إعلان مجلس التعاون الخليجي استعداده لاستقبال الحوار، استجابة للدعوة التي وجهها الرئيس عبدربه منصور هادي يحسبها المراقبون كفرصة أخيرة يجب أن يتمسك بها اليمنيون والخليجيون أيضاً باعتبار اليمن هي هم خليجي. الحرص على إنجاح الحوار ليس بالمجاملة والاتفاقات البعيدة عن الواقع بل بوضع النقاط على الحروف والتخلص من الطريقة القديمة التي مر بها الحوار اليمني بإشراف المبعوث الدولي جمال بنعمر الذي توجه هو الآخر إلى الرياض أمس لمناقشة نفس الموضوع على ما أظن. لقد استمر اليمنيون في عرس حوار طويل عريض علق عليه الناس آمالاً كبيرة وبعد أن اتفق المتحاورون على أسس الدولة المدنية في مخرجات الحوار وبعد أن تم تجهيز مسودة الدستور وبدلاً من أن تسير القافلة إلى إقرار الدستور، ثم الاستفتاء عليه وبعدها الذهاب إلى انتخابات، اعترض البعض لقافلة الحوار بالقنابل والمفخخات والقوة العسكرية وعطلوها رغماً عن إرادة الشعب اليمني. لقد كان الحوار ومخرجاته هو المستهدف من كل مايجري من عبث اليوم... فما هو الجديد في حوار الرياض وهل المكان هو المشكلة؟. المكان شرط باعتبار تحقيق الأمان والتكافؤ، وهذا منعدم في الداخل خاصة في صنعاء ولا حوار بدون تكافؤ وأمان ...لكن هذا الحوار يجب أن لا يناقش قضايا من أجل النقاش والتصوير. عليهم أن يسألوا أنفسهم: ما الذي عطل الحوار بعد ما شارف على النجاح وما هي الوسائل التي ستضمن نجاح الحوار التالي إذا اتفق عليه؟. أعتقد أن لا معنى للحوار إذا لم يبدأ الناس يتحاورون بجدية على كيفية التخلص من المليشيات واستعادة الدولة المصادرة مع الفوضى. عندها ممكن أن نتحاور وينجح الحوار وتنجح اليمن ونستبشر بمستقبل جميل ... وبدون تحقيق هذه الشروط سيكون الحوار مضيعة للوقت وترتيب أوراق لمرحلة أخرى من الفوضى. [email protected]