بداية نعتذر لشاعر العربية الاول ابو الطيب المتنبي على التحوير الذي طال العنوان كونه مقتبساً من إحدى قصائده ذائعة الصيت لكن ذلك ضروري من وجهة نظرنا لتشخيص الواقع واعطاء صورة ولو جانبية عن الاحداث المتداخلة والقاسية التي تنهش الساحة السياسية اليمنية ولا نكاد نمسك لها بطرف ، فاستمرار الازمة وانسداد الافق ازاء الحلول والمخارج المطروحة تشير الى ان الحواة القدماء ومن يدور في فلكهم من المراهقين الجدد هم من يتفانون في إمداد المفاوضات والحوارات الموفمبيكية تحديداً ببذور مهجنة بلقاحات خارجية لتكريس الخلافات وإبقاء العاهة السياسية في حالة ديمومة وتدهور مستمر ، ولا غرابة في ذلك لان الاوضاع الرديئة ومايكابده الشعب من معاناة تعتبر بيئة خصبة ترتد برداً وسلاماً ومالاً ورخاء على عفاريت السياسة ومن يتفرع عنهم من سماسرة الحروب وتجار الازمات ، ألم تسمعوا بذاك المهمش المتسكع الذي رفض رفضاً قاطعاً إدخال قريبه المستشفى لتلقي العلاج إثر حادث مروري اصابه بكسور بالغة في ساقيه وساعديه اقعدته عن الحركة مفضلاً - وسط ذهول الوسطاء - استلام تكاليف العلاج «كاش» وبعد فترة زال الذهول عندما وجد هذا المهمش على مقربة من باب اليمن بصنعاء وقد وضع قريبه الكسيح على عربية يد يتسول به. اووووه لقد استغل الرجل الإعاقة فحافظ عليها كونها فرصة ذهبية من وجهة نظره لتحويلها الى مصدر رزق دائم غير مقطوع ولا ممنوع لذلك رفض العرض المفتوح لعلاجه ، وهذا بالضبط ما يفعله بعض الساسة ، يحافظون على يمن كسيح مأزوم يؤمن لهم الدعم السخي واللامتناهي الذي يتدفق عليهم دون حساب من خارج الحدود ويوفر لهم اسباب الثراء والجاه والسلطان. إذاً فمصائب الشعب هي في المحصلة فوائد جمة لهؤلاء القوم ، الذين لو كابدوا جزء اً ولويسيراً مما يكابده المواطن لكانوا على قلب رجل واحد ولسارعوا منذ وقت مبكر الى ايجاد الحلول والمخارج في جلسة مفاوضات واحدة وربما بتواصل تلفوني لايزيد عن 5 دقائق في ليلة مقمرة ليس للشيطان اليها سبيلا ، لان مشاكلنا من الاصل مشاكل اشخاص لا يتجاوزون اصابع اليد الواحدة ، مدفوعين بمصالح ذاتية وإن اتخذت خطاباتهم قوالب وطنية واخلاقية تظهرهم بمظهر الملاك الحريص على وحدة الوطن وامنه واستقراره ، لكنهم في الحقيقة سبب كل ما يسقط علينا من كوارث واصطراع سياسي و إنهاك اقتصادي وتفكك اجتماعي ووطني فهم لايستطيعون إتقان شيء اكثر من صنع الازمات وتصديرها للداخل والخارج . أن تفشل العملية السياسية في اليمن فهذا يعني ان اطرافها فاشلون إن لم نقل متآمرون ، نعم ، متآمرون وعليهم الاعتراف بذلك علناً ومن ثم التنحي واعتزال العمل السياسي وإفساح المجال للطبقة الحزبية الشابة الامل الوحيد المعول عليه حالياً لرأب التصدعات الحاصلة في جدار الوحدة الوطنية والقادرة على إزاحة ما يجثم على صدور الناس من فوضى متراكمة بعضها فوق بعض بما كسبت ايدي عواجيز الاحزاب الذين غدوا في الذاكرة الجمعية مجرد ادوات نحس لجلب الخراب والدمار والعنف والتفتت والانقراض ....! [email protected]