السؤال الذي يطرح نفسه باعتباره انعكاساً لهموم وتطلّعات جماهير الشعب اليمني يكمن في التعرّف الحقيقي على مسارات المضي بالوطن في إطار الإدراك الكامل أن العوائق الماثلة أمام سفينته التي يفترض أن تكون مبحرة قد حدّت من تحركها تماماً.. نحن في انتظار بناء دولة! ليس لأن الكثير يعي هذا المعنى بل كون ظروف الواقع تجبرنا على البحث عن أقرب وسيلة يمكنها أن تخرجنا من وكر الأفاعي والذي يقبع أمام كل محطات هي من متطلبات حياتنا الرئيسية. في عملية البناء هناك خطوط ومعايير توجب بالضرورة العمل والأخذ بها وفي مقدمتها «الشراكة».. الشراكة بالفعل وليس بمجرد القول, وتعني إشراك جميع القوى والأطراف السياسية التي تمثّل كافة أطياف وشرائح المجتمع, وذلك للحصول على نتيجة توحدت في إطارها عموم الرؤى والمفاهيم, وأصبح التقارب الفكري هو اللغة والنكهة للحظة النهوض القائم من مختلف الجوانب. هناك أعمدة تعد الجانب الرئيس في تكوين الأساسات المتينة لبناء الدولة مثل «مسودة الدستور الجديد»، و«مخرجات الحوار الوطني».. هذه الأولويات خرجت إلى حيز الوجود بعد بذل جهود كبيرة بل وكلفت الوطن – قيادة وشعباً – العديد من التضحيات, ولكن لا ينتهي بها المطاف عند مرحلة الإعداد كون مرحلتها الأهم تكمن في “التطبيق”، وهذه الزاوية أو الجزء جميعنا ندرك مدى استحالة تنفيذه وفق الشروط, والأهداف المطلوبة في وضع يسوده التمزق والشتات – الفكري, والشعبي, والوطني- لهذا ليست الأسس والقوانين هي ما نفتقر إليه بقدر احتياجنا الشديد إلى لمّ شمل الأسرة الواحدة التي بمقدورها – من خلال الإجماع - تحديد صيغة المتطلبات الأساسية لعملية البناء المستمدة من كينونة الواقع, وهذا الالتفاف الوطني الذي نقصده لا يقتصر على إجماع يتم عبر توقيع الأطراف السياسية على – مبادرات, ومسودات ورقية - كون مطلبه الأساس هنا يمكن في “إرادة جماهيرية” ولّد العناء لديها رغبة جامحة في الخلاص من مآسي الحاضر لتصب كل الجهود, والتوجهات صوب بناء الدولة. ليس صحيحاً أن تلقى كافة أوراق مهام البناء إلى “عقر” طرف وقوى معينة ليس فقط لأن مذاق الكثير من أبناء الشعب قد لا يتماشى مع أسلوب وضع المقادير لنكهة عجين ستكون هي الطاغية، بل لأن هذا الطرف بمفرده قد لا يتمكّن من تجاوز الصعاب, والعوائق الماثلة أمام هذه العملية. الأمر الذي سيُبقي البلد وسط دائرة مغلقة من الصراع اللا منته، كما أن الحيرة ستكون هي العامل المشوش لكل خطوة يخطوها نحو ما إذا كانت الدولة التي سيبنيها هذا الطرف هي كما يريد الشعب!! أم كما يريد هو؟! لأن مجرد الاعتراض حول مسار واحد من تلك الخطوات سيعني الكثير من الهدم الناجم عن تجدّد الفوضى ما لم تكن هناك رؤية تقضي في طريقها على مجازفة تقديم عجين البناء بنكهة خاصة. [email protected]