العربي هو مشروع الدولة المدنية الديمقرطية ذات المؤسسات الراسخة وقوانين العدل والمساواة وهوالمطلب والمخرج الذي يجب أن نعض عليه ونبحث عنه جميعاً.. كل خيباتنا التي نتجرعها إلى اليوم هو غياب الدولة .. هناك أنظمة عربية مستبدة ومرتبطة بمصالحها مع قوى دولية ،والثورات الشعبية العربية جاءت لتعبرعن حاجتنا لهذا المطلب «الدولة»..كانت القوى الدولية المسيطرة تتحرك كما تشاء ومازالت وتبتز الحكومات بشعوبها التي تخوض معها حرباً مدمرة كخصوم وليس كشعوب، ولاشيء يريده العالم المستغل الذي يدعي دفاعه عن الديمقراطية سوى مصالحه ,وهويرى أن مصالحه لن تأتي بالديمقراطية العربية ولا بوجود دولة عربية قوية وسليمة لأن الشعوب ستفرز قوى وطنية ودولة تبحث عن الاستقلال والمصلحة الوطنية وقوة الأمة التي ستأتي على حساب كثير من مصالح هذه القوى التي تنهش من ثرواتنا واستقرارنا. الدولة الوطنية ستعتمد على الشعب وليس على الخارج , والشعب هنا هو الشعب كله الذي تحفظ مصالحه وتمثله الدولة وقوانينها دون تفريق أو تمايز على أساس شللي أو مذهبي أو مناطقي، وبالتأكيد لا أحد يريد دولاً قوية وديمقرطية في العالم العربي وفيه الثروات الهائلة التي تنهب، ودولة اسرائيل التي ستنهار بمجرد وجود دولة عربية أو دول قومية حقيقية ذات مؤسسات .. الثورات العربية لم تكن في حسبان القوى المحلية ولا القوى الدولية وهي كشفت مدى قوة الشعوب عندما تتحد وتريد.. ما يجري اليوم هو استمرار لمعركة البحث عن دولة وطنية التي خرجت من أجلها الشعوب ..والحرب الموجودة اليوم هدفها إعاقة المشروع الوطني والدولة وهو صراع بين الشعوب والقوى المضادة التي تجلب التطرف والإرهاب والطائفية كأوراق لمحاربة المشروع الوطني وإغراق المجتمع وتعويمه. ولا يعني أن المنتصر في هذا الصراع الدائر سيكون لأعداء هذا المشروع الوطني بل العكس النصر إلى جانب الشعب صاحب الحق والحاجة، شريطة أن لايبقى متفرجاً وسلبياً وأن لايتسلل إليه اليأس والإحباط والفرقة أو يتنازل عن كفاحه واصطفافه لمواجهة المشروع المناهض، لأن التنازل عن الواجب النضالي والفرقة والسلبية سيجعل الآخرين يملأون الفراغ مهما كان هؤلاء الآخرون صغاراً ومشاريعهم صغيرة فإنهم سيملأون الفراغ لأنه فراغ، ولأن القوى الوطنية التي يعول عليها تخلت عن مسؤوليتها ولم تلتقط الفرصة للاصطفاف الذي يثمر دولة وأمناً ومجتمعاً آمناً وانساقت بعد خصوماتها وهو عمل الصغار والفاشلين، والوطن وقت الملمات يحتاج إلى قيادات وقوى عصية على الذوبان والكسر. هذا الخمول الوطني الذي نراه في القوى الوطنية مقلق وفي وقت تتكالب فيه المخاطر على الوطن، وهذا الخمول أو التثاؤب الدعممة إلى الأدنى من قبل القوى الوطنية يمثل تهديداً حقيقياً على المشروع الوطني يفوق بخطورته خطورة الجماعات المسلحة والعنف المناهض للدولة وهو الهزيمة والهروب الذي يرقى إلى درجة الخيانة، لأن هذه القوى هي الأدوات الجاهزة لقيادة سفينة الوطن ورفع مستوى الاستنفار الوطني والتحدي الشعبي الذي نحتاجه ...نريد أن نرى منها مواقف واضحة وخططاً للمواجهة والاصطفاف بدلاً من وضع الرؤوس في الرمال التي ستحرق كل الرؤوس وكل الأصابع المختبئة منها والظاهرة. [email protected]