عبدالله مصلحيقال بأن المحاور الناجح هو من يتقمص دور المعارضة حين يُجري حواراً مع شخصية ما في السلطة ، ويتقمص دور السلطة في حواره مع شخصية ما في المعارضة،بيد أن هذه النظرية أثبتت فشلها ولم تصمد كثيراً في وجه كشخص الأستاذ محمد ناجي علاو الذي أثبت هو الآخر أن المقابله معه لن تعدو عن كونها نوعاً من المغامرة التي قد لا تكون محسوبة بالضرورة* بداية ما قراءتك للمشهد السياسي في بلادنا؟- المشهد السياسي تتنازعه ثلاث قوى هي : قوى الفساد ويشكلها الحاكم وحزبه وإدارته الفاشلة، وقوى العنف تسعى للوصول إلى السلطة بالقوة، وقوى تسعى لفك الارتباط أو تفكيك الموحد ، وهي الأعلى صوتاً.* من صنع هذه القوى؟- صنعها فشل السلطة، والفساد السياسي، واختطاف السلطة من المؤسسية التي يفترض أن الناس يصلوا إليها وفقاً للكفاءة والأقدمية، وتحولت إلى حكم العائلة وجيش العائلة وأمن العائلة، وإقتصاد العائلة.* من هي هذه العائلة؟- عائلة الرئيس الذي ينشغل في حياته بتوريث /''سيوف الإسلام/'' السلطة، كما فعل الإمام يحيى رحمه الله والمسلمين، والذي تخلى أيضاً عن بطانته التي أوصلته إلى الحكم بعد أن كبر الأولاد ونشأت ما سميت حينها (سلطة سيوف الإسلام) واليوم تتكرر في الجمهورية التي يفترض أن من يدير شأن الناس قد وصل إليه بحسب أقدميته وكفاءته وقدرته على الأداء، وليس بقربه من الحاكم، فنشأت سلطة سيوف الإسلام الذين أصلوا ا لبلد إلى هذه الدولة الفاشلة التي أنتجت مشاريع العنف، ومشاريع فك الارتباط.* قلت بأنه يود ثلاث قوى للفساد والعنف والانفصال، فأين موقع القوى الوطنية؟- القوى الوطنية موجودة وهي القوى الأكثر والأغلب، وأنا أصفهم بالتيار الوطني، وهم موجودين في الحكومة ويشاركوا بشكل أو بآخر من خلال الحراك السلمي، موجودين كقوة رابعة مراقبة، يشكلها المشترك والحوار الوطني اليوم ، و لكنها لا تملأ الفضاء السياسي الذي تملؤه اليوم أصوات العنف وأصوات الانفصال وأصوات الفساد.وبالتالي فإن غياب هذا التيار الوطني الواسع من العقلاء عن ساحة الفعل وملء الفراغ السياسي في الشارع. فإنه يتيح المجال لهذه المشاريع التمزيقية الثلاثة.* بما فيها مشروع السلطة مشروع تمزيقي؟-نعم، فأنا أعتبر العنف الذي يجري في صعدة مشروع تمزيق، ودعوات فك الارتباط مشروع تمزيق، واستمرار الحاكم بنهجه وسياسة سيوف الإسلام، وحديث /''النهدين/'' بدلاً عن حديث /''البطنيين/'' أيضاً هو قائد مشروع التمزيق .فعلى أصحاب المشروع الوطني أن يواجهوا هذه المشاريع من خلال ملء الفراغ في الساحة. * كيف؟- أن تنزل إلى الأرض، وأن ترفض اختطاف مؤسسات الدولة من قبل الأسرة الحاكمة وسيوف الإسلام، وأن تقف رافضه للعنف المسلح لأن العنف المسلح لن يؤدي إلى خير في كل البلدان، وأن تتبنى الحقوق السياسية والمطلبية على مستوى الساحة اليمنية، وفي مقدمتها الجنوب، وبالتالي تملأ هذه الفراغ المطلبي والسياسي الذي يملأه أصحاب هذه المشاريع.* وماذا تسمي هذه الاحتجاجات والاجتماعات والبيانات الصادرة عن هذه القوى الوطنية ؟- البيان لا يغني عن الفعل شيئاً على الأرض، والبيان ممكن أن يصدره مراقب سياسي أو مقال تكتبه أنت في الصحيفة، هذه القوى كلها وفي مقدمتها الإصلاح والمشترك موقفها اليوم للأسف الشديد ما زال موقف الشخص المراقب، وليس موقف الفاعل الوطني كتيار وطني يملأ فراغاً قائماً فيقف في وجه مشاريع التمزيق. * ألا ترون أن بعض منظمات المجتمع المدني المحسوبة على هذه القوى ساهمت في خلق نوع من الركون لديها؟- منظمات المجتمع المدني عدد من الأشخاص لا يعيبهم أن يكونوا منتمين سياسياً ولا يحلّوا بالضرورة محل الأحزاب. هم يرفعون صوتا،ً يقدمون رؤى، لكنهم يظلوا عدداً من الأشخاص الناشطين ليسوا معنيين بالعمل السياسي المباشر، وإنما معنيين بالعمل الحقوقي بمختلف أشكاله السياسي، والاقتصادي، والخدمي، لكن الذي يملأ الفعل السياسي هم. الأحزاب وليس منظمات المجتمع المدني بالصورة التي قلتها.* لكن هذه الأحزاب وكأنها أسقطت واجبها من خلال هذه المنظمات البديلة؟- منظمات المجتمع المدني ليست بديلة عن الأحزاب،ولا تستطيع /''حتى لو أرادت/'' أن تكون بديلة، ويجب على الأحزاب ألا تركن إلى أحد، بل تقوم بواجبها كما يجب.* برأيك ما هو السبب في ركون هذه الأحزاب إلى الغير؟- السبب كما يبدو هو رخوة بعض قيادات الأحزاب، وعدم التجديد في رأس هذه القيادات، جعلها أقل جرأة من أن تقتحم ساحة العمل الوطني، وإذا استمرت راكنة للبيان والحوار والحديث المكتوب دون الفعل وملأ الفضاء السياسي الذي تملأه قوى التمزيق بدلاً عنها فلا أفق لحل المشكلة اليمنية.* وكأنك نسيت الدور الخارجي أستاذ محمد؟- لا أحد ينكر اليوم بأن اليمن تحولت إلى ساحة صراع إقليمي. في زمن صارت الساحة الوطنية تتآكل في البلاد، والذي قد يؤخر انهيارها ليس جيش العائلة ولا سيوف الإسلام وليست هذه القوى الوطنية التي ندعيها، وما زالت مصالح الغرب والإقليم هي التي تعمل على ألا تنهار اليمن كالصومال. لكن إلى أي مدى تستطيع حُقن التغذية الإقليمية الغربية الأمريكية تحافظ على هذه الوحدة؟ باعتقادي أنها لا تستطيع أن تحل محل القوى الوطنية على الأرض مهما غذت هذه السلطة بحقنها، التي تؤجل الانهيار، ولا يمكن أن تمنعه.* وهل سيكون الخارج أجدى نفعاً من أبناء الوطن الذين قدموا دماؤهم من أجل وحدته وازدهاره؟- يا أخي كنا بالأمس نتقاتل من أجل الوحدة، واليوم نتقاتل من أجل الانفصال، وفك الارتباط.* وماذا يعني هذا؟- يعني هذا خمول الشعور الوطني الجامع المدافع عن القضية الوحدوية والذي تحول إلى شعور اجتماعي انتقل فيه التشطير إلى النفوس بدلاً عن البرامج.* ما هو السبب؟* السبب هو هذه السلطة، وأيضاً حروب 94 أسست للمشاريع التي قامت اليوم، لأن المنتصر فيها أعتقد خطأ أن انتصاره يبرر له نهب وطن واختطاف أمة. وبالتالي ركن إلى مشروع التوريث وبدأ يتخلص من أنصاره الأقوياء، ومن كانوا شركاءه في المحافظة على هذه اللحمة. وبدلاً من أن يعالج آثار الحرب، ومشكلة بناء دولتين كانتا بنظامين مختلفين، للأسف الشديد تحول وفقاً لثقافته التي يملكها والتي انتهجها إلى نظام للفيد، يوزع الغنائم على الأنصار والأقرباء، ويفسد الذمم بدلاً من أن يقيم دولة، ويسرّح جيشاً كان لدولة إلى المنازل، وجيشاً آخر من المدنيين ممن كانوا محسوبين على الحزب الاشتراكي.* لكن السلطة عالجت هذه الأخطاء التي ارتكبتها كما تقول؟- أي معالجات لاحقة لهذه الأخطاء لم تعد معالجات مجدية، لأن الأمر قد تحول من قضايا مطلبية إلى قضايا إصلاح سياسي، والإصلاح السياسي سُدّت أمامه الأفق، وتم تزوير إرادة الناس، وشعر الناس بانعدام الشراكة في السلطة والثروة، وأن السلطة يملكها شخص واحد، وهذا الشخص يوزعها على من يشاء وكيف يشاء، فكانت النتيجة أن يعود الحنين للإمامة، وأن تنشأ مشاريع فك الارتباط التي خرجت من بين فساد هذه السلطة التي لم تستطع بالثقافة التي أتت منها إلا أن تكون سلطة فيد لا سلطة بناء وطن.*وأين هو دوركم كرجال قانون وكقيادات مجتمع؟- كلنا شاركنا بشكل أو بآخر، إما بالسكوت أوبمجاراة ومساندة الإدارة السياسية في الحال الذي وصلنا إليه. فهل من عقلاء يستطيعوا أن يلتقطوا بقية الخيط لمنع الانهيار. هذا هو التحدي، والذي ليس أمامه كما يقول البعض سوى بضعة أشهر. وأنا أعتقد أنه عام واحد بالكثير، إن لم يوجد فعل حقيقي وفاعل على الأرض يملأ الفراغ السياسي الوطني، ويشعر الناس بأن هناك مشروعاً وطنياً يمكن أن يحافظ على أمنهم ووحدتهم وشراكتهم الوطنية بعقد اجتماعي جديد يقيم حكماً لا مركزياً فيدرالياً كان أو ما أسميناه. المهم يشارك الناس فيه في إدارة أنفسهم ويفصل بين السلطة والثروة، ويمنع توظيف الأقارب في المؤسسات العسكرية لمن يكونوا في المناصب الأولى، ويحافظ على التراتيبية والأقدمية العسكرية والقضائية والوظيفية وغيرها.* وهذا ما نادت به رؤية الانقاذ الوطني الصادرة عن اللجنة التحضيرية للحوار الوطني؟- نعم مشروع وثيقة الإنقاذ فيه هذه المعاني، وهو مشروع وطني لكن من يعلًق الجرس لهذا المشروع؟! وهل قيادات المشترك وقواعده ومن أنضموا له في الحوار الوطني بهذا القدر العالي من الهمة والقوة والقدرة على اتخاذ قرار بملء هذا الفراغ، إلى الآن آمل أن تكون كذلك وإن كان لدي نسبة من الشك أنها مصابة بشيء من الشلل والعجز والرهاب، أدعو الله أن يزيل رهابها وأن تنزل إلى الشارع بمشروعها المكتوب الجميل الذي لن يكون ذا فائدة إلا إذا جُذّر على الأرض، والتجذير إلى حد الآن ما زال غائباً.* البعض يأخذ على هذا المشروع استبعاده للسلطة؟- مشروع الإنقاذ الوطني لا يستبعد السلطة، بمعنى استبعادها،وإنما السلطة توظف كل إمكانيات الدولة وإمكانات المجتمع من أجل إفشال كل مشروع وطني، وبالتالي فإن السلطة اليوم أو من يمارس هذه السلطة لم يعد جزءً من الحل، بل هو كل المشكلة، وهو أنتج كل مشاريع التمزيق، وهنا يجب على المعارضة أن تبني مشروعها الوطني على الأرض أولاً، لتملأ رقم سياسي فارغ، وعندما تطبقه على الأرض يمكن إذا ما حاورت من في السلطة أو حاورت أصحاب المشاريع الأخرى في إطار هذه الآفاق الوطنية التي لا تستثني أحداً والتي تعامل الناس على أساس أنهم وطنيين، وأن الآفاق التي سدت أمامهم نحن اليوم نسعى لتجاوزها، ونشكل تياراً وطنياً ينقذ وطن من التمزق، عندها سيأتي من في السلطة ليحاور على قضايا وطنية حقيقية وليس على قسمة الكعكة كما قال الأخ الرئيس في مقابلات عديدة.* لكن السلطة هي صاحبة القرار، وكما يقال لا يفك السحر إلا الساحر؟- لو كانت السلطة قادرة على إصلاح وطني حقيقي ما وصلنا إلى هذا الحال، السلطة فشلت ومثلما قال السيد إبراهيم الحمدي رحمه الله /''تجريب المجرب خطأ مرتين/'' مشكلتنا في العالم الثالث أن الذي ينتج المشكلة مطلوب منه أن يعالج ما أنتجه، فالسلطة عاجزة عن أي فعل وطني لأنها فقدت مصداقيتها، تراكمت حولها أطواق من الفساد لا تستطيع أن تتجاوزها، مهمومة بالتوريث وبسيوف الإسلام الذين لن يجدوا هؤلاء وطناً يرثونه. فهؤلاء فاشلون في أن يتركوا وطن حتى لأولادهم، فكيف للفاسد أن يصلح ما أفسده هو!!يا أخي في العالم كله عندما يفشل الحاكم في إدارة شأن ما، فإنه يذهب إلى منزله ويترك الأمر لغيره،* لا يمكن أن يذهب الحاكم إلى منزله ذاتياً دون أن يكون هناك قوى ضاغطه تجبره على ذلك؟- نحن قوى تنظيرية، يفترض أننا قوى ضاغطة، قلت لك أن غيابنا عن الفعل السياسي على الأرض أنتج هذه المشاريع التمزيقة.لكن نحن نؤمل من خلال تجربة انتخابات 2006 بأن هناك فعلاً قوى حية، وأن هناك شارع يتقدم، وشعور بالخطر القادم، وبانهيار مؤسسات الدولة والصوملة. لكن للأسف الشديد هذا الشعور لم يصل بعد ليكون فعلاً ضاغطاً على قياداتنا في المشترك والإصلاح في المقدمة أن تكون قيادات تغيير، ما زالت قيادات تقليدية تخشى النزول إلى الشارع تنتظر هبة الآلهة، والله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.* ننتقل إلى قضية انتخابات المقاعد الشاغرة التي أيقظها الحزب الحاكم، فكيف تنظر إليها؟- هذا جس نبض لقياس مدى ردة فعل المشترك، يعني قضية تجريبية للانتخابات التي يفترض أن تجري بعد سنتين، والانتخابات هذه كان يفترض أن يسبقها إنجاز ما تم الاتفاق عليه في فبراير، وكان سبب التأجيل، وهذا لم يبدأ الحوار فيه بعد لتسارع قضايا وطنية جعلت من ذلك الاتفاق غير قادر على الاستجابة لحل الأزمة اليمنية، والحكم ما زال ينكر وجود أزمة وطنية وإن كان أقرّ بها ضمنياً في الاتفاق، ويرفض أي شراكة وطنية للمعالجة، يدير الأمور من القصر بنفسه ولنفسه، يستبعد بقية هذه القوى، وبالتالي هو يريد أن يجس نبض المشترك والمجتمع الدولي من خلال هذه الانتخابات الجزئية استباقاً لانتخابات 2011 ، دون أن يدرك أن استمرار الأزمة الوطنية بهذا الشكل قد يكون من الصعوبة إجراء هذه الانتخابات أوحتى الوصول إليها، إلا إذا أردنا أن نجري انتخابات مثل انتخابات أفغانستان في ظل دبابة أجنبية، أو في ظل حروب، أو في ظل المساحة المتبقية الممكن إجراء انتخابات فيها مع استبعاد هذه القوى.* أي قوى؟- قوى المشترك والقوى الوطنية التي إن شاركت في الانتخابات القادمة فهي مشكلة وإن لم تشارك فهي مشكلة أيضاً، وهذه أزمة وطنية جديدة.* لكن الانتخابات مصدر شرعية للسلطة ومعها المعارضة ؟- السلطة لم يكن لها شرعية في يوم من الأيام، نعلم يقيناً بأن السلطة وصلت إلى ما هي عليه عن طريق تزوير الانتخابات بما تمتلكه من إمكانيات الدولة والمجتمع وتسخيرها لحزب واحد.* قد يكون هناك تزوير ولكن ليس بهذه الصورة التي تتحدث عنها؟- الإعلام اليوم لمن يطبّل؟! الخزينة العامة لمن تذهب؟! الجيش لمن يتبع؟! الأمن لمن يعمل؟! كله لحزب المؤتمر. فهو حكم قائم على قاعدة تزوير إرادة وطنية وبالتالي فإن مشروعيته ليست فقط محل شك فحسب، وإنما منسوفة بنص الدستور الذي يحرم استخدام المال العام والوظيفة العامة لحزب واحد،وبالتالي لا يوجد هناك توازن بين المعارضة والحكم لأن التوازن يقتضي أن هذه ملكية عامة للناس ولا يجب أن تسخر للسلطة. وبالتالي أين المشروعية أصلاً! إذا كانت السلطة انتهكت ما تدعيه من مشروعية،ونسفت مشروعيتها التي تدعيها بيدها لأنها بنيت على أساس باطل وما بني على باطل فهو باطل، فهذه سلطة مختطفة بمسمى الصناديق لأنها استخدمت فيها أدوات غير مشروعة، ومارست سياسات غير مشروعة باحتكارها السلطة في أبناء العائلة وسيوف الاسلام.* كيف تصفهم بسيوف الإسلام والرئيس اليوم يدافع وحيدا ً عن الثورة والجمهورية في حرب صعدة؟- هو انقلب على الثورة والجمهورية وصار كما قالوا المغاربة /''يدير البلاد بعقلية الجملكة/''. يعني الجمهورية الملكية بدلالة أن سيوف الإسلام هم أطفالاً صغاراً وشباباً يمتلكون مناصب على حساب قيادات أمنية وعسكرية وإدارية واقتصادية أكثر خبرة، إذاً أين الثورة؟ الثورة التي قامت من أجل التغيير الجذري، والتداول السلمي للسلطة.فاليوم هناك مقدس جهوي بدأ من شمال الشمال ثم حاشدياً ثم سنحانياً ثم بطناً من سنحان ثم ضرعاً من سنحان، فهذا المقدس الجهوي الاستعلائي لا يدافع عن ثورة ولا عن وطن، وإنما يدافع عن سلطة يحتسبها ملكه، ويحتسب هذا الشعب عبيده ورعاياه وأتباعه، وبالتالي يجب على هؤلاء الأتباع كما قال الشاعر:إذا بلغ الرضيع منا فطيماًتخرّ له الجبابرة ساجدينافمن يدير البلاد اليوم.. ليس الحكومة أو الوزراء أو القادة، وإنما يديرها الأولاد /''سيوف الإسلام/'' في الجانب الاقتصادي والجانب الأمني والجانب العسكري، فالجيش لم يعد جيش الجمهورية، بل صار جيش العائلة، وبالتالي لا توجد جمهورية حتى يُدافع عنها.* وما قراءتك لمسار حرب صعدة؟- صعدة لم تعد هي المشكلة، والحوثيين بما يمثلونه من قوى سياسية موجودة في الساحة اليمنية، وصعدة إحداها وهم يؤصلون لخروجهم وفقاً للفقه الهادوي، والخروج عن الحاكم الظالم، وقضية دفاع عن النفس، وبالتالي فهي مشكلة سياسية مشكلة نتاج فشل في إدارة البلاد، تحولت إلى مشكلة إقليمية، وبالتالي لن تحل أزمة صعدة إلا بتضامن وطني عام وبعقد اجتماعي جديد.* لماذا البرلمان منهمك بإصدار المزيد من القوانين؟- البرلمانات يفترض بها أن تسن التشريعات، لكن مؤسسات السلطة الثلاث صارت هيكلية فقط، معبأة بأرقام يديرها الحاكم، فمثلاً الذي يدير السلطة القضائية لا علم له بالتشريع ولا يمتلك ثقافة قضائية وقانونية، وربما لا يجيد القراءة والكتابة بشكل سليم وهكذا.* ولماذا تلجأون إلى هذه السلطات إذن؟- نحن مضطرين للتعامل مع سلطة أمر واقع، لأننا لا نستطيع إلا أن نحافظ على ما تبقى من مؤسسات دولة حتى وإن أديرت بشكل خاطئ، لأن إنهيار مؤسسات الدولة خطر على الجميع، فهي ليست ملكاً للحاكم ولا يجب أن تكون كذلك، ومن مهام القوى الوطنية والإنقاذية الحفاظ على مؤسسات الدولة سواء الأمن أو الجيش أو القضاء أو البرلمان أو غيره من الاختطاف الحاصل لها حتى لا تنهار، من خلال رفضها للعنف المسلح للتغيير، وبناء آفاق واسعة للشراكة الوطنية. التي أقفلها في وجه الناس هذا الحاكم.* يلاحظ كلما زادت هيئات الدفاع عن الحقوق كلما زادت الانتهاكات؟- وهذا طبيعي، من قبل كانت تنتهك الحقوق دون أن تكشف، أما اليوم بوجود المؤسسات والتعددية السياسية ومنظمات المجتمع المدني صارت تكشف السوء كما هو، فصار الناس يشعرون به أكثر، على عكس السابق عندما كانوا يعيشون دون وجود حركة معلوماتية وحركة كاشفة رافضة لهذا العمل، وبالتالي لم يكونوا يشعروا به، كما هو اليوم بفضل وجود تشخيص وصحافة إلى حد ما.لكن الصحافة بنفسها أكثر عرضة للانتهاكات؟-الصحافة تعبر بشكل من الأشكال عن مساحة من المساحات بالضرورة بحكم الفضاء الاعلامي العالمي، ولا تستطيع السلطة أن تسكتها بالمطلق، فبالتالي تزيد مساحة القبح انكشافاً بزيادة مساحة الكاشفين لهذا القبح."العاصمة"