اختيار أروى عثمان وزيرة للثقافة في اليمن ضمن تشكيل حكومة جديدة صدرت بقرار جمهوري كان في محلّه ولاقى ترحيباً شعبياً واسعاً وبمعيارية وطنية ومهنية وفي الخصوص ما يتعلّق بتمكين المرأة في الحكومة الجديدة بنسبة 12 % وأتى ذلك كضرورة متطلّبة باعتبارها «أروى» إلى جانب زميلات لها في حقائب نظيرة موضع ثقة. وأروى علاوة على ذلك لا يختلف عليها إثنان كمحل إجماع وطني، كما تم ذلك وضعها بثقة لإدارة الثقافة في حكومة انتقالية جديدة يتمنّى اليمنيون أن تبعث في أداء أعضائها على قدر كبير من التفاؤل في القادم بعد متواليات من الإحباط وتردّي الحياة ومعيشة الناس. أروى الإنسانة البسيطة في علاقتها بشعبها ومسؤوليتها واهتمامها بدراسة ذاكرة الموروث وفلكلور المجتمع ستعمل على نظرة مختلفة لصالح أبناء مجتمعها اليمني ومبدعيه وتجاربه في الواقع والكتابة، هي الناشطة المدنية والروائية الباحثة “والمكارحة” بخفّة تجعل حتى من ناصبونها خصومة في فترات مضت موضع احترام وإكبار لإنسانيتها تجاه مجتمعها ودفاعه المستميت ضد كل انتهاك يطال مواطنيه ومواطناته وأطفاله وشبابه من الأجيال الناشئة وكونها ستكون في موقع القرار الثقافي هناك ما سيجعلها قريبة من تلمُّس قضايا الثقافة وإصلاح اختلالاتها في الإدارة والرؤية السابقة، وعلى صعيد النظرة للثقافة لا كما بقيت الرؤية وغياب الاستراتيجية للثقافة هو النمطي في معطيات كثيرة تعثّرت في ظل صراعات وعدم استقرار. مكمن التفاؤل في القادم رغم الصعوبات هو أن أروى عثمان تعد مكسباً وطنياً ومدنياً كبيراً نظراً لانحيازها إلى إنسان البلد، وهذا يصب في هدف استعادة إرادة الشعب إلى حاضنة الثقافة الوطنية والحقوق الثقافية للمجتمع ومبدعيه ومبدعاته من أجل حقوق المواطنة وتشريع مدنية الدولة التي ناضلت أروى عنها كثيراً وعملت بجهود مكثفة ولاتزال تعلن مواقفها كل يوم وبشجاعة في تشريع جانب الحقوق والحريات لليمنيين دون تمييز، والسعي إلى تحقيق طموحاتهم في التعايش لبناء الدولة واستقرار الحياة والأمن نحو غد مشرق بالأمل والتفاؤل الكبيرين. نقول: مبروك إذاً لأروى الأديبة أولاً، وصديقتنا وزميلتنا في الحرف والكتابة الناشطة؛ ذلك أنها تستحق، ومكسب للثقافة واليمنيين بشكل عام؛ ولأنها عُرفت بجرأة مواقفها الشجاعة ووعيها المدني الناشط والمتفرّد بشخصيته المؤثّرة، ولابد أن يقف كل المبدعين والمبدعات والمهتمين بالثقافة والإعلاميين والسياسيين وأصحاب القرار إلى جانبها لدعم تحقيق مطالب المجتمع والحقوق الثقافية للأفراد باعتبار أن مفهوم الثقافة “مفهوم فضفاض” وليس مقصوراً فحسب على الأدب أو مجالات الرواية والشعر والنقد والمسرح وغير ذلك. والثقافة قبل كل شيء منها يبدأ الأمر بجدّية في ترميم الهوية الوطنية وعلاقة الإنسان والجغرافيا والثروة بتوزيع عادل ومنصف عبر الاهتمام بالعلم والتعليم بمستوياته المختلفة، إنها تحديات كبيرة تنتظرنا جميعاً كيمنيين للتفاعل من أجل بناء حقيقي للإنسان والدولة كقضية وطن وهوية مدنية ووطنية في التعايش والمواطنة والحقوق وإشاعة العدل الاجتماعي والسلم الوطني العام والشراكة المجتمعية في صناعة القرار السيادي للبلد. [email protected]