اليمن الوطن وأناسه الطيبون هم المنتصرون مهما كانت الأحداث ومهما كانت المؤامرات ومهما تكالبت قوى الشر والوقيعة. هذه الحقيقة كانت ولا تزال وستظل حاضرة عبر التاريخ القديم والحديث وهذا ما يجب أن ندركه جميعاً حكاماً ومحكومين. حال اليمن اليوم أرضاً وإنساناً تتجاذبه الصراعات والأهواء وتتربع على قيادته مسارات فيها ما هو خير وما هو شر، إلا أن ما لم يدركه من ذوي النوايا السيئة والمصالح الضيقة والأنانية أن مآلاتهم سيكون مصيرها الزوال كونها لا تمثل إلا نهمهم في عداء الوطن وإرادة أبنائه الخيرين. ربما قد تكون مآلات واقعنا نتاج تراكم جملة من الأزمات التي تفاقمت بعد ال 11 من فبراير 2011م وذلك لغياب البعد الوطني والإنساني لتلك الشعارات التي رفعت بهدف بناء اليمن الجديد وانتقاء الأهداف المرجوة.. وتسنم مصالح ضيقة لهذا الحزب أو ذاك على حساب المصلحة العامة وساهمت الظروف المحيطة باليمن من خلال ما أطلق عليه بثورات الشتاء وليس الربيع العربي لانحراف مقاصدها غير الوطنية بحيث صارت وسائل لهدم وتدمير بناها الوطنية بعد تخريب مؤسساتها، ولعل مآل واقع بعض تلك الدول ومنها العراق وسوريا وليبيا وحتى بعض منها كمصر وتونس والسودان يجدر باليمنيين أخذ العبرة منه لتجنيب الوقوع في المحظور والمسار نحو المجهول. اليمنيون حكماء عبر التاريخ.. وحكمتهم تتجلى حين يهزم ذوو المصالح والغايات الشخصية وتنتصر الوطنية فكم من محن وصراعات وحروب مع الغزاة والمستعمرين خاضها شعبنا عبر التاريخ كُللت جميعاً بانتصار الوطن وإرادة أبنائه.. وظل هاجس وحلم القضاء على المطامع الاستعمارية والنوايا الاستبدادية في الوحدة هاجس ومسار اليمنيين على امتداد ساحة الوطن وحتى لا نتوه بعيداً فمن خلال انتصارهم في ثورة ال 26 من سبتمبر في شمال الوطن وثورة ال 14 من أكتوبر في جنوبه ودحر الطغاة وطرد الاستعمار نالوا حريتهم إلا أنها ظلت منقوصة حتى تجسد حلمهم في ال 22 من مايو عام 1990م حين رفعت راية الجمهورية اليمنية من على سارية القصر الجمهوري في عدن حين أشرأبت أعناق اليمنيين تأملاً في فضاءات مستقبل اليمن الجمهوري الواحد القائم على أساس استكمال منظومة الحرية كالتعددية السياسية واحترام الرأي والرأي الآخر والمساواة في الحقوق والواجبات والتعاطي القانوني والأخلاقي في الحقوق والواجبات بالتساوي وبقيام الوحدة والجمهورية اليمنية التي كانت هموم وأحلام وطموح اليمنيين ذاب شعار المناطقية وتلاشت الفوارق بين الشماليين والجنوبيين فقد صاروا جسداً وروحاً واحدا.. وقضي على آفة الصراعات التي كانت حاضرة على الدوام ومتى ما اشتهى هواة الحرب بين اليمنيين على العديد من المنافذ والطرق التي كانت بين شطري اليمن. اليمن سينتصر في نهاية مآل صراع حاول أعداء الوطن في الخارج أو عملائهم وذوي المصالح الضيقة في الداخل وهذا ما يجب أن يثق به اليمنيون ويدركوا بأنه استحقاق مهما تكالب أعداء الوطن ،فاليمنيون أهل حكمة. اليمن الأرض والإنسان وهم يعانون اليوم من تبعات انقسام الساسة وذوي المصالح يجب أن يكونوا على قناعة تامة بأن القادم سيكون أفضل حال اليوم وأن صبرهم الطويل بدون أي شك سيثمر غداً أكثر زهاءً وإشراقاً وأن الأحلام الذاتية مصيرها إلى زوال. اليمن الواحد سينتصر بهمة السواد الأعظم من أبنائه وبحكمة القليل من عقلائه وحكمائه وإرادة الشعوب لا شك أن يكون النصر حليفها لكونها من إرادة الله. وللذين لا يفهمون بقصد أو بدون قصد معنى إرادة الشعوب عليهم مراجعة وقراءة التاريخ ليعودوا إلى جادة الصواب فظلام الليل يبدده شعاع الفجر ولمن يحاولون أو يحلمون بعودة ماضي ما قبل ال 22 من مايو 1990م فإنهم واهمون وستتبخر تلك الأحلام وتتفتت أمام صلابة إيمان شعبنا بأن ليل التشطير قد ولى وإلى غير رجعة وأن ماهو مطلوب اليوم من كل اليمنيين هو الثبات على مبادئ الوطن اليمني الذي تعلوه راية الوحدة وتجسيد ما تبقى من أهداف الثورة اليمنية والوحدة 26 سبتمبر و14 أكتوبر و22 مايو والنصر أولاً وأخيراً سيكون حليف اليمن الأرض والإنسان.