دائماً ما نؤكد ونقول إن تنظيم القاعدة بفروعه المختلفة يجد في الأزمات التي يشهدها البلد فرصة لإعادة ترتيب صفوفه والنمو والانتشار في أكثر من منطقة ومكان.. طيلة السنوات الأربع السابقة انتهز هذا التنظيم الإرهابي الأزمات المتلاحقة التي تعصف بالوطن ليتمدد ولا يبالي، حيث لا جيش يوقف نموه ولا حكومة ترعى شؤون البلاد والعباد ولا دولة تستشعر هذا الخطر الذي يمثله تنظيم القاعدة وبقية الجماعات الإرهابية الأخرى.. اليوم اليمن بكاملها تشهد حالة فراغ مخيف.. لا رئيس.. لا حكومة.. ولا أحزاب ومكونات سياسية تستشعر مسؤولياتها لإنقاذ اليمن من الكارثة المحدقة ومن التنظيمات الإرهابية التي تدبر وتخطط وتهندس للاستيلاء على مناطق ومحافظات جديدة.. عناصر القاعدة عادت إلى أبين وحاولت الأسبوع الماضي إسقاط معسكر للجيش بهدف السيطرة على المحافظة مجدداً.. وفي لحج هددت عناصر القاعدة بإسقاط لحج، والهجمات التي تشنها عناصر هذا التنظيم على بعض المقرات الحكومية يؤكد مساعي تنظيم القاعدة في استغلال الأزمة الرئاسية للتمدد والانتشار والاستيلاء على أماكن جديدة أو العودة إلى نفس المناطق التي كانوا يتواجدون فيها قبل أن يتم استعادتها من قوات الجيش.. وفي حضرموت والبيضاء لا تختلف الصورة عن أبينولحج..، كما أن المشهد العام في محافظة مأرب هو الآخر يكشف عن تحركات مكثفة لعناصر هذا التنظيم..، وقد أعلن تنظيم القاعدة رسمياً مشاركته إلى جانب مسلحي حزب الإصلاح في المواجهات التي شهدتها المحافظة الخميس الماضي ضد حملة عسكرية مسنودة بعناصر من أنصار الله.. كما أعلن تبنيه تنفيذ عدد من العمليات الإرهابية ضد الجيش واللجان الشعبية في ست محافظات خلال الأسبوع الماضي.. الأزمة القائمة التي سببتها استقالة الرئيس عبدربه منصور هادي وحكومة بحاح وانشغال الأطراف السياسية بالبحث عن حلول بعيداً عن الحل الدستوري وجد فيها تنظيم القاعدة فرصة مواتية ومناسبة لإعادة ترتيب أوراقه وفي الوقت نفسه الذهاب صوب تنفيذ العديد من العمليات الإرهابية الهادفة إلى تشتيت الجيش واللجان الشعبية، وتشتيت الأطراف السياسية نفسها.. الأطراف السياسية وبسبب هذا التشتت الذي تعاني منه أوجدت أرضية خصبة لنمو وتكاثر وانتشار عناصر تنظيم القاعدة..، وهي بذلك تتحمل المسؤولية الكاملة عن هذا التمدد الإرهابي لعناصر تنظيم القاعدة.. ما نخشاه أن يؤدي عدم التوصل إلى حل سريع وعاجل للأزمة القائمة إلى إعلان تنظيم القاعدة عن سيطرته للمحافظات المذكورة سابقاً وزيادة تصعيد الأزمة أكثر وأكثر.. فهل تستشعر الأطراف السياسية مسؤولياتها وتدرك أن استمرارها في التيه السياسي سيجعل الطريق سالكة لعناصر تنظيم القاعدة ويسهل لهم بسط سيطرتهم واستحواذهم على مناطق كثيرة في عموم محافظات الجمهورية؟!.