محبّة الشتائم لن توقف الحرب، وحدها المحبّة قادرة على ذلك. شعراء في مثل هذا الحزن من كل وقت؛ يخفض الشعراء نسيانهم إلى النصف، ويبدأون بتحديث خذلانهم على هيئة الطير، ثم يغمضون قصائدهم على جفون الليل ويهربون إلى السماء. مأوى في الشارع ثمةَ مأوى، يبحث عن جائعٍ يصب عليه المَنَّ والسلوى، ما أخشاه هو أن يبني الجائع في مأواه قاتلاً يجفّف عنه البرد ويسرق من فراغهِ لقمته الأخيرة. خشية لا تخشى حرباً أنت داخلها تعلّم الموتى شروط الوضوء ومستحبّات الغسل. تقليد أختنق بالأنوثة المقلّدة كالصناعات الصينية للسوق اليمنية، يُهمني كيف لهذه الأنثى أن تغرق في وثنيتها وتصرخ اللعنة على شاعرها. حمقى الحمقى يفهمون في كل شيء ولا يفهمون شيئاً، يفتون في كل شاردة وواردة، ويكتبون في كل شيء، ولا يدركون شيئاً، كم أشعر بالغثيان أمام هذه البلادة المتعلّمة فقه المعرفة. نصيحة لصديقي الذي يكتب بالرصاص؛ ثمّة أصابع للقتلى لاتزال قادرة على الكتابة، وثمّة دماء لم تجف بعد صالحة للطباعة، يمكنك الاستعانة بها للوقوف في وجوه القتلة. اتساع رجلٌ خفيف يحاول الاختباء داخل قصيدتي هرباً من الحرب، دون أن يعرف أنها لا تتسع لخيبتين. دفءٌ أتدفّق في جسدها كأنوثتها الصارخة، وأحبّذ الانتقال كلما سنحت الفرصة إلى دفئها الفقير. [email protected]