التدافع الشعبي شهدناه خلال يومين من التفاعل الوطني الكبير باتجاه حماية السيادة الوطنية ومنع التدخل في الشأن اليمني الذي أعطى ملمحاً وطنياً قوياً جسد قوة الوحدة الوطنية وقدم رسالة شديدة الأهمية لقوى الاستعمار أياً كانت مفادها أن كرامة أبناء اليمن هي الثروة الحقيقية التي نفاخر بها بين الأمم ولا نفرط فيها مهما كانت خلافاتنا السياسية وقد أدرك الجميع أن أهل اليمن أصحاب بأس شديد في حالة المساس بوحدة وسيادة وطنهم وكرامة أبناء اليمن وعزتهم. ولئن كانت بعض الأصوات المأزومة قد ظهرت في بعض الوسائل الإعلامية تحاول النيل من كرامة وعزة ووحدة أبناء اليمن فإن أمثال أولئك لا يمثلون إلا أنفسهم فهم لا يحظون بأي قبول في الشعب ولا يحظون باحترامه، لأنهم قبلوا على أنفسهم المهانة والاستكانة والانتكاسة التي تقضي على كرامة وآدمية الإنسان وهم بذلك القول والفعل قد عبّروا عن المستنقع الذي يغوصون فيه لتظهر عليهم آثار الوحل الذي أزكم الأنوف الحرة. إن احرار الوطن وشرفاءه من كل الاتجاهات السياسية كان لهم شرف المبادرة والتدافع لحماية الوطن لأنهم يدركون تمام الادراك أن قدسية التراب الوطني وسلامة أبنائه أعظم من كنوز الدنيا، لأن الكرامة والعزة والشموخ والإباء والحرية هي رأس مال كل يمني حر يأبى الضيم وينشد الحرية والإنسانية ويحمل المشروع الحضاري والإنساني الوحدوي الذي يعزز بناء القوة القومية للجمهورية اليمنية على طريق الوحدة العربية الكبرى. إن أية محاولة للإساءة إلى الوطن أو النيل من كرامة أبناء اليمن باتت اليوم الشرارة التي تُشعل وهج الثورة السبتمبرية الاكتوبرية المتحددة وتدفع جماهير الشعب نحو المزيد من التوحد والانتصار لإرادة الخير والسلام والنهوض صوب المستقبل الأكثر إشراقاً بإذن الله.