في العام الماضي جاء الشتاء ببرده وقسوته على الفقراء، ورأينا مبادرات شبابية للمساهمة في مساعدة المساكين ودفع الصقيع بعيداً عن الكثير من الأطفال والضعفاء. كانت هناك حملة اسمها « دفء » عملت وتحركت كثيراً ووصلت إلى أطفال ونساء لايجدون مايقيهم البرد. هذا العام قرأت عن حملة اسمها ..« أنا بردان». لا أعرف القائمين عليها، لكن عرفت أنهم عظماء كسابقيهم، فكم هي عظيمة تلك الحملات الإنسانية التي يقوم بها بعض الشباب لمساعدة الناس مثل «دفء». و«أنا بردان» لجمع ملابس وأغطية تقي المساكين من الصقيع الذي لايحس به الميسورون، تطربني هذه الروح وأنتشي منها، حتى الأسماء تعكس إحساساً راقياً وعظيماً «دفء » و«أنا بردان» هذا إحساس يبشر بالخير، وفي مثل هذا فليتنافس المتنافسون مش«اندعه» و«قوصه» و« اقتل ابوه» و«انهبه» وماشابه من وظائف إبليس اللعين. عندما يصيح المجتمع...« أنا بردان»،لأن بعضاً منه ينهشه البرد أو يصرخ الماً ...أنا جيعان، لأن أناساً جوعى، فهذا يكشف عن خير في المجتمع وأخيار. أعمال عظيمة انتشارها يقي المجتمع مصارع السوء التي تتعرض لها البلاد والعباد بفعل أطماع الأشرار منا والآخرين ، ويزداد الأمر سوءاً عندما نعرف أن أطفالاً و نساء وضعفاء يلتهمهم البرد، فقدوا الفراش والمأوى ويسكنون العراء في البيضاء ورداع بفعل قصف الطائرات القريبة والبعيدة وراجمات صواريخ الجيش والمليشيات وحروب الأشرار على رؤوس الضعفاء الذين يفجعون ببيوتهم وأغطيتهم ويلجأون إلى الكهوف وبيوت الريح ومنافذ الصقيع دون أن تسقط عليهم دمعة أوتتحرك من أجلهم شعرة، وهنا يفتح باب غضب الله على الجميع، سيغضب الله من أجل خلقه وهو يمهل ولايهمل وهو الرحيم المنتقم وستجري سننه على الظالمين . هنا وهناك تراحموا تحسوا بلذة الحياة وكرامة الإنسانية وارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء. [email protected]