عندما تُمنع غزة من الاحتفال بذكرى وفاة الشهيد الراحل ياسر عرفات في 11 نوفمبر 2014م فعلى المقاومة السلام, وعندما يتم تفجير منازل خمسة عشر قيادياً من حركة فتح في غزة والمسرح المعد للاحتفال بذكرى وفاة أبي عمار قبل الفعالية بخمسة أيام، فعلى التوافق والمصالحة الفلسطينية السلام. وعندما نتذكّر جميعاً عشرين متهماً أعدمتهم حركة حماس في يوم واحد وسط شوارع غزة بتهمة التخابر مع العدو بدون محاكمات عادلة وذلك بعد مقتل ثلاثة من قيادات القسام في غارة إسرائيلية إبان الحرب الأخيرة على غزة بدعوة حماية المقاومة وتأمين ظهرها. وعندما نتذكّر في العام 2010م في مهرجان أفلام المرأة بعيون السينما منع سلطة حماس عرض الفيلم الفلسطيني «شيء حلو» والذي تدور أحداثه في أعقاب حرب 1967م عندما احتلت القوات الاسرائيلية قطاع غزة بسبب مشهد مدته أربع ثوانٍ تظهر فيه فتاة بشعرها الطويل وهي تمر من أمام الجنود الإسرائيليين بحجة الحفاظ على القيم والتقاليد المحلية التي تتبناها حماس وليس ما يوثّق له الفيلم في سبعينيات القرن الماضي، وعندما نتذكّر في العام 2012م منع النساء من أعضاء السرك القومي المصري تقديم عروضهن بدعوى حماية الأجيال والأخلاق والقيم والحفاظ على الحياء العام لأبناء غزة، مع العلم أن غزة لم تكن يوماً قندهار أو تورا بورا قبل مجيء حماس لكنها كانت دوماً مقاومة ورافضة للاحتلال، وعندما يسكت الإعلام العربي والمفكرون العرب عن الكثير مما تفعله حماس بنفسها وبغزة وبالمقاومة بدعوى حماية المقاومة فعلى العرب السلام. إن القضية الفلسطينية قضية العرب جميعاً وياسر عرفات رمز لمقاومة كل عربي، وكما نتضامن مع غزة وأبنائها وهم يواجهون الحصار والعدوان الاسرائيلي يجب أن نتضامن مع غزة وأبنائها وهم يواجهون القتل في وسط الشوارع بتهم التخابر بدون محاكمات ونتضامن مع غزة وأبنائها أيضاً وهم يواجهون الاستبداد والتطرّف والتهميش والاعتقال بدعوى حماية المقاومة وكما نرفض أن يُحرم الفلسطيني من أرضه بسبب الاحتلال يجب أن نرفض حرمان الفلسطيني في أرضه ووطنه من إنسانيته وحقوقه في الحصول على محامٍ يدفع عنه التهم أمام محكمة عادلة وحقه في مشاهدة فيلم وثائقي، وحقه في مشاهدة عروض السرك كبقية شعوب الأرض، وحقه الأصيل في الاحتفال بذكرى رمز ثورته ومقاومته أبو عمار بكوفيته الفلسطينية وبدلته الجاكي. لقد مارسنا جميعاً سياسة غض الطرف عن ممارسات غير إنسانية ومتطرفة في غزة بدعوى حماية المقاومة والقيم والحياء العام لأهل غزة والآن لغزة ولنا جميعاً أن نعرف احتفالية الذكرى العاشرة لرحيل عرفات في غزة بأي ذنب قُتلت، وطريقة المنع والحضر المشبوهة والمعززة برسائل للمعنيين عن الفعالية في غزة تصفهم بالكفرة والزناديق وتمنعهم من إقامة الفعالية بعد تفجير المسرح الخاص بالفعالية ومنازلهم وسياراتهم في وقت واحد كيف مرت, لغزة سيدة المقاومة ولنا جميعاً أن نعرف هل الاحتفال بذكرى رحيل الشهيد ياسر عرفات في غزه يسيئ إلى الحياء العام لأبنائها أو يجرح في الأخلاق والقيم، أم إنه يضعف المقاومة ويهدّد أمنها، أم أنه كان على ياسر عرفات أن يستبدل بدلة الجاكي والكوفية الفلسطينية بالثياب الأفغانية حتى يروق للمقاومين الجُدد. وختاماً غزة لن تنسى عرفات، وذاكرة العرب المتعبة لن تنساه.