مهمة القيادي او الإعلامي او الناشط الجنوبي تبدأ من أول حرف يكتب فيه منشور ثم تنتهي بنشره في شبكات التواصل الاجتماعي ، أو مجرد كلمه يلقيها في تجمع حاشد أو فعالية ، مسيره ، اجتماع ، مقيل قات ، مقال ينشر في الصحف والمواقع الجنوبية التي أصبحت تنشر كل ما يصلها دون أدنئ تمحيص أو تدقيق . قيادتنا مجرد خاطره إعلامنا مجرد خاطره نشاطنا مجرد خاطره
مجرد خواطر تمر على النفس في هنيه من الزمن ، وننتشي بعدها كالقائد المنتصر العائد للتو من معركه كانت لصالحه . أي ثقافه نحن عليها ؟! وأي تغييب للوعي نحن فيه ؟!!!!!!!! نضالنا اتصال هاتفي مع هذا القيادي أو ذاك .. صوره تلتقط مع هذا او ذاك . سفريه طارئه في عواصم السياحة العربية ، نقاش او حوار عقيم مع من لا يفهم وممن لا يفهم .... في جلسات على الواقع او المنتديات وشبكات التواصل الاجتماعي في العالم الافتراضي . مجرد لحظات من الزمن ننفض ما بجعبتنا من ثرثرات لا تتعدى أسفل اللسان لا وعي لا ثقافه لا فكر لا رؤيه ولا يحزنون ، تشوبها كثيراً من المظاهر المفتعلة السمجة والشعارات الرنانة الجوفاء ... والشخصيات المشوّه بكل شيء مشوّه .
نضالنا أن نلعن ، نسب ، نشتم ، المجتمع الدولي والعالم الذي لم يمنحنا التحرر والاستقلال ، والاحتلال اليمني -حد وصفنا وتعبيرنا- لأنه هو من ضيعنا وأحتل دولتنا ، وقد كنا ما كنا في مصاف الدول الراقية والدول العظمى -كما نقول- وكذلك نلعن ، نسب ، نشتم الإعلام العربي والعالمي والشخصيات والوسائل الإعلامية بكل فج ووقاحه .. لأنهم -كما نقول- سبباً رئيس في مؤامرة التعتيم والتجاهل السياسي والإعلامي المفروض علينا شعب وثورة الجنوب ... نضالنا أن نعارض كل قول جنوبي ، هذا عميل وخائن ومأجور لعصابة صنعاء ..، وهذا غبي وجاهل وفاشل ، نستبق إصدار الأحكام والثرثرة قبل أن نسمع .
نضالنا ان نتحدث ونثرثر ونضع الحلول . لا يهم أن يسمع ويعي أحد ، أو نسمع نحن أحد ، فلا نسمع نحن الا أصواتنا .. لا يهم أن نتحاور أو نتناقش مع احد الذي يهم أننا أصدرنا رأيننا وكأنه أوامر عليا .... أن ناقشنا أو حاورنا مع جنوبي آخر ، فهو في إطار الشلة والمعرفة الشخصية فقط ، لأننا نستطيع أن نفرض رأينا عليه ويقبله منا ، في تبادل للأدوار والمصالح النضالية بيني وبينه ... إن كان كلامك وطرحك وطني جنوبي خالص يصب في مصلحة الوطن ويخدم الجنوب وأنا لا أعرفك وهذه الشلة لا تعرفك فلا مكان لرأيك عندي وبيننا ،"شكلك عميل وتريد اختراقنا " جهلنا وغبائنا يقول لنا ذلك ..
نضالنا الإيمان والاعتقاد الراسخ بأولي العلم من القيادات الجنوبية التاريخية ، والنشطاء الأوائل الأفذاذ الأبطال .. ثقتنا فيهم لا تهتز ، قد تهتز ثقتنا في أنفسنا لكن فيهم لا من المحال .. كلامهم وصلى الله عليه ، هم خير للوطن ، وهم صفوة الشعب المختاره من بيننا وأوساطنا .. وان حاولت ان تنتقدهم - "على الخفيف" فالكل خائف من النقد لهم- فأنت عميل وخائن ومندس و..و..و..و كثيراً من الصفات الرديئة السيئة مالا تخطر على بال أو عقل بشر ، نضالنا "كل شيء لا يعنيننا لا من قريب ولا من بعيد" -هذا الذي نفلح فيه- .. كيف نستعيد الجنوب لا يعنيننا !! .. كيف نكون لا يعنيننا !! .. ثقافتنا وعيننا لا يعنيننا!! .. كل العالم لا يعنيننا !! .، كل شيء لا يعنينا!! ..
نضالنا فقاعات من الصابون لا تدوم طويلاً ..، نضالنا ثرثرة قااااات ، نضالنا تخبط ، توهان ، تغييب لكل شئ ..
على هامش الثرثرة
مشكلتنا الحقيقية كجنوبيين هو شيء اسمه الخواء ... الكل يتحدث .. الكل يثرثر .، الكل يحمل شعارات ومبادئ وأهداف جوفاء أرآها بعيده كل البعد عن الواقع ، الكل وخاصه من أصاب بلوثة السياسة الجنوبية .. يعيش في عالم خاص به ، في زجاج عاجي نسجه له خياله المريض بأفكار سياسيه قديمة عاشها فتره من الزمن ولم يتكيف بها ويتأقلم بها مع الواقع .. الكل في حاله تغييب للوعي .. أشك أن يكون كل من في المشهد السياسي الجنوبي يحملوا ذرة وعي بالحاصل وبما يجري ويدور من حولهم . لم يكن للوعي عندهم حضور في فترة وجودهم ووجود الدولة الجنوبية .. فكيف يكون لهم أي وعي في طور فقد وضياع الدولة . العقلية القديمة لما سميت فترة الاشتراكي ، جميعهم فاقدي شيء .. اسمه التأقلم والتكيف مع الواقع ، ربما البيئة التي زرعت ونبتت أفكارهم وتصوراتهم فيها غير البيئة التي هم عليها .. لا يهم ذلك فكل من مثل هؤلاء في عِداد الفناء والتوهان والضياع .. لكن المؤسف أن نرى ونشاهد جيل جديد بُلي بمثل هذه العقلية وبأفكار وتصورات العجاوز المهترئة ... صدقوني لن يجنوا لنا غير الخراب للجنوب .، مثلما جنوا لنا ذلك في فترة عزّهم وتألقهم . فمن كانت ذروة تألقه ونجاحه خراب ، فما أنتم ظانون أن يكون في فترة عجزه وهو كسيح ...... !!!!
يا شباب الجنوب .. إياكم والانجراف في معمعة الماضي ، فهل أنتم مدركون كيف يتم خلاصكم من ذلك ؟! لا بد أولاً الاعتراف بذلك وبما بُليتم به ، وبما وصلكم منهم ، ثم الثورة بما تعني الكلمة من معنى من إرث وثقل الماضي التليد وتلك العقلية البائدة التي نرى آثارها فينا ، ونجنيها كل يوم وليله . الفكر الحديث ، العقلية الجديدة هي ما نحن في حاجه إليها اليوم .. نريد غربلة كل شيء . نريد التحديث والتجديد لخطابنا الثوري والسياسي والإعلامي والاجتماعي كذلك ... ضخوا دماء وأفكار جديده في جسد الثورة وفي عقولكم كذلك .... الجمود ، التبلد ، التخبط ، التوهان ، و .. و .. و ، كل ذلك من الماضي التليد ، ارموه وراء ظهوركم أن أردتم أن تفلحوا بغير ذلك وبالماضي لن تفلحوا أبداء
أبسط مثال لما نحن عليه البيئة الخاصة بك .. ان تناقش او تحاور شخص تشعر بمدى البُعد وكل البُعد الذي هو عليه منك ، نسج له خياله أنه الصح وغيره الخطاء .. تشعر بهوه عميقه بين أفكارك وبين أفكاره . التي أغلبها نشاز وشاذ في كثير من الأحيان .. تناقش تحاور أشخاص من جنسيات أخرى ترى الفارق الشاسع ... بين ما نحن عليه داخلياً وما هم عليه الغير إلا من رحم ربك .