“خالتي كلمتنا” قال لي صديقي العزيز عبود ناشر الإنسان الطيب مستطرداً والألم يعتصره أنها ودعت فلذة كبدها بعد أن أودعت في حقيبته كيساً من الكعك ودست في الزاوية الأخرى منها 3500 ريال.. أوصته أن يحتاط من برد صنعاء... في المساء هاتفته لتطمئن عليه وأكدت عليه أن لا يتدخل في السياسة وشؤونها أغلقت السماعة لتتضرع بدعائها إلى الله أن يتم قبول ابنها في اختبار القبول في “كلية الشرطة”.. وفي الصباح وهي منتشية ترعى الأم في ريف مدينة إب غنمها التي ستكون عونا لها كما تقول أم الشهيد في مساندة ابنها ماليا بينما تتكئ إلى جذع شجرة ترسم عدد النجمات التي سيحصل عليها ولدها بعد تخرجه وبعد أن رسمت صورته في مخيلتها وهو بلباسه العسكري... فجأة تأتيها عدد من النسوة ليخبرنها بمقتل ابنها ...يحملنها إلى بيتها وهي مغمية عليها.. غربت الشمس ومازالت مغمى عليها فقد كانت المأساة ومازالت تلك النجمات مرسومة تحت الشجرة ولم يُعرف ابنها بعد بين أشلاء تلك الجثث التي في ثلاجة المستشفى.. آه يا أبناء بلدي ما أوحش الطريق إلى النادي.. الإرهاب له خطوات وسيارات ومقود وظلال مظلمة الضوء الصباحات خربة والظهيرة ظهر مطعون بحناء من لحى ودم الشموس مدبوغة الوجوه وتبقون الشواهد. والشهادات والشهود أيها الطلاب الأبرياء أيها الأنقياء الهواء نفسه يبحت ليتنقى فلا يجد ظلالكم المزهرة وترجف دموعكم وهي تتوسل الجمادات البشرية وجدران النادي ومكاتبه الفارغة أن تأويكم منذ الظلامات وغبشة الفجر حيث كان الطريق يحلم بأقدامكم أن تسرع في الوصول وإهداء تكالاكم وردات الالتحاق العرق الذهبي أمكم الأرض. أيها الطلاب الضحايا يامن ضحيتم من أجلنا لم نكن نريد أن يقسو عليكم البرد وتفترشون العراءات في العراء يالقسوة الطقس ولامبالاة من لا يشعرون بذرة مسئولية تجاه امن وسلامة المواطنين الجريمة كانت هي المعشبة في جدار الحكومة والأحزاب وماتزال مدللة المجرمين ودعاة الإرهاب ومقاصل الفتك يا أيها الطلاب أيها الشهداء لم نعد نأمل بغير زهور تترنم في نوافذكم وتجهش الأغنيات والأمهات اللائي ودعنكم وهن يمسحن البكاء من أجفان الكرب. الإرهاب لادين له كما يقال فهو جريمة ممنهجة تدمر حياة مجتمعاتنا وبالخصوص المحيط اليمني وبيئته التي تريد قوى الظلام أن تحيلها كما يرغب دعاة التطرف بيئة للجريمة السياسية بأداة الإرهاب الأصولي المنظم فبدلاً من الاستيقاظ فجراً صار اليمنيون بأجيالهم من الشباب والطلاب كما يراد لهم من قبل قوى الظلام أن يستيقظوا تفجيرا لا فجرا مرتبطا برمزية النور والنهارات الوردية. نعم يريد الإرهابيون باسم الدين وبزعم قيم التدين “الوطني والسياسي” أن تتسع فجوة المأساة وتتزايد الفاجعات المؤلمة التي تحصد أرواح الأبرياء أطفالاً وشباباً ونساء ولا تفرق بين رجل أو امرأة أو أجيال تتفتح كالبراعم من الشباب والطلاب والطالبات. [email protected]