، فتلاشى معه الصمود وارتسمت في شفتيها الكآبة ولكن يبقى الأمل. شمعة مضيئة أيمن المقطري يعمل في مركز يمن ستايت للدراسات والبحوث قال:نحن نعيش في هذه الحياة ولنا أهداف وطموحات نسعى إلى تحقيقها،فعندما أمر بألم يتلاشى ألمي هذا عندما أتذكر هدفي فيختلط عندي ألمي مع أملي بتحقيق طموحي، يطغى الأمل الألم وأستمر في السير دون ملل. وأضاف :أجتهد وأثابر وأسمو بروحي ولا أنظر إلى سفاسف الأمور ولا أنظر إلى الخلف، شعاري دائماً «أتألم لأتعلم لأتألق». واوصل حديثه إن مر أحدنا بألم سواء ظروف قاسية أو مرض أو مشاكل عليه أن ينفض الغبار من على كتفه ويهتف أنا لست وحيداً معي الله عز وجل نعم الوكيل ونعم الحسيب. وختم بقوله «أنا لن تعيقني الأحزان والآلام.. انطلق وابني لنفسك طموحاً وهدفاً إلى أن تصل إلى غايتك فأنت الأمل المشرق.. وأجعل من «ألمك» شمعة مضيئة تنير حياتك. الصبر ضياء الشاب صدام العديني تحدث قائلاً: أتأثر نفسياً عندما أشعر بالألم ولكن سرعان مايذهب هذا الشعور بصبري علي ألمي. إذا استحكمت الأزمات وطال ليلها فالصبر وحده هو الذي يشع لي النور فأحتمل الألم دون ضجر وانتظر الأمل مهما بعد، أواجه الأعباء مهما ثقلت، لا أخاف من الغيوم بل أظل موقناً أن بوادر الصفو لابد آتية. ويواصل حديثه:كنت في كل أحوالي متكلاً على الله عز وجل، ماداً له يدي حتى يخرجني مما أنا فيه،جعلت حبل الصبر يصلني بالله ولم أقطع هذا الأمل ابداً.. وأكد بقوله:أنا الآن مرتاح لأنني رميت حمولتي كلها على الله عز وجل وأقول في نفسي عندما أواجه أي مشكلة وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم. ويواصل ان الذي يجعلني اتأثر في بعض الأوقات هو كلام الناس وأولهم المحبطين الذين لايحبون الخير لغيرهم ويتمنوا أن يكون الناس مثلهم. ولي كلمة أخيرة أوجهها للشباب «عليكم اختيار الصحبة الصالحة لانها تضاعف سعادة الفرد بمشاركتها له في آلامه وأحزانه». فإذا أصابتك مصيبة فأخوانك يعينوك ويذكروك بالله وعدم الاستسلام للحزن أو الانطواء. أكسير الحياة وليد عبدالله مدير مكتب عمادة كلية العلوم الإسلامية بدأ حديثه: كثيراً مانفكر في جلب سبل الراحة والطمأنينة والسعادة ولكن ربما يعجز بعضنا في إيجادها. ويعتبر وليد أن الأمل قوة دافعة تشرح الصدر للعمل، وتخلق دواعي الكفاح من أجل الواجب، وتبعث النشاط في الروح والبدن وتدفع الكسول إلى الجد،والمجد،وإلى مداومة الاجتهاد،وتدفع المخفق إلى تكرار المحاولة حتى ينجح،وتحفز الناجح إلى مضاعفة الجهد ليزيد نجاحه. أن الذي يبعث الطالب إلى الجد والمثابرة أمله في النجاح، والذي يدفع الزارع إلى الكد بالعرق أمله في الحصاد. أذن الأمل هو أكسير الحياة ودافع نشاطها،ومخفف ويلاتها وباعث البهجة والسرور فيها. ويشير وليد أن هناك طرقاً لجعل الألم أملاً.. من تلك الطرق.. أن تجعل حياتك من صنع أفكارك. فإذا راودتنا أفكار سعيدة كنا سعداء وإذا تملكتنا أفكار شقية أصبحنا أشقياء، وإذا ساورتنا أفكار مزعجة غدونا خائفين جبناء، وإذا سيطرت علينا أفكار السقم والمرض فالأرجح أن نمسي مرضى سقماء ولذا قيل «في وسع العقل أن يخلق وهو في مكانه جحيماً من الجنة أو نعيماً من الجحيم». والطريقة الثانية: العفو عن المسيء قد يكون هذا صعباً على بعض الأشخاص الذين يحبون القصاص والانتقام ولكن هذا لايريح النفس في الغالب. بل يجعل نار الغضب متأججة في النفس لاتنطفئ ولذلك وجهنا الإسلام إلى العفو والتسامح. والطريقة الثالثة : عدم انتظار الجزاء من أحد فلو أنك انقذت حياة شخص أو صنعت له معروفاً، أتراك تنتظر منه الجزاء ؟هذا لايليق بمن يفعل المعروف «ابتغاء وجه الله». والطريقة الرابعة .. احص نعم الله عليك فسوف تعجز عن عدها لأن نعم الله لاتعد ولاتحصى وبذلك تشعر بالرضا وتقتنع بحالك. والطريقة الخامسة: كن نفسك. أنت نسيج وحدك في هذه الحياة، فاغبط نفسك على هذا وأعمل على الاستزادة مما أعطاك الله من مواهب وصفات طيبة. الطريقة السادسة:- داوم على العمل والمحاولة،فالحياة الرغدة المستقرة الهادئة الخالية من الصعاب والعقبات لاتخلق سعداء الرجال وعظماءهم بل قد يكون الأمر عكس ذلك. والطريقة السابعة:- عليك أن تهتم بالآخرين اصنع في كل يوم عملاً طيباً يرسم البسمة على وجه إنسان إذن على الإنسان أن يتفاء بالأمل والمستقبل المشرق وألا ييأس لأن اليأس سم بطيء لروح الإنسان، واعصار مدمر لنشاطه وتلك حال اليائسين أبد الدهر. فعلينا أن نصبر مهما كانت العقبات. لاتحسبن المجد تمراً أنت آكله لن تبلغ المجد حتى تلعق الصبرا آفة المجتمع إيمان قاسم طالبة قسم علوم شرعية تستهل حديثها قائلة: الأمل شيء محسوس، لايدركه إلا من عاش مرارة الألم ولايعرف قيمته إلا من له هدف في الحياة وقالت إيمان إن هناك بواعث تساهم في جعل الألم أملاً وتشير إلى هذه الأسباب بقولها: إن الايمان بالله والثقة به عز وجل وأن كل شيء بحكمة يبدل مكان الحزن فرحاً، وكذا التفكر في قصص الانبياء عليهم الصلاة السلام وخصوصاً نبينا محمد صلى الله عليه وسلم. وتقول في حديثها أنه توجد أحياناً عوائق تحول دون تجاوز مرحلة الألم فتقول: هناك بعض من الناس قد يسخرون ويستهزئون بل أحياناً قد نعمل عملاً ثم يُحقر من قبلهم، أو تعرض عليهم فكرة فيعطوك أعذاراً عديدة أنها لاتنجح.. هؤلاء هم المحبطون .. إنهم آفة المجتمع. وتواصل قائلة: عش الأمل بكل معانيه، ولنعلم أن الحياة الدنيا إنما هي محطة نتزود منها وأن الإنسان خلق فيها في تعب ومشقة قال تعالى:«يا أيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحاً». فكن قمراً منيراً ولاتكن كوكباً معتماً. باب الفشل منى العريقي مدرسة بدأت قائلة: هناك أحاديث كثيرة ترغبنا بالمثوبة المنتظرة والخير الجزيل الذي يلقاه أصحاب البلايا والمصائب قال عليه السلام «عجباً للمؤمن أمره كله خير إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له». وقال عليه الصلاة والسلام «مايزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة حتى يلقى الله وماعليه خطيئة». . يكفيهم فخراً أهل البلاء «في الدنيا» أن لهم أجراً وكرامة يحسدهم عليه أهل الجنة ويتمنون لو كانوا مثلهم من أهل البلاء في الدنيا. فماذا نريد بعد هذا يكفينا معية الله حين قال«إن الله مع الصابرين» وتواصل قائلة الألم قد يفتح آفاقاً لم يكن الإنسان يدركها من قبل. وأشارت إلى أن هناك معوقات تحول في جعل الألم أملاً. كالاحساس بالعجز نتيجة معاملة الناس أو عدم القدرة على الانجاز بشكل متميز أو الاحباط أو غير ذلك. وختمت بقولها أرجو أن لاتصل إلى اليأس فهو باب الفشل ومفتاح للشيطان وبذلك يوصلك لنكران نعم الله المتبقية لديك. ونقول ختاماً فلنخمد نيران اليأس وإن واجهتنا العوائق والصعاب فلن تضرنا الآلام لأننا أصحاب هدف.. وطموح.. لايتوقف.. فإننا أن نعيش متألمين خير من أن نعيش باردي المشاعر فاتري الهمم .