يجزم الكثير من المحللين بأن لإيران الإسلامية مشروعاً قومياً فارسياً بالأساس وأنها تستخدم الدين فقط لخدمة المشروع الفارسي القديم الذي له ثارات مع العرب والمسلمين، وكنا نظن أنها انتهت بالإسلام، خاصة عندما تكون الدولة معلنة أنها حاملة للإسلام. دعك من المفكرين والمثقفين العرب الذين يتحدثون عن حقيقة المشروع الفارسي الذي يعادي العرب كعرب ويتعامل معهم بثارات القادسية وحروب الفتوحات، فما يجري يثبت ذلك، وتصريحات المسؤولين الإيرانيين مؤخراً تكشف مشروع السيطرة على الدول العربية كإمبراطورية فارسية، فهم يتحدثون عن وصولهم إلى العراق وسوريا ولبنان واليمن عن طريق أذرعها المحلية والمخدوعة والتي ستكتشف أنها خدعت وتحولت إلى جلاد وضحية بنفس الوقت بعد فوات الأوان. حسب وكالة «إسنا» الإيرانية للأنباء – فهذا علي يونسي، مستشار الرئيس الإيراني حسن روحاني للشؤون الدينية والأقليات، يقول: إن إيران عادت إلى وضع الامبراطورية كما كانت طوال تاريخها، وبغداد باتت عاصمة للامبراطورية الفارسية، فما دخل الامبراطورية الفارسية بالإسلام والتشيع لأهل البيت إلا إذا كان الاسلام يستخدم اليوم كوسيلة لضرب المسلمين والإسلام لصالح الامبراطورية الفارسية التي سقطت أمام فتوحات أصحاب محمد بن عبدالله من أهل البيت وكافة المسلمين .. هذا المستشار شخصية رسمية وهو ليس شخصية ليبرالية أو علمانية، هذا عالم دين يكشف بوضوح أن قضية دعم الشيعة العرب يقصد منه إعادة امبرطورية ساسان التي أسقطها الإسلام والانتقام من العرب شيعة كانوا أو سنة وتنفيذ عقد «الهرمزان» و «كسرى» باسم الاختباء وراء دعاوى أهل بيت محمد وباسم الاسلام للأسف الشديد..وهو أمر غير مسبوق. من حق الفرس أو أية أمة أن تعيد أمجادها لكن ليس من حق أحد أن يعمل هذا باسم الاسلام وبأدوات عربية، مستغلين المشاعر الدينية وأحقاد الفتنة الطائفية من أجل ضرب مقاصد الدين وتفتيت أمة محمد بن عبدالله لصالح امبراطورية كسرى. وحتى قبل هذه التصريحات الرسمية لم نكن نتصور أن تنتقل هذه العقد بواسطة من يتحدثون بأنهم علماء الإسلام وحماة الإسلام وآيات الله وباسم الثورة التي صفق لها كل المسلمين والعرب قبل أن تكشف عن وجه كسرى ومشروعها الذي يستغل الطائفية لخدمة مشروعها القومي الذي أسقطه العرب بالإسلام.. لنكتشف أنهم يستغلون الإسلام «الطائفي» وسيلة ومطية لمشروع آخر بل ولتدمير الأمة لعربية عن طريق إثارة أحقاد التاريخ وأمراض الطائفية العمياء. وفي النهاية المستهدف هم العرب عن طريق استجرار وإثارة أحقاد معارك «صفين» و«الجمل» و«كربلاء» لصالح امبراطورية الفرس وانتقاماً من معارك «القادسية» و«نهاوند» التي جرت بين الفرس والعرب المسلمين والضحية هم العرب لا فرق بين عربي شيعي أو عربي سني، فهم اليوم يفرقون بين شيعي فارسي وشيعي عربي، حيث يعامل الأخير بريبة ودونية وباعتباره أداة لخدمة الامبراطورية الفارسية ومشروعها كما قال «علي يونسي» مستشار الرئيس الإيراني وآخرون وليس نحن، الأمر الذي يوجب يقظة ونهضة عربية شاملة شيعة وسنة لكشف مشروع الامبراطورية الفارسية التي يتحدث عنها اليوم بوضوح آيات إيران والمؤسف أنهم يشيدونها بدماء العرب شيعة وسنة مستغلين الجهل والفرقة الضاربة. [email protected]