أيام قليلة وينعقد مؤتمر القمة العربية الذي سيجمع كل القادة العرب أو من ينوبوهم وهذه القمة أصبحت معتادة كل عام وفي شهر مارس تحديداً وهدفها هو الوقوف ومناقشة القضايا العربية التي تهم الأمة العربية التي تئن من وطأة الحروب والخلافات. أمام القمة الحالية قضايا كبيرة ومعقدة وهي بحاجة إلى إرادة قوية من القادة العرب للخروج منها باتفاق يلبي طموحات وإرادة شعوب العالم العربي أجمع، لا ننكر بأن القمة القادمة تواجهها الكثير من المشكلات والعقبات نظراً لأن ما يعانيه العرب اليوم من مشكلات أكثر وأعقد مما عانه العرب أو ما طُرحت أمام القادة العرب في القمم السابقة، لذا فإن المطلوب من قادة الأمة أن يتحملوا مسئولياتهم الوطنية والقومية والتاريخية وأن يرفعوا شعار المصلحة القومية بعيداً عن المزايدات وطرح قضايا ذات مصالح ضيقة لا تخدم في الأساس الأهداف والمصالح العربية القومية لا نريد من القادة العرب أن يحمل كل واحد منهم همه القطري ليضعه في الطاولة وعلى حساب الهم القومي وكما هي العادة في القمم العربية السابقة ثم تخرج القمة بقرارات وتوصيات لا تخدم في الأساس أية قضية عربية وهكذا توضع تلك المقررات والتوصيات في أدراج الجامعة العربية لتنام حتى انعقاد القمة التي تليها وهكذا اعتدنا في كل قمة من القمم فما يصدر عنها ليس هناك متابعة لتنفيذ ما يتفق عليه حتى تلك القرارات فهي قرارات باهتة وغير ملبية لطموحات وآمال الملايين من العرب لذلك نطمح من القمة العربية المقبلة أن تكون أكثر واقعية ومصداقية والابتعاد كثيراً عن المزايدات والخلافات التي لا تزيد إلا ضعفاً على ضعف على جسد الأمة ولابد وأن يتحلى قادة العرب بنكران الذات وأن ينظروا إلى المصالح العربية بعيداً عن المؤثرات الخارجية والهيمنة التي تفرض من هنا أو هناك، فالعرب اليوم وخصوصاً القيادات منهم أمام اختبار صعب جداً فإما أن يثبتوا لشعوبهم بأنهم عند مستوى المسؤولية التي تحملوها في قيادة الأمة وإما أن يضعوا أنفسهم في قفص إتهام أمام شعوبهم بعدم قدرتهم على تحقيق الحد الأدنى من الآمال والطموحات فالعرب اليوم في وضع لا يحسدون عليه فهم يعانون من الحروب والتفكك والانقسام التي لم يشهدوا لها مثيلاً من قبل، هناك قضايا خطيرة ماثلة أمامهم عليهم أن يقفوا أمامها بكل مسئولية وشجاعة وحيادية حتى يتمكنوا من وضع الحلول الممكنة لها فهناك قضايا سوريا وليبيا والعراق واليمن يستدعي الأمر الوقوف أمامها طويلاً لوضع المعالجات حتى تتمكن شعوب هذه البلدان من العيش بأمان كما أن قضية الإرهاب التي أصبحت تهدد وجود هذه الأمة مسألة ملحة للوقوف أمامها من خلال العمل العربي المشترك في القضاء على هذه الآفة التي أرقت ولا زالت تؤرق العرب دون استثناء، في الأخير نريد قمة تكون عند مستوى التحدي وتلبي الحد الأدنى من طموحات العرب.