“معها خان جميعَ النّساء... ومعه خانَتْ جميعَ الرجال...” ومع روايةِ “بيت بوس”، للكاتب الموسوعي إبراهيم طلحة، كان لخيانةِ أيامِ التوتر العيدي القاتمة متعة وتشويق لقلمٍ طالما أمتع قراءه بمفاجآته الرائعة، من شعرٍ ومقالات مميزة.. وها هو يطرقُ عوالم الفن الروائي الشامل، لتكون روايته الإلكترونية «بيت بوس» هدية أصدقائه عبر صفحة التواصل الاجتماعي “فيس بوك” وبكبسةِ زر تكون إضافة جديدة ضمن مكتبتك الإلكترونية الخاصة. أنا لستُ في مقامِ تقييمٍ للرواية، وماذا عساي أن أكتبَ في حضرةِ كاتبٍ موسوعي قرأتُ مقالاته منذُ كنت بالقرية في مرحلةِ الثانوية؛ وطريقته الاستفزازية المدهشة لقارئه، حين كان ينشر عبر صحيفة الثقافية الصادرة عن مؤسسةِ الجمهورية للطباعةِ والنشر..آنذاك. وها نحنُ اليوم أمام عالمٍ آخر تميز به الكاتب، من قدرةٍ لغويةٍ شاملة وسبكٍ رائع كقلادةٍ تزين جيد غنجاء ساحرة..تلك الغنجاء هي لغة العرب التي أهانوها بنوها بكلِ أسف.. واللافت هو تطويع لغة الرواية في معظم لقطاتها الخاطفة بالتناص مع القرآن الكريم لتأخذ القارئ إلى أجواء رحبة ويكتشف من خلال ذلك القارئ مدى احتواء لغة الضاد لمختلف المواقف الإنسانية بلغةٍ راقية. شخصياً لأول مرة أقرأ رواية أشعر أن كاتبها أعاد من خلالها هيبة اللغة العربية، إلى جانب المضمون الرائع للرواية.. أعتقد أن (الهدرة)،غير مجدية في الكتابةِ عن روايةٍ متميزة وعن كاتبٍ سهّل لمتابعيه وقرائه قراءتها بكبسةِ زر.. حتى لا أفسد عنصري المفاجأة والإدهاش في الرواية، هي دعوة لجميع عُشّاق الأدب الراقي، قراءة «بيت بوس». [email protected]