حتى الرفاهية والتمّدن في وطني لها (شكل مختلف).. كنّتُ بنفسِ الموعد الذي حددته لي الطبيبة.. أننتظر دوري كي يفتح «السُلّم الكهربائي»، فنتيجة أنه يعمل (بشهدٍ بواحد) جهة واحدة والجهة الثانية مشلولة، انتظرتُ حتى تأخرتُ عن الموعد وصاحت (جيمي) الفلبينية بلكنتها المحببة للنفس: (انتا سديق دروري تجي نفس الساءة.. وأشارت للساعة بيدها...)..الترجمة: أنت صديق ضروري تجي نفس الساعة..!! انضمّت إلى المأساة الإنتظارية فتاة أخرى مرافقة لوالدتها التي طلبت منها ألا تتأخر بجلب (فرش وبطانية)،من البيت لأن طبعها (شمات)، كما قالت لي أن والدتها: لا يعجبها شيء يخص المستشفى، وبيدها الأخرى المسكينة جهاز اللاب توب لتكمل بحث الماجستير بجوار أمها، فيدٌ بها فرش وبطانية وأخرى اللاب توب، وتخيلوا الموقف حسبنا الوقت بالثانية.. طلع ربع ساعة انتظار...! فلم نجد أي حيلةٍ أمامنا سوى أن نتذكر برنامج الأطفال التلفزيوني (افتح يا سمسم) وننادي السلّم الكهربائي: افتح يا سُلّم أبوابك.....وأخيرًا فتح بعد نصف ساعة (حريق دم وأعصاب)...! طبعاً (البعض)،قد يقول: لماذا لا تمشين «رِجل»...?? وعدم الصعود بالمشي أكيد هنا له أسبابه: المتأخر يريد أن يصل بنفس الوقت ومن حقه أن يستخدم (السلّم الكهربائي)، والذي يحمل أثقالاً بين يديه من حقه أيضاً أن يصعد بذلك..بقي على المستشفيات الخاصة (أبو نص خدمة)، عليها أن تكون أو لا تكون.. إما أن تقدّم خدمتها (ساع الناس) حسب (جارتنا لطيفة)، أو تُغلق أبوابها نهائيًا. لا أنسى أن أنوّه أن المصاعد الكهربائية في كل أنحاء العالم تعمل بجهتين تفاديًا للزحمة، وتوفيراً للوقت، وقد شاهدتُ الفرق بنفسي أن انتظارنا لم يتجاوز دقيقة في أغلب الأوقات، لأنه بمجرد أن تكبس زر الصعود حتى يفتح لك حالاً. طبعاً اثنان من المستشفيات الخاصة بنفس السوء على رغم ارتفاع الخدمات الطبية المكلّفة فيهما وجدتُ فيها هذا الشيء، دون ذكر أسماء حتى لا أروّج لها دعائياً هنا، وقدّر لي أن أزورها بأسبوعٍ واحد، مما شدني لكتابةِ هذه التناولة فأحدهما دعاني فضولي الصحفي أن اسأل من يقوم بالعمل في المصعد: لماذا لا تعمل الجهة الثانية؟. فقال: هذا نتيجة الحرب الأخيرة ووصول القذائف إلى المستشفى..الغريب أن دخل تلك المستشفيات مرتفع جدًا لأنها تعمل بالدولار، وأسعارها سياحية، فهل تعجز عن الصيانة وإعادة الأعطال إلى الخدمة? ألم أقل لكم أن الرفاهية والتمدّن عندنا لها وجه مقلوب مثل وجه (جارتنا لطيفة)، حين تزمجر في وجه (جارنا لطيف).