يا شهداء ثورة فبراير 2011م.. هنيئاً .. فأنتم لا تشاهدون وطنكم يتهشّم أمامكم وتتقاذفه أمواج الموت.. وأحلامكم تذروها رياح الغدر والخيانة على كثبان الوجع. في فبراير 2011م خرج شباب الثورة إلى ساحات الميادين وأحلامهم كانت باتساع هذا الوطن الذي أحبّوه وانتموا إلى ترابه، كانت تراودهم أحلام الدولة المدنية.. والوطن الآمن المستقر، المزدهر والحياة الكريمة، والانتقال من حياة البؤس والشقاء، التي وُلدوا وترعرعوا تحت سياطها والخروج من ذلك النفق المظلم الذي يسيرون فيه. ومن أجل ذلك كلّه قدّم الشهداء منهم أرواحهم لأجل ذلك الحلم ومن أجل هذا الوطن، ومضوا تاركين وراءهم وطناً مازال يحلم.. ويحاول الانعتاق من زجاجة التيه والضياع والتعاسة.. ولكن...! (غير أن الرياح هبّت علينا.. ورمتنا على الرصيف حطاماً) مع الاعتذار للراحل نزار قباني. فقد اجتاحت الوطن عواصف الخيانات والمؤامرات الخارجية والداخلية – كما صرّح بذلك الرئيس هادي جعلت الوطن أمام مفترق طرق كارثية إن لم يتدارك العقلاء والوطنيون الأمر، وهكذا وجد الشعب اليمني نفسه يسير في طريق موحش لمستقل مجهول بعد كل تلك الأماني والأحلام. نسأل الله أن يلطف بهذا الشعب وأن ييسّر لهذا الوطن مخرجاً جميلاً. شُرفة: «1» لاثورةٌ نفعت ولاثوّار ُ غدروا بنا واجتاحنا الإعصارُ والأمس عاد ملفّعاً بجديدنا والأصدقاء كأنهم ماثاروا «2» ياثورةً غدروا بها وتكاثرت أوصابها قد كنتِ شمساً أشرقت واليوم كان غروبها «3» باعوك ياوطني في شارع المحنِ وتساقطوا عفناً في صفحة الزمنِ