- خرجت مهرولة واستقليت أول حافلة يمكن أن توصلني إلى مبتغاي، حاولت ترتيب الوقت بين هنا وهناك حتى لا أتعثّر بمزيد من المهام إن أنا تأخّرت عن موعدي المترامية تبعاته أمام ناظري، وعندما وصلت وجدت نفسي مضطرة إلى الرد عن أسئلة ما كنت أرغب في سماعها، ومن ثم وجدت عوائق روتينية أصبحت أملُّ تكرار سماعها، وأخيراً وصلت؛ لكن كان عليّ أن أسمع كثيراً من الشكوى مقابل أن أحصل على خدمة. الكثير من الهموم التي أهرب منها ولا أريد أن أحدّث نفسي عنها حتى لا تلازمني؛ كان عليّ أن أسمع تارة وأشارك أخرى حتى أستطيع التمرُّد على تلك الهموم، وأخيراً تبادلنا التحيّة وعدت مرة أخرى ألاحق الرصيف لأصل إلى موعدي الآخر، كنت أمشي وأبتسم وأنا أرى أحدهم يمشي حافي القدمين على الرصيف الحار وقت الظهيرة، ويشدو بأغنية لا أسمع تفاصيل كلماتها، لكنني أراه مبتهجاً رافعاً رأسه نحو الأفق، يمتطي صهوة الفرح وهو لا يملك حذاءً يقيه حرارة الإسفلت؛ لكنها الحياة تجعله يبتسم وهو الفقير بينما مهموم ولديه ما يساعده على حياة أفضل. - آه يا هذا المصقول بابتسامة مصطنعة تعلمتها من الشاشات الفضائية، عندما تريد أن تثبت رفضك لعمل الآخر، فلا تثبته بعمل مشابه لعمله لتبرز أنك قادر؛ بل حاول أن تثبته بشكل أجمل، وبطريقة أرقى من دون أن تنتقص من الآخر، وتذكّر أن القدرات لا تحتكرها أعمار الأشخاص بل الاكتساب والمعرفة والمران، وكما قالت العرب: “إنما المرء بأصغريه، قلبه ولسانه”. - عندما تشعر أنك محبط إلى حد التحطّم النفسي؛ فلا تنكفئ على ذاتك؛ إنما هي نعمة من رب العالمين أعطاك إيّاها لتبحث في صميم ذاتك عن مواهبك وقدراتك المختبئة تحت مظلّة خبرة أخرى؛ فاخرجها إلى الناس، فالباب الذي أغلق أمامك كان نعمة لتلتفت إلى بقية الأبواب المفتوحة التي غفلت عنها في حياتك. - للبكاء قيمة، فعندما يبكي الإنسان على شيء؛ فذلك دليل على أن هذا الشيء أصبح أثيراً لديه، فالبكاء إما أن يكون تفسيراً لعدم قدرته على التخلّي عن هذا الشيء أو لأن فقدانه سيثير في نفسه جروحاً من الصعب علاجها. - من الصعب أن تجد نفسك وحيداً من الأصدقاء بعد أن كنت محاطاً بكوكبة منهم ترفدك بالحب وتشاركك الأمل؛ لذلك لا تتوقف عن تكوين العلاقات، فالحياة تتجدّد والأصدقاء كذلك. [email protected] رابط المقال على فيس بوك رابط المقال على تويتر