الشعور بالولاء والانتماء للوطن يثير لدى الإنسان اليمني المخلص دوافع كثيرة لعمل كل ما من شأنه تجنيب البلد ويلات الاقتتال والحروب. دائماً يحلم بمشاريع نهضوية وانتقالات نوعية في مختلف المستويات. يحلم بالعدل والأمان والمساواة والإنصاف. يحلم بتحسن جودة التعليم فيه وتخرّج المبدعين في مختلف المجالات. يحلم بتطور المؤسسات العامة والخاصة. فالوطن يستحق أن نكرمه ونطوره، فقدره غالٍ، ولا يقدّر بثمن عند أصحاب المشاعر المخلصة لترابه. ولأجل ذلك تفديه الأرواح وتسيل في سبيل نهضته ووحدته واستقراره الدماء الزكية. لكن وللأسف هناك من يحملون مشاعر مغايرة تماماً. مشاعر سلبية سوداء ودوافع عمياء لا ترى إلا مصالحها الضيقة، ولا تسعى إلا لتحقيق أهدافها السيئة ولو على حساب استهداف ونسف أهداف الوطن السامية. يقتلون فرص النماء والازدهار ويُفزعون الحالمين بالوطن الفاضل الذي لا يشقى فيه أحد. هم هكذا تربّوا، وهكذا نشأت فيهم مشاعر الكره لكل جميل في هذا الوطن. يعملون لصالح كل من يفسد في وطنهم ويرضون أن يكونوا معاول للهدم والتدمير. يفجّرون طاقاتهم ويستهلكونها في السوء ويطلقون قدراتهم في المكاره والدسائس التي تضر وتهلك الحرث والنسل. غريبة هي تلك العقول وغير معقولة أفعالها الدنيئة التي لا مبرر لها، خطف للأحلام ووئد للآمال وقتل للإنسان وقهر للوطن المعطاء الذي لا يبخل عليهم بالنعم أبداً. هكذا بشر هل يا ترى يدركون أو يعتبرون من دروس التاريخ المكتوب فيها أن لا بقاء لأمثالهم بل لله البقاء وحده وللوطن الشامخ شموخ جباله الصماء ورجاله الشرفاء. وفي نهاية المطاف ومهما كلف الأمر سيستمر الحلم الجميل و إن كثرت الكوابيس. سيدوم الخير في أرضي وصياً باستغفار المؤمنين المتمسكين بحبل الله، وستزول أدناس وأدران وخبائث ونجاسات الخاسئين سواء بالماء أو بالثلج أو بالبرد ليعود وطننا طاهراً وتعود البلدة الطيبة سعيدة بغفران ربها القادر على كل شيء. [email protected]