قبل ثلاثة أيام احتفل العالم بيوم المرأة العالمي كل بطريقته ، كما احتفلت الهند بعيد الألوان واحتفل العالم قبلها ب 14 فبراير بعيد الحب ، وكلها مشاعر احتفالية تتدفق بالفرح في يوم واحد ويبقى في الذهن أسئلة تطاردنا في الواقع ، نحتفل بها كل يوم بطريقة سلبية ، نحتفل ألماً نعم ، لأننا في واقعنا اليمني يأتي يوم المرأة العالمي ، واليمنية شيرين مكاوي وصديقتها الفرنسية إيزابيل مختطفتين من قِبل اليمنيين .يحتفل العالم بعيد المرأة العالمي وفي اليمن لم تعد تجد المرأة الأمان في التنقل بين محافظات بوصفها طالبة وعاملة ، بسبب الوضع الأمني المتدهور ، والقائمين باسم الله في حراسة الفضيلة والذين مجرد رؤيتهم تشعر المرأة بالموت رعبا . يأتي 8 مارس والمرأة اليمنية محاصرة في سكنها ورأيها وخياراتها باسم السياسة تارة وباسم المجتمع تارة أخرى . يأتي 8 مارس 2015م ومازالت المرأة في اليمن ناقصة الأهلية في نظر مصلحة الجوازات التي تتبع إجراءً ليس في القانون ، وتمنع المرأة من قطع الجواز لأنها ليس لديها محرم . يأتي 8 مارس 2015م وقد حصدت المرأة لقب « مكلف » مهما ارتفعت رتبتها الأكاديمية والسياسية ، وأن عليها وقت الأزمات أن تدع هم الوطن للرجال حتى يتصارعوا كما يشاؤون . والأسوأ من هذا وذاك يأتي 8 مارس 2015م لتقول لي إحدى المتعلمات التي تربي أجيالا أنه في المواقف التي تحتاج إلى نقاش وإلى قرار فيجب أن يتحدث الرجل ليس لأنها لا تستطيع أن تتحدث ولكن لأن المجتمع من وجهة نظرها لا يعترف إلا بالرجل ، الكثير من الحزن ينتابني وأنا أراها متبنية هذه القناعة وأنها تسير خلف مجتمع كثير من أبنائه لم يعرف بوابة المدرسة بينما هي متعلمة ومربية ، وستنقل طريقة تربيتها في السلبية إلى أولادها والجيل الذي تُعلّمه وستربيهم على عدم المساواة في وقت سالت فيه الدماء في كل الوطن العربي من أجل المواطنة المتساوية . كل عام وكل امرأة في الأرض بألف خير ولتجعلي - بإصرارك على الحياة-عامك أيتها المرأة كله أعياد . . [email protected]