يبدو أن بعض القوى السياسية لم تدرك بعد أن الشعب اليمني حرّ، أي صاحب عزة ونخوة وبأس شديد ولايقبل بمن يستمد قوته من غير الإرادة الشعبية التي تستمد قوتها من الإرادة الإلهية التي لاغالب لها, ولم تدرك كذلك أن الشعب اليمني يدرك تمام الإدراك أن الارتهان للخارج دليل الضعف وعدم الرغبة في احترام الديمقراطية وآلياتها في التداول السلمي للسلطة, وأن الذين يستجدون القوة والشرعية من غير الشعب يشكّلون انتكاسة كبرى في حق الوطن وأنهم لايحظون بأدنى درجات القبول الشعبي, وإلى جانب ذلك كله لم يدرك أولئك الذين ترتفع أصواتهم يومياً للانتقاص من السيادة أنهم لايحظون بأي احترام لدى الغير. إن الشعب الذي صبر عبر التاريخ على عواصف الدهر وتقلّباته لم يقبل في يوم من الأيام بمن يستمد قوته من غير الشعب المعتصم بحبل الله المتين, واليمنيون أحرار وأصحاب تاريخ عريق لايقبلون تدنيس شرف التاريخ ولايفرّطون في قدسية السيادة الوطنية، فهم أصحاب صبر شديد وأولو عزم عظيم, وشدة بأسهم لايستخدمونها ضد بعضهم بعضاً ولايظهرونها بحجمها الطبيعي الذي ذُكر في القرآن الكريم في قوله تعالى: “نحن أولو قوة وأولو بأسٍ شديد” إلا في حالة العدوان الذي يحاول النيل من كيان الدولة اليمنية الواحدة والموحدة, وعندها فقد ينفد صبر الوطن على أصحاب العقوق الذين قبلوا على أنفسهم أن يكونوا مجرد أدوات بيد الغير لتدمير الوطن وتركيع اليمنيين الأحرار. إن المواطن اليمني اليوم في أعلى مستويات الحذر والتنبّه يرقب كل قول ويرصد كل فعل ويدرك مغزى ومعنى ما تصرّح به القوى التي تحاول دفع اليمنيين إلى الاقتتال واستخدام بأسهم ضد بعضهم البعض باعتبار ذلك خدمة لأعداء اليمن, ويدرك اليمنيون كافة أنهم على مرمى حجر من الإيقاع بهم وإثارة الفتنة بينهم, ولكن الإيمان بالله رب العالمين والاعتصام بحبله المتين وعظمة الحكمة اليمنية سيمنع التفريط في أحرار اليمن ويرد كيد الكائدين في نحورهم. إن المحاولات البائسة للنيل من قدسية الوطن لامكان لها في شعب العزّة والنخوة والكرامة وأن شرف التاريخ اليمني سيبقى مُهاباً بعيداً عن التدنيس، لأن أبناء اليمن يدركون أن هوان فرد من أبناء اليمن هوان للكل وسترون أن الله متكفّل بحماية اليمن وأهلها وسينقلب السحر على صُنّاعه ومستحضريه بإذن الله.