الفكرة بدأت بفريق اسم نفسه “رسل الحوار” خاض عدة جلسات نقاشية آخرها استضافها مركز الإعلام الثقافي CMC, ترأسه الناشطة والإعلامية اليمنية وداد البدوي. وكنت حضرت الأربعاء الفائت الجلسة لمعرفة طبيعة نشاط هذا العنوان وطموح أصحابها من خلاله الكاتب والمثقف التنويري المعروف عبدالباري طاهر كان حاضراً إلى جانب الدكتورة إبتسام المتوكل استهلا معاً حديثاً تركز حول جوانب أساسية مست تشريع التعليم ومبادئه الأساسية بعيداً عن طبيعة الصراعات السياسية التي كثيراً ما تغلف بتأويلات وعشوائيات وخلفيات تطرف توسع من فجوة ومأزق الهوية الوطنية وكما تعيق الصراعات علاقة التعليم ببناء الإنسان وبناء الدولة المدنية إشكالية تبادل “الإعلام الموجه” كانت هي المداخلة الأبرز بعد الاتفاق على تأسيس مبادرة “مثقفون من أجل الحياة” كان من أبرز ما وقفت عليه هذه المبادرة بإجماع المشاركين والمشاركات هو إدانة الحرب بأنواعها وأشكالها المختلفة كما أجمع حولها المشاركون على ضرورة تنبيه الإعلام بوسائطه المختلفة إلى لازمة “المواطنون الشرفاء” وهي غالبا تأتي من قبيل التضايف في سياق الخطاب أو البيانات التي تستخدمها بعض القوى والأحزاب السياسية وتسيء غالباً إذ تعطي دلالة انتقاص لدى مواطنين آخرين قد يشعرون أنهم ما دون صفة “الشرفاء” أو أن هذا انتقاص يمس بصورة تمييزية مسألة المواطنة كمفهوم. ما أحوجنا في لحظات حرجة وصعبة كيمنيين إلى استعادة دور الإعلام والمثقفين في تخاطب مدني بوعي نقدي يقف على الحياد دونما تمترس. وعلينا الوقوف بجانب الشعب على أساس من المواطنة المتساوية دون الإفتئات على فرد أو جماعة بعينها من قبيل الإقصاء والتعبئة الخاطئة والتوجيه أو الاحتشاد كخلفية تتبناها أطر إعلامية ووسائط متعددة كما يلمس الناس هذه الأيام بينما تعمل بعض مراكز ومنظومات إعلانية بعينها على - تسييس الشعور بالخوف - لدى المواطنين. لمست أثناء حضوري جلسة “رسل الحوار” الجدية في إطار احترام ثابت القاسم المشترك العام للهوية الوطنية لليمنيين وهي موضع إجماع اليمنيين على ضرورة وقايتها بالتنوير الثقافي وتحصينها بالمطالب المدنية السلمية وبأي شكل من أشكال الخيار المدني والوطني والمشروع بالتضحيات كحق الاحتجاج أو التظاهر برقي حضاري عالي المستوى لإيصال تأثير الرسالة. [email protected]