جريمة جديدة من العيار الثقيل تهز ميدان التحرير بصنعاء صباح يوم الخميس ال 6 من عيد الأضحى المبارك الموافق 9 أكتوبر 2014 وتمزق أجساد 47 مواطناً بينهم أطفال إلى أشلاء بفعل حزام ناسف لانتحاري انفجر على حين غفلة وسط مجاميع لتظاهرة تابعة لأنصار الله ليس هذا فحسب فقد شهدت حضرموت في وقت سابق من نفس هذا اليوم أيضاً مهرجاناً دموياً آخر في نقطة الغبر راح ضحيته 19 جندياً وإصابة 13 جراء انفجار سيارة مفخخة أعقبه هجوم غادر لعناصر مسلحة من قطيع الذئاب البشرية التي أدمنت استهداف أفراد الجيش والأمن ونصب المذابح الوحشية لهم بين الحين والآخر وكأن قدر ومصير هؤلاء الجنود الموت غيلة بيد من يظنون أنفسهم حجاباً على أبواب الجنة يدخلون إليها من يشاؤون ويمنعون عنها من يريدون فالحق ما أحقوه والباطل ما أبطلوه وهو فكر أهوج ومعتقد عفن لا يقتصر على فئة دون أخرى لكنه بركة آسنة تنهل منه كافة الطوائف والمذاهب الإسلاموسياسية ولو بمقادير متفاوتة تبعاً لحجم الطست الذي تغترف به كل جماعة ونوعيته . إن تردي الأوضاع في اليمن إلى مستويات مخيفة لم تكن متوقعة ووصول رسل الموت الجماعي والمجاني بسلام آمنين 3 مرات متتالية إلى قلب العاصمة صنعاء بعد حادثة السبعين ومأساة مستشفى العرضي ناهيك عن حمامات الدم التي جابت الوطن طولاً وعرضاً ينبئ أن وتيرة الفصول الإجرامية الثقيلة من نوع فاجعة التحرير مرشحة للتصاعد ربما بصور وأشكال أكثر دموية ولن تفلح فتاوى العلماء التحريمية وبيانات الشجب والاستنكار المحلية والدولية في لجم سادية الإرهاب بنوعيه السياسي والديني إذا لم تعد الدولة لملء الفراغ الرهيب في الحياة العامة والخاصة الذي غادرته مكرهة في وقت سابق بفعل الصراع السياسي المحموم وغير الشريف الذي دار بين أقطابه المختلفة وما يزال يدور لأسباب لا حصر لها وكلها للأسف لا علاقة لها بالوطن وأهله. المؤكد أن اللجنة التي شكلت للتحقيق في ملابسات جريمتي شلال دماء المدنيين والعسكريين الذي سفك في ميدان التحرير بصنعاء وأريق في نقطة الغبر بحضرموت لن تسفر عن نتائج ذات قيمة وستلقى نصيبها من التجاهل والإعراض مثلها مثل لجان سابقة كثيرة شكلت ولأسباب مشابهة لكنها ذهبت أدراج الرياح ولم نعد نسمع لها حساً ولا خبراً، فهل يعقل أن تكون دماء الأبرياء التي سالت في حوادث مختلفة رخيصة إلى هذا الحد؟ وهل فراق السلطة أو الرغبة في وصالها يستوجبان ارتكاب كل هذه المجازر؟ أم إن ذبح البشر وتقديمهم قرابين لصنم الفكر المتطرف شرط للفوز برؤية وجه الله الكريم في الآخرة ؟. إذا كان ثمة من يتحمل مسئولية هذه المآسي فالأحزاب والتنظيمات السياسية جمعاء وفي مقدمة الركب أنصار الله والإصلاح والمؤتمر والإشتراكي الذين انتهزوا الفرصة ولم يتركوا شاردة ولا واردة لإضعاف الدولة إلا وافتعلوها بهدف الاستعلاء والسيطرة ولم يفطنوا أنهم بتلك الحماقات غير المحسوبة ساهموا في تغييب دور الدولة وإذا غابت الدولة بدأ مشوار لا ينتهى من الاضطراب والفوضى التي لا تقيم لدماء الأبرياء وزنًا مهما تدفقت وسالت لأنها باختصار من صنع ثعالب السياسة وإخراج ضباع الإرهاب . [email protected]