بعد أحداث 21 سبتمبر وانتشال وزارة الصحة أكثر من 200 جثة وتطبيب ما يربو عن 460 مصاباً يحبس الشعب أنفاسه انتظاراً لما سيسفر عنه تشكيل حكومة كفاءات المنصوص عليه في اتفاقية السلم والشراكة المبرمة برعاية أممية بين مختلف القوى السياسية بما فيها (جماعة أنصار الله ) و( قيادة التجمع اليمني للإصلاح ) وبالرغم من الامتهان المر الذي تعرضت له العاصمة صنعاء وساهم في إخراجه إلى حيز الوجود كافة الأحزاب والتنظيمات السياسية بلا استثناء ولو بمقادير مختلفة تنوعت ما بين الاستقواء والنكاية والخنوع والاستسلام للأمر الواقع إلا أن الناس يتطلعون إلى طي سجل الماضي بغثه وسمينه وفتح صفحة جديدة بيضاء نقية تتيح للفرقاء نفض غبار الخصام والاقتتال ونبذ المكايدات وثقافة الاصطياد في الماء العكر والشروع دون إبطاء في الإجراءات التنفيذية لاتفاقية الشراكة والترفع فوق عقلية الذبابة التي تفني عمرها في تجاهل الحدائق الغنّاء الوارفة الظلال الجنية الثمار والسقوط المبدئي والمزمن على مكب النفايات ومواضع القاذورات على أن يكون تشكيل لجنة اقتصادية محايدة لكشف مواطن الخلل والتسيب في موازين الإيرادات والإنفاق العام وتجفيف منابع الفساد وتصفيد شياطينه من أولويات حكومة الكفاءات المقبلة شريطة أن تجد التوصيات والمقترحات الصادرة عن اللجنة طريقها إلى التنفيذ أولا بأول هذا إذا أرادت الحكومة القادمة أن يكون النجاح حليفها الدائم والمقيم فوق العادة لأن سر ( النحس ) وسوء الطالع الذي يلازم اليمن كظله هو في الفساد الذي أصبح بحكم العِشرة والصحبة الطويلة سلوكاً مجتمعياً لايثير سوى النزر اليسير العابر من الحزازات وردود الفعل الساخطة التي لاتكاد تؤثر في مسار خارطة طريق المفسدين ومن يدور في فلكهم من العناكب والزنابير مختلفة الأشكال والأحجام والمراتب . نريد من شركاء 21 سبتمبر أن ينجزونا الوعد بالبناء والإعمار وإطلاق سراح العدالة الاجتماعية وتكافؤ الفرص المخفية قسرياً ولانعلم عن مصيرها شيئا حتى الآن وترك حبائل الوعيد المشبوب ببارود الموت والدمار الذي سيحترق بنيرانه الكل وأولهم من أغواه الغرور وسراب الهيمنة والتسلط لإذكاء الفتنة وتحريك عجلة العنف . وبما أن المرحلة السياسية الجديدة التي نقبل عليها طائعين صناعة حوثية 100 % فعلى زعيم أنصارالله إدراك هذه الحقيقة وأن يشمر عن ساعديه لتقبل ما ستسفر عنه الأيام القادمة من أحداث وتطورات التي لا شك في أنها لن تكون مفروشة بالورود فدخول صنعاء يختلف جذريًا عن المكوث دهرًا خارجها وباختصار : المرحلة الجديدة محسوبة تلقائيا ًعلى عبدالملك الحوثي شخصياً فإما له أو عليه فالحسنة في صالحه والسيئة وبال عليه وبعملية حسابية أملتها المتغيرات الطازجة المتولدة عن اتفاقية السلم فالحسنة للحوثي بمثلها والسيئة عليه بعشرة أمثالها لذلك على سيد مران أن لايستنفد طاقات أتباعه فيما لاطائل منه كتوبيخ النساء وحرمانهن من قيادة السيارات أومداهمة منازل الخصوم والتقاط الصور التذكارية مرورا بوقائع الاستيلاء على أسلحة الجيش الثقيلة والمتوسطة ونقلها إلى عمران وصعدة . وعليه الاستفادة من أخطاء من سبقه في تحمل مسئولية صنعاء وما آلوا إليه من نهايات مخزية «فالدهر قلبه بقلبه » كما يقول المثل الشعبي وليعلم أن العنترية الممزوجة بغلبة العصبية وقوة السلاح قد تقلب ظهر المجن وتتحول نفس الأسباب التي أوصلت الأنصار إلى صهوة العاصمة صنعاء إلى أسنة وكلاليب عكسية الاتجاه لسقوطهم المدوي كهزة ارتدادية طبيعية الحدوث إذا ما استمر الرهان على القوة الغاشمة ... أم إن الجماعة تدرك ذلك تماما وتعكف حاليا على إعداد برنامج سياسي واقتصادي متماسك يجنبها مصارع السوء ومكاره نشوة الانتصار...؟ من يدري ربما..!. [email protected]