عندما تجدُ نفسكَ على ضفةٍ نائيةٍ ولا تسمع فيها سوى صدى صوتكَ، لا أحد يشعر بألمك ومعاناتك وتجامل الآخرين تحت مايسمى ب«النفاقِ الاجتماعي »،حتى لا يقال عنك أنانيًا...وما تحب إلاّ نفسك ... هنا...ما عليك إلا أن تجدف بشراعك وسط أمواجِ الحياةِ المتلاطمة حتى تصل ضفتك المرجوة بأمانٍ... عندما تمرُ صباحًا بأزقةِ صنعاء وتجد عشرات الأيدي تمتدُ إليك وأنت بالكاد تمتلك (حق الباص)،لتصل إلى وجهتك...فتشعر بالخذلان بغض النظر عن من يستحق أو لا يستحق...! قمة الخذلان حين تشاهد طفلةً بالكاد تصل إلى ارتفاع (التاكسي)، وتمسح الزجاج أملاً في من يمد إليها (بعشرة)ريالات حقيرة لا تسمن ولا تغني من جوع... وأخرى تبيع المناديل ببرقعها الذي بات لونه بلون الشمس أبيض حتى لا تذل نفسها بالوقوف على الجولات... وقمة الخذلان حين تجدُ شابًا يُعلقُ على ظهره شهادته الجامعية ويقفُ وسط إشارة المرور ليبيع زجاجات الماء ويلوّح بها للعابرين...! وعجوزًا تفترش الأرض لتبيع (المشاقر)،الذي بالكاد قطفته أناملها التي أخذ الزمن رونقها. وأخرى تجلس يومياً قُبالة (السوبر ماركت)،لتبيع اللحوح و(العنصيف) لتُطعم أطفالها وزوجها الذي ابتلاها الله به ،ليرابط على فراش نومه وينتظر منها (حق القات)....! صور كثيرة تلتقطها عدسة الحرف....لكن دون جدوى ،و تجد نفسك عاجزًا أمامها، لسببٍ وحيدٍ أن هؤلاء هم الصورة الحقيقية والمعبرة عن شعبٍ أتقن المعاناة والألم اليومي.. فهل ترى يومًا ستكون هذه المعاناة قصة منسية في دفترٍ تُغلق أوراقه الموجعة للأبد..?? نأمل ذلك. [email protected]