في شدةِ حماسها وهي تتابع المباراة شقت صفوف المشاهدات في تلك الغرفة الضيقة،لحظة قبض حارس المرمى الكرة بين يديه حتى لا تكون هدفًا ثانيًا على شباكنا الوطني..وقبّلت الشاشة بحماسٍ كبير؛ وسط صراخ الفتيات خشية أن تستقر في الشِباك، فكانت المفاجأة أن قبضها الحارس الشجاع بكلِ قواه وأضاع فرصة الفريق الآخر أن يسدد هدفًا ثانيًا. تلك لقطة من عدةِ لقطات ضرب خلالها الجمهور اليمني أروع الأمثلة في حبه وعشقه للرياضة. فقد أبهر فريقنا البطل الجميع بأدائه وأعاد الهيبة التي افتقدتها الكرة اليمنية منذُ زمن،وعكس صورة إيجابية رغم الخسارة..فالفرق كبير وشاسع بين أداء المنتخب في خليجي(22)، وغيرها من الدورات السابقة التي كان يغادرها بما لايقل عن خمسة أهداف على الأقل...! ولا غرابة لأن هذا فريق الناشئين الأبطال الذي كاد أن يصل إلى نهائيات كأس آسيا..فهو منذٌ ظهوره الأول وأدائه رائع جدًا.. ما يهم هنا أن تهتم وزراة الشباب والرياضة بدعمِ هذا الفريق المتميز؛وإعطائه جرعات تأهلية أكبر حتى يتمكن من الخروجِ بمستوى الكرة اليمنية المتعثر أساسًا، وتقديم العون له وعدم تشتيته بالبحثِ عن لقمةِ العيش حتى لا نخسر فريقًا ولد على أرضِ الملعب قويًا، كما أن ما يُخشى منه أن يتم شراء اللاعبين المتميزين من قبلِ دولٍ معروفة بشرائها للاعبين من جنسياتٍ أخرى ، فحين يجدون خيبة الأمل في دعمهم يغادرون أرض الوطن حيث يتم شرائهم لتمثيل تلك الدول، فأقوى وأفضل اللاعبين الآن في بعض الفرق الخليجية من أصولٍ يمنية للأسف..وأنا هنا لا ألومهم أبداً، فقد تكون لهم مبرراتهم، كالتهميش وعدم إعطائهم المزيد من الاهتمام ،فمن الطبيعي أن يبحث له عن مصدر عيشه وأسرته حتى يتمكن من الاستمرار في الحياة. نأمل ألا نسمع ذلك أبداً في هذا الفريق العملاق،ولا ننسى أن نبرقَ تحية تليق بالجمهور اليمني الذي جاء من أقصى الدول الخليجية لمساندة وتشجيع فريق منتخبنا الوطني. فمن تلك المواقف الرائعة أن قام أحد تجار الوطن من المغتربين في السعودية بإغلاق متجره الكبير،ووضع عليه لوحة كبيرة:(مغلق من أجل اليمن)،وآخر يعمل خياطًا قام بخياطة مايقارب 5 آلاف علم يمني ووزعه مجانًا على الجمهور المشجع للمنتخب،مواقف راقية تتجسد فيها الروح الوطنية في المهجر..ورسم لحمة وطنية كبيرة،تقول:«هؤلاء هم أحفاد بلقيس..من ساندوا الرسول العظيم، ونشروا الإسلام بأخلاقهم الرفيعة.