هناك أفعال تسيء إلى ديننا الإسلامي السمح وإلى الأمة الإسلامية، وهذه الأفعال السيئة مدانة من قبل المسلمين قبل أن يدينها بقية العالم؛ لأنها أفعال لا يقرها دين ولا يقرها أي قانون وضعي، ولأنها أفعال وأعمال إجرامية لا تخرج عن القتل والحرق والتدمير، وهذه الأفعال يقوم بها شرذمة محسوبة على الإسلام، وهم في الحقيقة أبعد ما يكونون من هذا الدين الحنيف الذي أعطى الحرمة للنفس البشرية وحرّم قتلها إلا فيما جاء به الشرع، وهي أعمال تسيء إلى الإسلام والمسلمين، مما جعلت هذه الأفعال الإجرامية مادة خصبة وغنية للمتربصين بهذا الدين العظيم؛ حيث صوروه بأنه دين للإرهاب، ويجب محاربته. وما نشاهده من مظاهرات وما نسمعه من تعليقات من قنوات فضائية وإذاعات أوروبية وأمريكية وكثير من قنوات العالم والوسائل الإعلامية المختلفة لهو دليل واضح على ذلك؛ إذ أصبحت هذه الوسائل تنال من هذا الدين الحنيف، حتى وجد المسلمون في أوروبا وأمريكا أنفسهم في أوضاع صعبة وغير قادرين أن يوجدوا مبررات لمثل هذه الأعمال الإرهابية التي نسمع عنها من حين إلى آخر وفي مختلف مناطق العالم؛ لأن العالم كله أصبح هدفاً لها، وليس هناك استثناء بل القتل والتدمير لم يستثن بلداً عربياً أو إسلامياً عن غيرها من بلدان العالم، وأصبحت مثل هذه التنظيمات الإرهابية هي العدو المشترك لكل الأديان والأجناس المحبة للخير والسلام. الإسلام ضد كل أعمال القتل والتخريب، والآيات القرآنية والسنة النبوية الشريفة تؤكد ذلك، فأي مفهوم للإسلام عن هذه العصابات الإجرامية هل هو الحرمة والقتل، أم أن الإسلام غير ذلك تماماً؟. الإسلام هو واحة واسعة للحب والتعاون والخير لكل البشرية دون استثناء، فكيف لهؤلاء القتلة أن يفهموا الإسلام بما يفعلونه؟ وهي أفعال يقف ضدها بل ويحاربها المسلمون قبل غيرهم؛ لأنها تسيء إليهم في الأساس، بينما المسلمون من هذه الأفعال بُرَآء، وعلى من يشككون بهذا الدين أن يرجعوا إليه ويدرسوه ويفهموه، وهم بذلك سيجدون أنه ضد هذه الأعمال البشعة. ما ذنب أولئك الذين يتم قتلهم ذبحاً كما تذبح النعاج؟ وما الفعل الدنيء الذي قامت به تلك العصابات الإجرامية في حق الطيار الأردني بحرقه وهو حي؟. إن ذلك يؤكد أن هذه العصابات بعيدة كل البعد عن الدين، وأنها قد فقدت صوابها من خلال التعبئة الخاطئة التي تشبعت بها من أولئك الذين يعملون بوعي أو دون وعي ضد الدين الحنيف، فإذا كانت لديها ذرة من الدين لما أقدمت على التدمير والتخريب والقتل والحرق، وهؤلاء سيكون عذابهم عند الله شديداً؛ لأن كل خطواتهم وأعمالهم التدميرية ليست إلا خراباً على الإسلام والمسلمين الذين يدّعون ودون حياء الانتساب إليه، والإسلام لا يقبل مثل هذه الحثالات التي ترفضها الأمة وتدوس على أفكارها الشيطانية. في الأخير نقول لهؤلاء الضالين: عودوا إلى رشدكم, واعلموا أن أعمالكم مدانة من الأرض والسماء.