اكاد أجزم هنا بأن النفاق كله قد وضح في بيت محصن له باب وحيد مفتاحه السياسة وبالتالي فإن كل من ولج اليه إلا وخرج منه غير ذلك الذي دخل اليه اول مرة وكانما ولد من جديد في سلوكه وتصرفاته في امور حياته اليومية مؤمناً حد اليقين بلغة الضاد وترجمة كل اقواله بأفعال الأضداد وهو ما ينطبق على احزابنا وبالتالي فإنك إذا ما قيل وقعوا وثيقة سلام فاعلم أنها الحرب فيصبح كل من ينتمي الى حزب من اهل الاعراف الذين تعرفهم بسيماهم في وجوههم المكتوب عليها حزبياً انا لا وطنياً كما انك تجد مثل هؤلاء في كل ناد يخطبون يقولون اقوال الملائكة ويفعلون افعال الشياطين فاذا ببعض هذه القيادات السياسية الحزبية الفصيحة والمفوهة تبيع الجماهير الهواء وتجزل لهم الوعود ببناء مدن سكنية ذات حدائق غناء تتوسطها جزر من الماء في الفضاء وتجعل الجميع شبه مصدق ان هذه الاحزاب قادرة على حرث البحار ومناطحة السحاب ومنافسة امريكا وروسيا والصين وبكل ثروات الفضاء ومسابقتها على السيطرة على سطح المريخ بعد اكتشاف آثار وجود ماء مع الأسف إذا بنا نجد قياداتنا الحزبية وخصوصاً منهم المدمنون على مضغ القات يطيرون بأجنحة خيالهم المصاب بوهم العظمة الى ابعد من الواقع وإذا بهم يحلقون في فضاءاتهم اللا متناهية فيصدرون القرارات المصيرية للوطن حد مطالبتهم احياناً برحيل الشعب والهجرة من اجل بقاء جغرافيا الوطن! وآخر مدمني القات يقترح التضحية بالشعب كله شماله وجنوبه في سبيل بقاءفرد وبس؟! وآخر يقترح الى اقلمة الوطن الى سلطنات ودويلات وإمارات وآخر يدعو الى العودة الى المركز المقدس وان الخروج عنه بمثابة كفر بكل الثوابت الوطنية جمعاء ... والخ من هذه الظواهر الصوتية التي زادت اليوم الطين بلة وضاعفت معاناة المواطنين وخلال عقدين من الزمن واحزابنا بشقيها الحاكمة والمعارضة تبيعنا الهواء وتبني لنا مدناً في السماء وناطحات سحاب من وهم وسراب كل ذلك لا بد قد كان وقعه علينا اليوم كشعب لازال يتجرع كؤوس الحاجة والعوز ومظالم الفقر وتغشاه ظلمات الجهل والأمية كل هذه المصائب المتوالية على شعبنا لا بد انها قد اثرت سلباً حتى على عقول وافئدة ابناء شعبنا وإذا بنا نصل الى مآلات خطيرة منها زيادة الإصابة بالأمراض النفسية ليصل عدد الحالات الى اكثر من مليون ونيف المليون نسمة من اجمالي عدد السكان في اليمن السعيد!! وأما نسبة الإصابة بحالات انفصام الشخصية ما قبل المرض النفسي فآخر التقارير لمنظمة الصحة العالمية تشير الى ارتفاع نسبة الاصابة بانفصام الشخصية الى ثلث عدد سكان اليمن والسبب الاكبر حسب قولهم تناول القات وأقول إن السبب كذلك الوعود الكاذبة للاحزاب. ruayni@gmail .com