لا تعطي أغلب الوسائط المتاحة للإعلام في المشهد اليمني أي مؤشر على ما يمكن أن نصفه بإعلام حر أو “إعلام وطني” تكون له صلة بالشأن العام وقضاياه المختلفة التي تمس احتياجاته وتمس علاقة الإنسان الأساسية ودوره التفاعلي المفترض كعلاقة شراكة وتحفز على تنفيذ مطالب الناس كقوة ضغط أو جماعات “رأي عام” تعبر عن جوهر احتجاجاتهم أو تذمرهم الطبيعي إزاء واقع لا تتوافر فيه أدنى الشروط لتنمية مجتمع وبناء إنسان بالمعنى العلمي والبيولوجي لمسارات التعليم والتدرج عبره في مستويات النموي والتنامي الطبيعي للحياة والبشر على صعيد حركة الحياة والعمل والرقي وصناعة التوازنات في العيش بشكل افضل ونتيجة لنظم حجب المعلومة تتكاثر موجهات سياسيات ومصالح يتدخل غالباً فيها البعد الأمني في الصراع لمراكز النفوذ بنمطية خطاب مضمر ومحرض تتحكم دلالاته الألسنية بإطار منظومات الوعي على مستوى الأفراد، وذلك بما يلبي سلطات مراكز قوى بعينها تمارس تغييب المجتمع والقفز على سياقات وتواريخ نضالاته وتضحياته التي تراكمت من أجل بناء الدولة لإيجاد حالة مستقرة تؤمّن قدراً من التعايش بين مواطنيها, غير أن قوى نافذة كثيراً ما يتحدث اليمنيون عنها كل يوم كأدوات تعرقل المرحلة ولاتزال تحاول وأد ما يطمح إليه المجتمع من تحول إيجابي تتخلق مؤشراته رغم حالة الإحباط العام التي لايزال الناس يأملون بقيم حضارية ومدنية تؤسس لدولة قادمة تحتضن المجتمع في دائرة مواطنة واحدة بعيداً عن عنصرية المتضاربين من أطراف الصراع الواقع اليمني لا يزال يعيش حالة متناقضة ولا أحد من السياسيين يريد أن يتحمل فيها أي مسئولية تاريخية تجاه معادلة مختطفة بيد تحالفات تتم بين أقطاب في السلطة ونافذين في القبيلة ومحرضين باسم الدين والعسكرتاريا ضد مسارات مرحلة جديدة يتوخى الناس أن يخرجوا من مآزقها السياسية المصنوعة, في حين تتفرد بعض وسائل الإعلام باستمرار اللعب أو الرهان عبر ورقة الإعلام كآخر ورقة ربما لها، حيث تبدي بعض الأطراف رعباً وتوجساً تجاه بعضها, لتنطلق من جانب آخر نحو التحريض والفتنة وتتمترس بنفس الخطاب أيضاً في حين تصور أقطاب في الصراع أيضاً كون المواجهة بين الجيش وطرف واحد في الصراع، في حين أن التوصيف الأممي يقول إنها «مليشيات مسلحة» ونعلم أن غاية كل منهمها الاستحواذ على السلطة والثروة نحو تنمية الاستبداد وإعادة إنتاجه بصورة شمولية وعائلية أكثر فداحة من ذي قبل وفيما اليمن لا تزال بمراحل انتقالية مستمرة ومتواصلة تراوح بعض القوى الظلامية الإبقاء على أحلام اليمنيين محل انتظارات, تريد القوى المتغولة في نهب الثروة على مدى عقود إهلاك الإنسان وموارده أن تعرقل ما أمكنها، مستغلة في ذلك توافر مجموعة عوامل تحاصر صاحب القرار الذي يجد نفسه ربما أن عليه إدارة الأمور بعيداً عن فتنة البعض التي تقبع بجوار طاولة مكتبه ,مستخدمة في ذلك الإعلام كسلاح خطير ضد وزير الدفاع لإبقاء البلد المنهك تربة لبؤرة صراع مستدام, ما ساعد ويساعد في اتساع مشهد الصراعات المصنوعة سياسياً بالطبع كما تعتمد ذلك أجندات وحسابات مصالح جيوسياسية وإقليمية باتت توجه طبيعة الصراع عبر أدواتها في الداخل مصالح ضيقة لجهويات ومشيخات وجنرالات فيد وحروب وصراعات تستهدف إبقاء الصراع لفائدتها واستبعاد الشعب من معادلة السياسة والمصالح والثروة بدلاً من تطبيق معيار العدل والمساواة في توزيع الثروة والحقوق وضمان الحريات واستتباب الأمن, كل ذلك ليتسنى لذات القوى الكهنوتية التي تريد اليوم بعض القوى التي كانت “مميلكة” التظاهر بلبوس« النظام الجمهوري» وتزعم وقوفها باسم الدفاع عنه, وهي من كانت تجيش لحصار صنعاء لإجهاض فكرة “الدولة الوطنية” منذ أكثر من أربعة عقود وما تزال غايتها بكل أصولية وعنجهية المزيد من نهب مقدرات البلد وانتهاك أرضه وإنسانه وعرضه وترابه وسيادته وكرامته وتبديد وهدر موارده الطبيعية وماله العام وماتزال حتى الآن. [email protected]