أيها القاتل تمهّل, أرجوك لا تطلق النار عليَّ, أنا مواطن, أنا أكاديمي, أنا قانوني, أنا ضابط، أنا جندي، أنا، أنا إنسان, الفرد والمجتمع أنا, المجتمع يحتاج إليَّ وأحتاجه كثيراً, أحتاجهم جميعاً, الشعب هو أسرتي الحبيبة, أيها القاتل, لا تطلق النار؛ اليمن تحتاجني وأحتاجها كدفء وحضن, أمومة حانية, تحتاج إلى صوتي, لغتي, إلى فمي, ودمي للحياة, وقلمي كنبضي يحتاجني. أنا طالب سأقف غداً ككل صباح مدرسي تحت سارية العلم, ولا أريد لصباحي ولا لغدي أن يكون بلون الدم والكآبات, الإرادة الحرة هي ما أنشدها, الحرية التي تحلم الشعوب الحياة بها استيقظت فيّ من عقود, وسأمضي لبناء الدولة اللا مركزية وكرامة الإنسان في الحقوق والحريات واستقرار الحياة. أيها القاتل, قد تكون أجيراً, وقد تقبض لزمن محدود جداً؛ لكن الشعب والدولة سيثبتان حتماً بإرادة أن نكون وتكون كرامة, فإن كنت مواطناً يا أيها القاتل فاجزع عن مهنة انحطاطك هذه في قتل الأبرياء, لا تصدّق أصحاب المصالح الضيقة وأصحاب المشاريع التي تخون البلاد والشعب أرضاً وإنساناً, فالشعب والأرض عرق المواطنين, هو الثروة الحقيقية التي تعمل وستعمل على تنمية الموارد الطبيعية الوطنية وإنمائها باعتبارها ذهب الأرض ومبدأ العمل والحياة والتشارك. الحقوق هي من سيضمن للجميع مواطنة متساوية دونما عبث وانتهاك للأعراض واغتيال لفلذات أكباد الشعب, فيا أيها القاتل, كُف عن البشاعة وتمهّل, لا تطلق النار, أنا طفل, رجل, امرأة, شاب, فتاة, أنا إنسان, أيها القاتل تمهّل, لا تطلق, أنا أعزلٌ؛ ألا ترى إلا من قيم العدل والحرية والحب ومدنية التعايش والتسامح ورقي المسلك والتعامل، أنا أحلم بسلام للجميع أيها القاتل. قد تكون لك حقوق أيها القاتل, دافع عنها بشرف, ولا تمتهن تجريف البشر بجرائمك وبشاعتك وانحدارك خارج كل قيم الأديان والأعراف والمواثيق ودساتير الأمم, لكن حتماً ستقع، سوف تقع، سوف تقع وتنكشف كل جرائمك ومسلسلات اغتيالك منذ عقود تحالفاتك المستمرة كل يوم في اغتيال الحياة والإنسان الفرد في أي مجال أو تخصُّص في بلدي وفي جهات عدة من العالم. لدي طموح أيها القاتل, أنا إنسان بسيط, لكنني أمتلك الإرادة التي من شأنها أن تكسر وتصد أي طغيان يتمادى ضد إرث ونضالات وتراكمات ما ضحّى من أجله الشعب كي يستقر ويعمل بسلام, في ظل دولة هي الشعب لكن بأسس معيارية كما يرتجي ذلك وكأي إنسان في العالم, أريد أن أعيش, أن أحيا بكرامة, وبلدي ليس فقيراً أيها القاتل. أعرف أن كلامي لا يعجبك أيها القاتل, ويمكنك أن تعاجلني دون أن تخسر شيئاً كما تتوهّم, أقولها بشجاعة أينما تكون أيها القاتل فأنت ضحية قبل أن تكون مجرماً, قد تكون ضحية منذ طفولتك, وكان يجدر أن يُعاد تأهيلك نفسياً وأخلاقياً إلى سلوك وحضارة الناس الأسوياء, لكن مدرسة الانفلات والصراعات وانحطاط الأسر المتنفّذة والمصالح الخاصة لها قد جعل منك محض أداة وداء بالمادة والإجارة ومرضاً خطيراً لم تشف منه بقدر ما تحوّل إلى فيروس لا علاج له كما يبدو سوى بيقظة الإرادة الحرة وضمير الشعب للوقوف مع نفسه وتحرير عقله وإرادته من ثقافة الموت التي يعد أصحابها «القتل وجهة نظر». أيها القاتل، أنت تغتال الحياة والناس أجمعين, حين تقتل أو تغتال إنساناً هنا أو هناك, ولأي غرض كان أو مصلحة أو حسابات أعمت أصحابها عن طريق يوصل لرضا الناس وثقتهم كما أعمت وتعمي المصلحة الضيقة أنفس أصحابها بالدناءة والخسّة والانحطاط غير المسبوق, فلا استنارة ضمير ولا وهج شعور يرى ويلمس أو يحسُّ بإحساس شعوره ويضع مصلحة الشعب والوطن فوق أي اعتبارات, لكنك أيها القاتل يا من تزعم «التدين الوطني» حتماً ستقع في يوم ما قريب ومن وراءك, وحتماً سينجو الجميع من مواطنين وصفات عدة في مجالات عدة وتخصصات وأحلام وأجيال, سوف يزهرون كالبراعم في دولة الجميع. الشعب لأكثر من نصف قرن وهو يحلم ويضحّي, أيها القاتل, الشعب لايزال يحلم بدولة لامركزية وبديمقراطية ومساواة تملأ الآفاق, الشعب يحلم بقضاء مستقل وعدالة بعيدة عن كل التأثيرات السالبة لشخصية حيادها, ولايزال الشعب يحلم وسيمضي رغماً عنك أيها القاتل, رغماً عنكم أيها القتلة. الدولة اليمنية قادمة, لا أحد فوق القانون, ولا أحد فوق الجميع, أيها القاتل هل تسمع كلامي, أعرف أنك لا تصغي سوى إلى جنرالاتك وجهوياتك البنادقية, وأنك لا تعترف بالحياة كهوية للسلام والموسيقى وحضارة الرقي في السلوك والعيش الكريم, لكنك لست حراً بالطبع؛ لأن الفرد هو الأخلاق, والشعب هو رديف الحرية ونبضها حينما يريد وقد أراد أن يحلم وسيحلم غير مرة؛ لكن هذه المرة في تثبيت دولته بأسس مدنية ومعايير وطنية كما يأمل بعيداً عن جيوب الفساد وعناوينه الفاسدة. لايزال الشعب يحلم أيها القاتل ولم يمت الشعب, كما يتوهّم البعض ممن يوجهون بوصلتك إلى الدم, أيها القاتل, أيها القتلة, الشعب سيبني ويتفاعل في بناء دولة اتحادية ديمقراطية لامركزية بأسس وضمانات إرادته أولاً قبل أية ضمانات من أي نوع دولية أو إقليمية, الدولة هي الشعب, ومشاركته هي رقابته وعينه الحارسة على ترابه وحقوقه وأرضه وأبنائه من المواطنين, الإرادة الحرّة هي الشعب, وهوية الحياة في الإنسان, وما عداها يكون الموت هو الحاكم الفعلي لقطعان التفلُّت. سيمضي الشعب في طريقه الصحيح، ولن تذهب دماء شهداء وجرحى الثورات جنوباً وشمالاً هدراً, بل ستسير في درب طبيعتها لتصنع الحياة وصيغة الدولة واستعادة فعل في إدارة في مدنيتها وإدارتها وتدبيرها لشأن الحياة، حياتها بعقلانية وأسس مدنية وفق معايير الحرية في المواطنة والحقوق المشروعة والعدالة الاجتماعية والإنصاف والتداول. [email protected]