يتساءل الإنسان العادي، والمثقف والأُمي، الكبير والصغير وحتى الساسة أنفسهم.. الكل يتساءل عن الوضع الراهن الذي نعيشه اليوم من احتقانات وتشظٍّ في كل مكونات الحياة ومناحيها ومعانيها ومعالمها الجميلة التي كنا نراها في مناماتنا وأحلامنا فقط.. حتى اختفت فلم نعد نرى شيئاً منها أو نحلم، فقط القتل والقتل الآخر.. وضحايا أبرياء.. لم يجف الدم يوماً في بلد الحكمة، الخراب والسراب والاحتراب يتسيّدون مساحة وطن.. (16) فتاة في عمر الطفولة ينتهي أمرهن بلحظة و(10) أرواح تتبعهن بنفس اللحظات.. أي جنون هذا..؟ وأي خراب وحساب بين هذا وذاك بهذا الشكل العبثي، دون أي اعتبار لحياة الآخرين وشعورهم وحقهم في الحياة الكريمة في وطن يتسع للجميع؟.. هل يُعقل أن يتملّكنا الغباء والعمى ونسلّم أيدينا وأمرنا إلى الشيطان.. حتى وصلنا إلى هذه الصورة المزرية والعفنة..؟ الجواب “ نعم” والكل يلعن ما يحدث..! حتى من هم قائمون وقاعدون على الأحداث التي لا تنتهي.. من القتل والإرهاب والفساد.. والإجرام والتقطّعات والتخريب.. إلخ. حتى مسلسل “طفّي لصّي” طغى على كل المسلسلات التركية والهندية.. وغيرها لا ينتهي. وكل شيء في بلادنا صراحة صار مسلسلاً لا ينتهي، لأن عدوى الفوضى تلازمنا في كل شيء واللا مبالاة “وكل من يغنّي على ليلاه” وكأن الوطن لا يعني أحداً.. وما يحصل هنا وهناك لا يعنينا، فمن المعني إذن؟ فعن أية بطولات قد يتشدّق بها أي شخص قد يدّعي البطولة.. حين يُحاكي الأجيال أو تتحاكى عنه.. وأي تاريخ سيقبل من.. وصفحة من..؟ وقد امتزجت أوراق الربيع بالخريف وتساقطت جميع الأوراق أمام الناس وقرأوها وحفظوها جميعاً.. فمن يا ترى سيحفظ ماء وجهه..؟ وهل يُصلح الزمن ما أفسدته الحماقات.. ربما الأيام كفيلة بذلك.. ربما تأتي اللحظة التي يصحو فيها الجميع من غفلتهم«...» فيدركون الحقيقة.. وأن هذا الوطن بطوله وعرضه يملكنا جميعاً ونملكه، ويحتوينا ونحتويه.. نسافر ونمرح في سماواته وأرضه.. ونأكل ونشرب من خيراته.. التي تُغني ولا تفقر.. لو استعار أو استعمل المستأمرون علينا في هذا الوطن بعض القناعة والعقل والشهامة والرضا.. لأدركوا الخيبات والمآلات التي أوصلونا إليها وحجم الفرق وعمقه.. والخراب الذي حلّ بنا.. والخسارات التي خسرناها جميعاً.. التراكمات التي ورثناها وأنجزناها طيلة ما مضى من الوقت والزمن وحتى اليوم ربما.. بلمسة ترفّع وتعقّل ينجلي الليل وغيماته.. ويذهب الغباء وأخواته.. وينصلح عطب السفينة، وتعاود الإبحار من جديد.. رغماً عن الأمواج. ومضة شعرية: لم يعد للأمس.. وقتٌ.. كي نراه.. ويرانا اللي مضي يكفي ما معاهُ.. معاهُ واللي معانا.. معانا .... رابط المقال على فيس بوك رابط القال على تويتر