الدماء التي تسفك اليوم في اليمن تدمي القلب، كلها ليمنيين كلها لإنسان يمني فقير مكدود ذهب ضحية لصراع السلطة القديم الذي عجزنا عن تحريره من السيف الذي يقطر دماً طيلة القرون ولم يجف يوماً حتى في زمن العالم المتحضر الذي حل مشكلة الحكم متجهاً إلى التنمية والحياة الكريمة. عدنا نحن لزمان «داحس والغبراء» والتفاخر بكمية الدماء المسفوكة والأوردة المقطوعة من أجسدتنا. يكر الليل والنهار ويتقدم العالم نحو السلامة ونحن نكر معهما لذبح أنفسنا وقتل بعضنا , على ماذا كل هذا وما هي المكاسب التي نجنيها ؟.. من المعيب أن يقتل الناس تحت شعار من أجل الوطن، لأن الوطن هو المذبوح الآن وهو المستهدف بالتمزيق والفتن لكي لا تقوم له قائمة . الوطن ينهار بعد أن كان قد سلك الوسيلة السلمية والسليمة بعيداً عن السلاح والعنف والقتل ....لا سبيل إلا أن نستمر نصرخ من أجل إنقاذ الوطن، وهذا الوطن لن ينقذه إلا أبناؤه بالجد والحب والتضحيات والاجتماع لإيقاف العنف .لا مبررللعنف , ومع هذا السواد يكون من الخطأ والخطر أن يقف الشعب متفرجاً، لابد للشعب من أن يقول كلمته , أعتقد أن الشارع السلمي يجب أن يستمر في تعبيره ويجب أن لا يدخله اليأس. يجب أن لا ينكفىء ويغيب لأن غياب الشارع السلمي سيكون لصالح العنف وتفجير الكبت والإحباط بصورة انتحار متعددة. الأحزاب والشباب ومنظمات المجتمع المدني يجب أن ينظموا أنفسهم في كيانات عديدة من أجل سلامة الوطن وإنقاذ الدولة وإدانة العنف. الشارع لو استمر زخمه بعنوان واضح سيفرض رأيه ويوقف الكوارث ويعري المشاريع التي لا تستطيع أن تعيش الا في ظل الصمت والسلبية و الغياب الشعبي والإحباط العام، يجب أن يفيق الشارع بكل الوانه من الغيبوبة. مشاريع العنف تتغذى من فتات هذا اليأس وهذه السلبية التي يسهل بعدها تحويل الشعب إلى حطب يحترق ببلاش من أجل هذا أو ذاك من الطامعين الذين لا يتحركون إلا في ظل غياب الجماهير .. لابد للشعب من حضور ليعبر بقوة تعبيره ستلقف ما يأفكون وستوقف كل المؤامرات الطامعة داخلية كانت أو خارجية. لايمكن أن يحضر الجميع ليمزقونا ويبقى الشعب وحده هو الغائب ...لقد عرف المواطن طريقه في التعبير السلمي والقوة المجتمعية وهو سلاح نبيل وأبيض وقوي يجب أن لا نتخلى عنه في كل الظروف ... يجب أن نستفيق كشعب حتى تسكت أصوات الشعب طلقات الرصاص . [email protected]